صدى الشعب – عبد الكريم توفيق
في ظل التحولات الاقتصادية العالمية والمحلية كشف ممثل قطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل في غرفة صناعة الأردن أحمد البس في حديثه لصحيفة “صدى الشعب” عن مشهد معقد يواجه القطاع الصناعي الأردني، وعلى الرغم من الجهود الحكومية والخاصة لتعزيز هذا القطاع بما يتماشى مع الرؤية الاقتصادية الملكية، فإن التحديات التي فرضتها تقلبات الأسواق العالمية وتراجع أسعار المواد الخام تشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الأهداف المنشودة.
أرقام وتحديات
ووفقاً لتصريحات البس لـ”صدى الشعب”، اليوم الأحد، تراجعت صادرات المواد الخام الأساسية، مثل الفوسفات والبوتاس والأسمدة التقليدية، بنحو 350 مليون دينار خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، نتيجة التراجع الحاد في أسعارها على المستوى العالمي، وعلى الرغم من ذلك، سجلت قطاعات أخرى، مثل مستحضرات التجميل، المنظفات، والأسمدة المتخصصة، زيادة في صادراتها بمقدار 200 مليون دينار، إلا أن هذا النمو لم يكن كافياً لتعويض الخسائر، بحسب البس.
وأشار إلى أن قطاع الملابس حقق نمواً لافتاً، حيث ارتفعت صادراته بأكثر من 100 مليون دينار، بينما شهدت الصناعات الغذائية زيادة ملحوظة تجاوزت 30% خلال الفترة ذاتها. ومع ذلك، يؤكد أن استمرار التحديات الاقتصادية يتطلب اتخاذ خطوات جادة واستراتيجية للتعامل مع الأزمات الراهنة.
الرؤية والحلول
وشدد البس على أهمية التحرك السريع لتعزيز القطاع الصناعي عبر حزمة من الإجراءات أبرزها توسيع برامج دعم الصادرات والتي تحتاج إلى دعم حكومي مستدام للتخفيف من تأثير تراجع الأسواق العالمية، وتفعيل آلية المقاصة المالية وتسوية المستحقات المالية للشركات الصناعية من خلال هذه الآلية، مما يعزز السيولة ويخفف من الأعباء المالية على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
مشيراً ضرورة إعادة هيكلة منظومة الاستثمار من خلال منح وزارة الاستثمار صلاحيات واسعة لتحويل النظام الحالي إلى نافذة واحدة شاملة، ما يضمن تسهيل الإجراءات الاستثمارية ويعزز من تنافسية القطاع الصناعي.
التوجهات المستقبلية
البس أكد لـ”صدى الشعب” أن الطريق إلى مستقبل صناعي مستدام يتطلب استراتيجية متكاملة تشمل:
• تنويع الصادرات من خلال التركيز على القطاعات الواعدة مثل الصناعات المتخصصة والتكنولوجية.
• تحفيز الابتكار الصناعي والاستثمار في التكنولوجيا والبحث والتطوير لتحسين جودة المنتجات الأردنية.
• الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز التعاون لضمان توحيد الجهود وتوفير بيئة أعمال مشجعة للاستثمار.
خاتمة
واختتم البس تصريحاته بدعوة الحكومة إلى التعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة بروح من الابتكار والمسؤولية، مشيراً إلى أن القطاع الصناعي يمتلك الإمكانات لتحقيق نقلة نوعية إذا ما توفرت له البيئة الداعمة والسياسات المدروسة.
وأضاف: “الصناعة ليست مجرد أرقام وإحصاءات، بل هي المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيزها هو مسؤولية الجميع.”