صدى الشعب _ ليندا المواجدة
من الزرقاء إلى غزة، ومن البيوت إلى ساحات الحرب يتجدد النداء لوقف العنف ضد المرأة مع انطلاق فعاليات حملة (16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة)، التي نظمها تجمع لجان المرأة الوطني الأردني في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي.
حيث شهدت الفعالية مشاركة نساء وقيادات مجتمعية وحضور من مختلف القطاعات في المجتمع المحلي ومن كل الطوائف وتم مناقشة التحديات التي تواجه المرأة محليًا وعالميًا، في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات بحق النساء في مناطق الحروب وعلى رأسها غزة، حيث تشير تقارير أممية ومنظمات حقوقية إلى أن النساء والفتيات هناك يتعرضن لأشكال مضاعفة من العنف وفقدان الأمان وحرمان من الرعاية الصحية الأساسية، إضافة إلى ارتفاع مخاطر العنف نتيجة النزوح وانعدام المأوى.
في كلمتها، أكدت حياة الزواهرة، مقررة تجمع لجان المرأة الوطني الأردني – فرع الزرقاء وعضو مجلس المحافظة، أن العنف ضد المرأة ليس قضية هامشية أو خاصة، بل جرح إنساني عميق يتكرر يوميًا في البيوت والشوارع وأماكن العمل وحتى عبر الفضاء الرقمي.
وقالت: “العنف في أي مكان هو تهديد لكرامة الإنسان في كل مكان”، مشددة على ضرورة توجيه صوت تضامن من محافظات الأردن إلى النساء في غزة، والعمل على إنشاء قنوات دعم إنساني وقانوني تحميهن من الانتهاكات التي يتعرضن لها.
أما أم علاء الخزاعلة، رئيسة جمعية رذاذ الفرح الخيرية، فقد تناولت في كلمتها البعد الإنساني المباشر لمعاناة النساء في الحروب، مؤكدة أن ما يجري في غزة مثال صارخ على الألم الذي يتجاوز الحدود، حيث أدى تحطيم المراكز الصحية ونقص الأدوية والضغط النفسي إلى تعريض المرأة لمختلف أشكال العنف والاستغلال.
وأشارت إلى أن صون كرامة المرأة هو صون لمستقبل المجتمع بأسره.
وأضافت أن المرأة في المجتمع الزرقاوي أثبتت حضورها القوي في مختلف المجالات، من العمل الخيري والتطوعي إلى المشاركة الاقتصادية والتعليمية، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات وصعوبات تستدعي تكاتف الجهود لدعمها وتمكينها، معتبرة أن تعزيز مكانة المرأة محليًا هو خط الدفاع الأول في مواجهة العنف وصون الحقوق.
من جانبها، شددت هناء عوكل، منسقة تجمع لجان المرأة في الزرقاء وعضو مجلس بلدي سابق، على أن مناهضة العنف ضد المرأة لا تخص النساء وحدهن، بل هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع كله، رجالًا ونساءً، مؤسسات وأفرادًا.
وأكدت أن التضامن يجب أن يترجم إلى خطوات عملية على الأرض، من خلال دعم مؤسسات الإغاثة، وتدريب مراكز استقبال النساء على التعامل مع حالات العنف، وتأمين شبكات إحالة آمنة تضمن للناجيات الحصول على الرعاية الطبية والنفسية اللازمة.
وأشارت عوكل إلى أن تجربتها في العمل البلدي أظهرت أن تمكين النساء في مواقع صنع القرار يسهم بشكل مباشر في وضع سياسات أكثر عدالة وحساسية تجاه قضايا المرأة، داعيةً إلى تعزيز مشاركة النساء في المجالس البلدية والمحلية، ليس فقط كرمز تمثيلي، بل كصوت فعّال يعكس حاجات المجتمع ويضع حلولًا واقعية للتحديات.
واختُتمت الفعالية بالتأكيد على أن حملة “16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة” ليست مجرد مناسبة رمزية تتكرر كل عام، بل محطة لإطلاق مبادرات مستدامة تعزز الوعي وتبني سياسات تحمي المرأة من كل أشكال الانتهاكات.
وفي ظل ما تعانيه نساء غزة، جاء النداء من الزرقاء ليحمل رسالة إنسانية جامعة: لا تسامح مع العنف، لا صمت عنه، ولا مكان له في حاضرنا أو مستقبلنا .
