صدى الشعب – رعى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري، الحفل الختامي لــ”مشروع المرونة المناخية في التمريض” الذي تنفذه جميعة الجيل الأخضر بالتعاون مع كلية التمريض في الجامعة الهاشمية بمشاركة فرق طلابية من كليات التمريض في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة، وبتمويل من “المركز العالمي للتغيرات المناخية وأنظمة المياه والطاقة والغذاء والصحة” الذي تنفذه الجامعة الهاشمية بالتعاون مع جامعات ومنظمات عالمية وأردنية.
وحضر الحفل الختامي كل من نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية الأستاذ الدكتور خالدأبوالتين، وعمداء كليات: التمريض، والأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة، والتطوير الأكاديمي والتواصل الدولي، والدراسات العليا، وعدد من الأساتذة والطلبة في كليات التمريض في الجامعة الهاشمية والجامعات الأردنية المشاركة، وأعضاء لجنة التحكيم لمسابقة المرونة المناخية في التمريض.
وأكد الدكتور الحياري خلال كلمته، أن مشروع “المرونة المناخية في التمريض” تم اطلاقه استجابة للتحديات الكبيرة التي تفرضها التغيرات المناخية المتعددة التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على صحة المجتمعات والأنظمة الصحية فيها مما يتطلب التكاتف والتعاون لتعزيز قدرة العاملين في المجال الصحي خاصة الطواقم التمريضية على الاستجابة لتلك التحديات بكل كفاءة واقتدار.
وأضاف أن هذا المشروع يأتي ضمن التزام الجامعة بتقديم الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناح بشكل مباشر على صحة الإنسان وما ينتج عنه من ارتفاع في معدلات الأمراض المزمنة والأوبئة، ويزيد من ضغط العمل على الأنظمة الصحية بشكل عام، مبينًا أن نتائج المشروع تمثل نقلة نوعية في مجال تعليم التمريض، مؤكدًا أن الجامعة الهاشمية تتطلع إلى إدماج مفهوم الاستدامة والمرونة المناخية ضمن الخطط الدراسية، بحيث يكون الجيل القادم من الممرضين والممرضات أكثر استعداداً ومرونة في التعامل مع ما قد يطرأ من أزمات.
وأوضح أن الجامعة ساهمت في تطوير مشروع “المرونة المناخية في التمريض” بتقديم البرامج التعليمية والتدريبية المبتكرة الهادفة إلى إعداد الكوادر التمريضية القادرة على التصدي للتحديات المناخية باعتبارهم أحد الأعمدة الأساسية في الرعاية الصحية، ومن خلال تزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة للتعامل مع الظروف المناخية المتغيرة، وتدريبهم على كيفية تقديم الرعاية في البيئات المتأثرة بالأزمات المناخية، إضافة إلى تمكينهم من تقديم الدعم النفسي للمرضى الذين يعانون من نتائج القضايا البيئية المختلفة ومما يحسن نوعية الخدمات الصحية المقدمة.
وذكرت عميدة كلية التمريض الأستاذة الدكتورة جميلة أبوإدحيل أن التغير المناخي يعد من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في عصرنا الحالي وفق منظمة الصحة العالمية وله تأثيرات عميقة على الصحة العامة حيث يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، مما يتطلب زيادة في عدد الممرضين والممرضات المؤهلين للتعامل مع التحديات المناخية والبيئية المختلفة، مشيرة إلى دور كلية التمريض في تعزيز التوعية ونشر المعرفة حول كيفية تأثير التغير المناخي على الصحة العامة، وتزويد الطلبة بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات.
وتحدث الدكتور محمد صلاحات من كلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة/الباحث الرئيسي في “المركز العالمي للتغيرات المناخية وأنظمة المياه والطاقة والغذاء والصحة العامة”، حول مفهوم الترابطية بين هذه الموضوعات الحيوية وكيفية معالجتها وفق النهج الشمولي القائم على الأدلة العلمية بالتعاون مع المجتمعات المحلية المتأثرة بالتغيرات المناخية، مبينًا ان المركز العالمي يعد مركز افتراضيا مكونا من (30) عالما وباحثا ومختصا في علوم متعددة تشمل البيئة والمياه والطاقة والغذاء وتكنولوجيا المعلومات وعلم البيانات والعلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة بحيث تكون البحوث الناتجة عن المركز متكاملة وملبية للاحتياجات السكانية المحلية ومعالجة التحديات المناخية إضافة إلى تنفيذ عدد من المبادرات المجتمعية من أبرزها إنشاء محطة تحلية للمياه في محافظة المفرق لغايات خدمة المجتمع المحلي وإنتاج البحوث العلمية التي توضح العلاقات المتداخلة بين المياه والصحة العامة.
كما تحدث الدكتور ضياء الروسان منسق مشروع المرونة المناخية في التمريض، عن مسيرة جمعية الجيل الأخضر التي انطلقت كمبادرة من طلبة كلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة في الجامعة الهاشمية ووصولها إلى جميعة فاعلة ومؤثرة بفضل الطاقات الشبابية المتخصصة القادرة على التأثير الإيجابي في قضايا البيئة والمجتمع.
كما أشار إلى أبرز أعمال مشروع “المرونة المناخية في التمريض” الذي شارك فيه (22) طالبًا وطالبة من تخصص التمريض في ست جامعات أردنية حكومية وخاصة، وتضمن المشروع ورشات تدريبية لبناء القدرات ورفع الوعي في موضوعات مرتبطة بالتغير المناخي والتعريف بأهداف التنمية المستدامة وعلوم وسياسات تغير المناخ على المستوى العالمي والمحلي، والعلاقة بين تغير المناخ والصحة العامة إضافة إلى تطوير مهارات المشاركين في إدارة المشاريع والحملات وحشد التأييد والقيادة، وقيام المشاركين بزيارات إلى المحميات الطبيعية لمناقشة دورهم كطلبة تمريض ومتخصصين في الرعاية الصحية في مكافحة آثار تغير المناخ.
وتضمنت جلسات الحفل الختامي للمشروع، عرض للمقترحات البحثية والمبادرات والأفكار الإبداعية التي قدمها طلبة التمريض المشاركين في المشروع لمواجهة التغير المناخي في القطاع الصحي، وخلال العرض جرى تحكيم المقترحات البحثية والمبادرات التي قدمها الطلبة وفق معايير الاستدامة ومهارات العرض والفائدة المجتمعية لاختيار الفرق الثلاثة الأولى الفائزة.