صدى الشعب – كتب أحمد سلامة
صباحك ورد، صباحك زعتر، صباحك قمح.. وعبدالله وعنبر
افق يا مجاور الاقصى ابو الملوك (سيدنا ابو علي) يا من افتديتها بعرش ولم يرمش لك جفن.. افق وتوضأ بشمسها وطهر قلوب العرب من التخاذل
ها انت والقدس وعمان، يصلي بكم وبنا الحفيد المجيد عبدالله بن حفيدك الحسين، ويؤم الأمة في وقفة عز بالحكمة صنعها
ارأيت.. يا ابو الملوك شأنكم دوما تقلبون (ال غين) في شغفكم بالامة فتصير (راء) انتم شرف الامة وطلتها المحبوبة
لقد قلب الملك الشريف عبدالله الملك الهاشمي التليد العادة والتقليد، وبدل ان تهديه الامة في عيد مولده ضمة من قمح او حبة تمر (حقه الشرعي فينا) قدم معنى جديدا للاستقلال والكرامة بحكمة كان. بزغ في قلب اوروبا كنجم سهيل وعضيده بجواره يتلو على الدنيا
درسه وفلسفته في الحكم ان قوة العقل اسمى من عقل القوة وان التروي في ادارة الازمات تتيح وتبيح ان (يخترق البلبل الهاشمي) الرمح الاشد طيشا في تاريخ البشرية!!
سيدي ابو الملوك.. الاصل بونس.. الفتى الهاشمي القرشي ذهب قبل قرابة ٧٠٠ سنة من عمر ويلات الامة ومصائبها ليفاوض اشد حاكم في عصره نزقا وغطرسة نيابة عن ابيه شريف مكة.. ولما نطق السلطان سليم للشريف ابو نمي بتفويض الشريف بركات الحكم الشريفي المستقل على الديار الحجازية ملك ابائه واجداده انعم ذلك الفتى الهاشمي المفاوض الفذ على السلطان سليم العثماني بلقب (خادم الحرمين الشريفين) وهو لقب تمتع به اهل الصيت العارم من بني هاشم..
من هناك اضحى التفاوض حكمة الحكم الهاشمي واحد اركانها..
عاد ابن الاكرمين الى عرينه بعد ان صنع معجزة تضاف الى معجزات بني هاشم في حفظ كرامة العرب والحرص على كبرياء عرب الاردن الهاشمي!!
من قال ان الاموات الاتقياء الصالحين الاتقياء لا يرون!!.. إن الحسين بن علي عميد السلالة وصانع نهضة العرب قد اهدى للامة ارقى معنى للشهامة ومعانيها حين قال (انا لا يهمني من يحكم في نجد او الحجاز او الشام او اليمن) المهم عندي ان تكون الامة موحدة
وورث تلك الشيبة الطاهرة أكثر هاشمي طاعن في الفروسية ومتمكن من اللغة وصانع فكر الوحدة.. لقد علم العرب، كل العرب، ان ثمن وحدتهم باهظ، وإن كان على الحاكم ان يختار بين الحبر وبين الدم لتظل الامة سيدة وحدتها فعليه ان يختار دمه حبرا لوحدتها وقد فعل
لقد صنع ابو طلال ملك الوحدة وملك الوعد الاتي وطنا يشبهه هو وطننا الاردني الذي هو اخر هوية واخر صورة للعرب يعيشون معا بمحبة وبدون شروط مسبقة
لقد جدد ابو طلال سيرة جده النبي الاحب في صناعة (المدينة المنورة) وهو صنع عمان (مدينة العرب .. يا لطيب المكارم حين امتطى الفارس الهاشمي (طلال) العرش وهو اول فتى هاشمي يتلقى العلم العسكري في ساند هيرست مع ابن عمه غازي.. الملكان الهاشميان الرقيقان الشريفان حد الهيام بجدهم، فارسله عبد الله الملك الفارس وغازي معه ليكونا ياوران جدهما الذي كان منفاه عرشا اعلى من كل العروش. وشهدا مرضه وقهره في قبرص..
طلال الملك هو من قال ان الاردنيين يستحقون دستورا حداثيا وكانت هديته مذهلة دستور ديموقراطي نيابي يمكن الناس في منطقة حرم ناسها من تذكر اسمائهم من التمكن بصناعة مستقبلهم..
اين تجد رئيس مجلس نواب في الوطن العربي غير عندنا يسكت وزيرا ولا يتدخل رئيس الوزراء وتستمر المسيرة!!
كان طلال الملك هو إهداء عبدالله لشعبه، وكان يعرف أن طلالا الذي لم يسم بصيغته اللغوية هذه (طلال) بفتح الطاء قبله احد من العرب، وهي حكمة لغوية عبدلية.. هو الحريص على مصالح وكرامة امته الاردنية.
ولما تسلم الزمام وشد اللجام واسعد الانام الحسين الباني رحمه الله وورث عرش الشرف ورفع شعار الاردن الخالد بخلوده هو (الانسان اغلى ما نملك) و(فلنبن هذا البلد، ولنخدم هذه الامة) نعم لقد اضاف الحسين رحمه الله سيدنا الذي عشنا معه ورأينا بسمته لانجاز وعايشنا دمعته في هزائم الامة وتلذذنا برحمته وسعة صدره حين اصطحب السجين قبل عيد في شهر البركات هدية وإكراما لوالدة ذلك السجين.
كان ملك الحكمة وملك الصبر وملك شرعية الانجاز اسكن اللاجئ ووطن البدوي وأعلى من شأن الوطن واستأصل كل الامراض ولم يك ذلك شيئا إن قيس بأرقى ما قدمه للأمة الأردنية عبد الله الملك.. الحامي
كان ذات ايام عام ١٩٩١م قد مرض الحسين رحمه الله واوى الى مدينته.. ذهبت والزميلة كارولين فرج للظفر بخبر ميداني عن صحة بدن مليكنا في مدينته الطبية وكان لكلينا حظوة لدى الباشا يوسف القسوس طبيب الحب والونس وتلاقينا بكل الشرف مع سيدي الحسن يزور (العود) رجعنا لـ الرأي منبر الوطن الاعلى حينذاك اذ بهاتف يناديني انه صوت الامير الذي كان صوته دفئا وضحكته عزوة
سيدي حسن عالخط، يقول بل يأمر: الحسين يا احمد اكرمنا برفعه شعار (الانسان اغلى ما نملك)، اولم يئن الأوان ان نرد الجميل ونرفع شعار
(الحسين اغلى ما نملك)!!
وكان عنوان مقالتي في اليوم التالي (الحسين اغلى ما نملك) كرم خلق وابداع ووفاء من الحسن للحسين..
ولما، ركب ابو الحسين عبد الله المطايا وفرد كفه للاردنيين كافة (وكان اندى العالمين بطون راح) في سنين الرخاء وبنى وعمر وانجز وسافر وسافر وسافر كان عبد الله يصنع اسراره في حماية الوطن عند الشدة
كان من حسن حظنا في الحياة ان عايشناه ملكا صابرا حكيما كريما فارسا كان يصنع قوة الاردن ليلوح بها ولا يستخدمها وبنى رصيد حب له وللاردن لم يسبقه احد في ذلك اليه
لا اريد ان اقع في محذور البلاغة فتاخذني اللغة الى معارج خارج الواقع فاختم..
نحن لسنا بحجم مواجهة الرمح الامريكي الطائش غير المنضبط في هذه الحقبة من تاريخ هذه الامة العجيبة!!
لكن ارادتنا وحكمة مليكنا قد جنبتنا العوز والمواجهة..
لقد ابدع عبدالله الملك الجليل والنبيل حين نادى عضيده ليقف بكل بهاء بجواره على منصة النصر في قلب اوروبا.. ليذكرنا ويذكر كل صاحب رؤية حكيمة ان المسيرة الهاشمية موصولة للخير باذن الله
إن الآوان اليوم في العيد الذي صنعه لنا الملك في عيده ان نرد له الجميل جميلا ونقول (انت الملك الحامي، انت عيدنا)