صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
في عالم يتسم بتسارع نقل المعلومات وتعدد مصادرها، تبرز أخلاقيات الإعلام كبوصلة توجه العمل الصحفي نحو المصداقية والشفافية، مما يضمن إيصال الحقيقة دون تحريف أو تضليل.
ويؤكد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك،الدكتور قصي الرشدان في مقابلة مع صحيفة صدى الشعب أهمية الالتزام بأخلاقيات الإعلام على أن التزام المؤسسات الإعلامية والصحفيين بأخلاقيات الإعلام بعد ركيزة أساسية لنجاح العمل الإعلامي.
واشار الرشدان إلى أبرز أخلاقيات العمل الإعلامي منها الصدق والنزاهة، حيث يجب أن تكون المادة الإعلامية معبرة عن الواقع شاملة لكافة الأطراف.
وناقلة للخبر بكل أمانة، وايضا الحياد والموضوعية من خلال تجنب الانحياز للأفكار المسبقة والالتزام بتقديم الأدلة والوقائع بوزن متساو، مع عرض متوازن لوجهات النظر المختلفة.
وأضاف، أنه وبالاضافة إلى احترام الخصوصية من خلال ضرورة الامتناع عن اختراق خصوصیات الآخرين، حتى أثناء البحث العميق، لتجنب التحريض والكراهية ، ونبذ التحريض والكراهية خصوصا في العالم العربي، حيث يؤدي التحريض إلى تعزيز الانقسامات المجتمعية.
كما وأوضح الرشدان، أن دور التشريعات والمواثيق الأخلاقية مهم جدا، أشار الدكتور الرشدان إلى أن كل مؤسسة إعلامية تعمل وفق ميثاق أخلاقي خاص بها، يستمد جزءا منه من التشريعات الحكومية والآخر من سياسة المؤسسة الإعلامية. هذه المواثيق تعد مرجعاً لضمان الالتزام بالمعايير الأخلاقية.
كما اشار الرشدان إلى انعكاسات الالتزام بالأخلاقيات على المؤسسة والجمهور، ومنها تعزيز الثقة بين الجمهور والمؤسسة الإعلامية، وعكس صورة إيجابية عن نزاهة وصدق المؤسسة وتجنب المساءلة القانونية الناتجة عن عدم الالتزام بالأخلاقيات المهنية واكد أن الصحافة مسؤولية قبل أن تكون مهنة، وفي ظل التطورات المتسارعة في عالم الإعلام، يبقى الالتزام بالأخلاقيات المهنية حجر الزاوية لبناء إعلام مسؤول يراعي حقوق الأفراد ويحترم خصوصياتهم غياب هذه الأخلاقيات يؤدي إلى فقدان المصداقية، بينما يسهم الالتزام بها في تقديم رسالة إعلامية عادلة تعزز تطور المجتمعات واستقرارها. كما واشار إلى أن الالتزام بأخلاقيات الإعلام لا يقتصر على كونه معيارا لضمان المصداقية، بل هو مسؤولية اجتماعية تسهم في تعزيز الثقة بين الإعلام والجمهور، وتهيئة بيئة إعلامية تسعى لخدمة الحقيقة دون تحيز أو تضليل. فالصحافة ليست مجرد مهنة لنقل الأحداث، بل هي أمانة تتطلب من الإعلاميين التمسك بالقيم والمبادئ التي تصون حقوق الأفراد وتدعم التنوع والشفافية.
وشدد الدكتور قصي الرشدان على أن الالتزام بأخلاقيات الإعلام يشكل اللبنة الأساسية في بناء إعلام نزيه ومسؤول قادر على مواكبة التحديات والمساهمة في استقرار المجتمعات وتطورها.
فالإعلام الأخلاقي هو أساس الوعي الجماهيري، وهو الجسر الذي يربط بين المؤسسات الإعلامية والجمهور لبناء علاقة قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة.