العناتي لــ”صدى الشعب”:الصحافة الورقية تلتحم مع الصحافة الرقمية ولا تتنافر في عصر التحول التكنولوجي
*الانتقال من الأنماط التقليدية إلى الرقمية زاد من تأثير الإعلام والانفتاح على الثقافة العالمية
صدى الشعب – رغد الدحمس
يشهد العالم تطورات تكنولوجية متسارعة، ما أدى إلى تغلغل التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات وإلى تغيير هائل في طبيعة المعارف والخدمات، ومنها تحولات الإعلام التقليدي إلى الرقميات واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التجربة الإعلامية” ولانتقال من الاتجاهات والأنماط التقليدية الحالية إلى الاتجاهات والأنماط المستقبلية التي تشدد على إنتاج المعرفة وابتكارها والانفتاح على الثقافة العالمية .
ويتجسد التحول الرقمي في عمل المؤسسات الإعلامية واقعيًا من خلال التغيير الجذري في هيكلة عمل تلك المؤسسات والانتقال من التقنيات والأساليب القديمة أو التقليدية إلى التحول الرقمي والذي فتح المجال واسعًا في مجال سرعة نقل المعلومات والأخبار وزيادة قدرتها على التأثير على الجمهور، حيث أنها قطعت أشواطًا، وخاصة في مجال زيادة تفاعل الجمهور مع القضايا وانخراطهم وتفاعلهم معها .
وقالت الأكاديمية في كلية الإعلام في كلية الخوارزمي الجامعية الدكتورة مي العناتي، خلال لقاء مع أسرة صحيفة “صدى الشعب”، نجد أنفسنا خلال الفترة الأخيرة في قلب ثورة تكنولوجية هائلة، أدت إلى تطورت وتغيرت في الصحافة من التقليدية إلى الرقمية، حيث دخلت الصحافة الرقمية في كل المجالات وأصبحت الرقمنة تتحكم في كل الوسائل والأدوات التي نستخدمها .
وأضافت الدكتورة العناتي، أنه أصبح يطلق على العصر الحديث عصر “الرقمية” لأننا نعيش في زمن يتطلب الوصول الفوري والسريع إلى المعلومات وبشكل أسهل وأسرع وأكثر فاعلية مما كان يتوقع، وبمعنى الحصول على المعرفة والمعلومات التي نريدها “فوراً” .
وأشارت العناتي، إلى أن التحول الرقمي في مجال الإعلام، أصبح ضرورة حتمية واتجاهًا عصريًا يتوافق وطبيعة ما يشهده العالم من متغيرات وتطورات تتوافق وما تصبو إليه دول العالم وشعوبها من تطور وازدهار، مستدركة أنه ورغم التحول الرقمي في مجال الإعلام والذي بلغ ذروته، لكن لا نزال نستطيع تحسينه وتعزيزه، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، والذي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين وتعزيز المحتوى الإعلامي، مما يجعل التجربة الإعلامية أكثر إيجابية .
وحول مميزات، استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، قالت الدكتورة العناتي، أن التحول الرقمي يمكن الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة وبشكل أسرع، كما يمكن أيضاً أتمتة إنتاج المحتوى الإعلامي، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد، ورغم ذلك، يجب أن نتذكر بأن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الإنسان تماماً، بل يمكنه دعمه وتحسين الأداء، ولكن ومع كل التطورات المتسارعة، فإنه لا غنى عنه في برمجة واستخدام هذه التقنيات .
الصحافة الورقية تلتحم مع الصحافة الرقمية في عصر التحول التكنولوجي
وأوضحت الدكتورة العناتي، نحن كبشر نمتلك الأخلاقيات والقيم التي نستخدمها في ممارسة مهنتنا، وليس للأجهزة أو الحواسيب، فالمسؤولية تقع على عاتقنا لضمان أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل صحيح ومسؤول .
وذكرت العناتي، بما أننا نعيش في عصر تكامل الوسائط والتقنيات، فإن الصحافة الورقية والصحافة الرقمية لا تتنافس بل تتكامل معاً، وعليه يمكن للصحفيين الورقيين العمل على منصات رقمية وإضافة قيمة معرفية للمحتوى الإعلامي، وأفضل الانتقال نحو الإعلام الرقمي، لا نريد أن نبقى متوقفين في مكاننا ونعتمد فقط على الإعلام التقليدي، أي أننا نعمل على تطويره، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تستخدم سيارة تقليدية وأصبحت آلية، فهل ستبقى السيارة كما هي..لا، ستصبح أفضل، وكذلك الإعلام التقليدي، هو الأساس، ولكننا نقوم بتحسينه بمزيد من التقنيات الحديثة .
وأشارت إلى أن المفاهيم في الذكاء الصناعي والإعلام الرقمي تباينت وعلى مدى الأربع سنوات الأخيرة، وظهرت مصطلحات وأسماء جديدة بجانب مفهوم الذكاء الصناعي، لافتة إلى أنه وكلما قمنا بتطوير المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في مجال الإعلام، كلما أضفنا محتوى إعلاميًا جديدًا وقويًا .
وبينت، وكما شهدنا تطورًا في مفهوم الوسائط المتعددة، لقد أصبحت الوسائط المتعددة جزءًا لا يتجزأ من الإعلام الرقمي ولها دور كبير في توجيه القضايا المختلفة، حيث تنتشر في الوقت الحاضر الأخبار والشائعات وبشكل كبير من خلال وسائط التواصل الاجتماعي .
وأوضحت، بأن الإعلام يهدف إلى نقل المعلومات والأخبار حول الأحداث، إذا كان الأمر يتعلق بالإعلام الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الترجمة، فإن هذه جميعها وسائل لتوصيل المعلومات، ومع ذلك، يبقى التحدي في كيفية استخدام هذه الأدوات بطريقة إيجابية وأخلاقية وتطويعها لتحقيق الأهداف المرجوة .
ونوهت الدكتورة العناتي، أنه وإذا كان التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية التي أحرزتها البشرية دخلت كل المجالات، فإن الإعلام والمؤسسات الإعلامية، هي الأكثر حاجة للتفاعل مع التطورات التكنولوجية المتسارعة واتخاذ خطوات تتوافق وانخراطها مع تلك التطورات، كما أن مفهوم الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح لنا فهمًا أفضل لآراء وثقافات الشعوب الأخرى، وعليه يجب أن نتقبل تلك التباينات ونحترمها .
“الأخلاقيات في استخدام التكنولوجيا: كيف نحافظ على نقل المعلومات بشكل إيجابي وأخلاقي؟”
وبالنسبة لموضوع الأخلاق في الإعلام، أكدن الدكتورة العناتي، أنه موضوع غاية في الأهمية، ويجب أن نكون حذرين في استخدام هذه الوسائل بطريقة تحترم القيم والمبادئ، ونحن كصحفيين نلعب الدور الكبير في توجيه الرأي العام، ونشكل الوعي لدى الجماهيري .
و تطرقت العناتي إلى أهمية الإعلام الرقمي في تشكيل وجهات النظر والثقافات في المجتمع الأردني، وأكدت أهمية ان يتسم الإعلام الرقمي بالموضوعية والدقة، ويجب أن يتجنب التحيز في تغطية الموضوعات، وخاصة الحساسة منها، إضافة إلى أهمية تحقيق التوازن في تقديم المعلومات ودقتها وموضوعيتها، وعدم التوجه أو التحيز إلى جهة معينة على حساب جهة أخر، مشيرة إلى أنه وفي حالة وجود تحيز في التغطية الإعلامية أو التقارير، فيجب التواصل مع الجهات المعنية وذات العلاقة للتعبير عن نوع ذلك التحيز أو المخاوف التي تتأتى جراء ذلك .
وتحدثت الدكتورة العناتي أيضاً عن أهمية تطوير الوعي والفهم لدى الجمهور حيال قضايا الإعلام الرقمي، حيث يتيح الإعلام الرقمي للجمهور الاختيار بحرية وفقًا لاهتماماتهم وميولهم، مشيرة وفيما يخص توجيه الضوء أو التركيز على جوانب أو موضوعات معينة، أكدت أهمية تجنب ذلك، حيث أن الإعلاميين يجب أن يعملوا على تقديم معلومات شاملة ومتوازنة وموضوعية وبالتالي تحقق الاهتمام المتوقع .
وحول، أهمية حرص الإعلاميين والصحفيين على تحقيق المصداقية في نقل المعلومات، شدد العناتي على أن الدور الأساسي يقع في هذا المجال على عاتق الصحفيين الذين يتوقع منهم الحرص على ضمان المصداقية والموضوعية والدقة في تقاريرهم، خاصة وأن الإعلام الرقمي يمكن أن يكون وسيلة قوية لنقل الوقائع وتشكيل الرأي العام بشكل فاعل .
تأثير تطبيقات الوسائط الاجتماعية في تحول الإعلام
وفيما يتعلق بتأثيرات تطبيقات، ومنها على سبيل المثال، تيك توك، وسناب شات، قالت في البداية، كنت ضد استخدام تطبيق تيك توك بسبب المعايير التي كان يتبعها، ولم يكن لدي رغبة في تبنيها، ولكن مع مرور الوقت، فقد أدركت أن تيك توك كان يثري المعرفة العامة بمعلومات لم تكن متاحة للجمهور والمواطنين في وق سابق .
وأشارت إلى أن تطبيق تيك توك كشف حقائق لم يكن يعرفها الناي من قبل، الأمر الذي يجعلنا نرى الكثير من الموضوعات والقضايا بزاوية جديدة ومنظور جديد، خاصةً في الأردن، فهناك جهود متزايدة لتعلم استخدام وسائل الإعلام الرقمي، حيث أصبحت الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ في حياة الكثير من المواطنين وتستحوذ على اهتماماتهم، ولكنهم يواجهون تحديات، فبعض القضايا باتت تسبب ارتباكاً، وبعضها الآخر أصبحت تثير مشكلات، ومنها قد تتسبب بخلافات فيما بينهم .
وتابعت، بأن تأثر الإعلام الرقمي على وسائل الإعلام التقليدية أصبح واضحًا، وقدم الإعلام الرقمي منافذ جديدة تجذب اهتمام الأجيال الجديدة، والتي باتت تعتمد على وسائل الإعلام الرقمية .