وزارة البيئة لـ(صدى الشعب): التحدي الأكبر ترجمة التكامل بين القطاعات إلى واقع ملموس على الأرض

وزارة البيئة: الخطط الوطنية التنفيذية للنمو الأخضر جزء رئيس في محرك بيئة مستدامة

إعداد “خارطة طريق للنقل السياحي المستدام” قيد المراجعة النهائية

صدى الشعب – سيف الدين القومان – قال الناطق الاعلامي بوزارة البيئة، المهندسة شروق ابو طالب، إن إعداد خارطة طريق النمو الاخضر يتم بناءً على تحليل التكلفة والمنفعة لمشاريع ممثلة في القطاعات الستة: الطاقة،المياه،الزراعة،النقل،السياحة، والنفايات

وأضافت ابو طالب خلال حديثها لــ”صدى الشعب”، إنه ومن خلال إعداد الخطط الوطنية التنفيذية للنمو الأخضر2021-2025 والتي تركز على القطاعات الستة المذكورة حيث تضمنت 86 اجراء، ويتم إعتماد الخطط الوطنية التنفيذية للنمو الاخضر كجزء ومكون رئيس في محرك بيئة مستدامة/ واحد من ثمانية محركات في رؤية التحديث الاقتصادي، والحصول على تمويل لتنفيذ عدة مشاريع خضراء، مثل منحة برنامج الاتحاد الأوروبي لدعم الاقتصاد الأخضر في الأردن، حيث تم تنفيذ 8 مشاريع خضراء في قطاعات مختلفة خلال المرحلتين (2023-2024) و(2025)، وموائمة البعد البيئي الأخضر والمناخي ضمن إستراتيجيات الوزارات ذات العلاقة مثل الاستراتيجية الوطنية للنفايات الصلبة، وإستراتيجية الطاقة.
واشارت ابو طالب، يجري العمل على تنفيذ العديد من الاجراءات الواردة في الخطط الوطنية التنفيذية للنمو الأخضر، كما تم الانتهاء من تنفيذ العديد منها في عدة مجالات اهمها الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الموارد والانتاج الانظف، من خارطة طريق للاقتصاد الدائري، تأتي في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية، ومواءمتها مع رؤية التحديث الاقتصادي حيث سينبثق عنها 3 خطط تنفيذية لتطبيق اليات مفهوم الاقتصاد الدائري.

ولفتت أنه يتم تعزيز الحوكمة والتكامل بين القطاعات (Nexus Approach):من خلال العمل على مشروع تكامل قطاعات الماء-الطاقة-الغذاء-البيئة (WEFE Nexus)، والذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين القطاعات وتذليل معيقات التنفيذ، حيث يتم العمل على اعداد خارطة فنية تشمل البرامج والمشاريع والمبادرات الحالية والمستقبلية بهدف متابعة تنفيذها.

وبينت أبو طالب ، إعداد “خارطة طريق للنقل السياحي المستدام” قيد المراجعة النهائية قبل الإعلان الرسمي، حيث تهدف إلى تعزيز مفهوم النقل الكهربائي في ربط المواقع السياحية في اقليم البترا وسيتم تطبيق هذا المشروع في المرحلة الثانية في منطقة وادي رم.

ومن خلال العمل على اعداد خطة التوظيف الأخضر في الاردن وبالتعاون مع جميع الوزارات المعنية بهدف إنشاء بيئة عمل خضراء ممكنة ومجهزة بدليل على الفوائد الاقتصادية والبيئة والاجتماعية، حيث تم العمل ضمن مشروع الوظائف الخضراء والذي استهدف اربع محافظات (عمان،اربد،المفرق،والزرقاء)، على تدريب المجتمعات المستضيفة للاجئين واللاجئين على المهارات الخضراء التي يتطلبها السوق بعد اعداد دراسة مسح ميدانية لسد الفجوات بين العرض والطلب كذلك تبعها مجموعة برامج دعم ريادة الاعمال الخضراء وادماجها في حواضن ومسرعات الاعمال الخضراء.
كما وأشارت، بأنه يتم انشاء نظام معلومات الرصد الوطني للنفايات (NMISW)، حيث تم ربط 10 مواقع الكترونياً (مطامر ومحطات نقل) بهذا النظام لدعم اتخاذ القرار المبني على الأدلة، وتعزيز الشفافية والمتابعة إنشاء نظام الرصد والإبلاغ والتحقق (MRV) للطاقة وأنظمة الرصد للمخلفات يضع أساسًا متينًا لقياس الأداء والمساءلة.

الإنجازات والتحديات التي واجهتها خطة النمو الأخضر

ابو طالب ، قالت إن أبرز الإنجازات والتحديات التي واجهتها خطة النمو الأخضر 2021–2025 يتم احراز تقدم ملموس في التحول نحو السيارات الكهربائية/الهجينة، حيث وصلت نسبة السيارات الكهربائية والهجينة إلى 31% من إجمالي سيارات الركوب الصغيرة ، 11% منها مركبات كهربائية، اضافة إلى التوسع في مجال الطاقة المتجددة، فقد وصلت مساهمة الطاقة المتجددة إلى 15% من خليط الطاقة، و27% في الإنتاج الكهربائي بنهاية 2024.
من ناحية الزراعة، تم إطلاق مبادرة “زراعة 10 ملايين شجرة” كجزء من رؤية التحديث الاقتصادي، مع وجود خطة تنفيذية معتمدة من مجلس الوزراء، حيث تم تنفيذ الكثير من مشاريع التحريج من قبل الوزارة في هذا الاطار.

تحول نوعي في السياسات

ولفتت، أن الأردن لم ينفذ مشاريع فقط، بل أحدث تحولاً في السياسات التي تتماشى مع المستجدات العالمية، مثل تحديث وثيقة السياسة العامة لقطاع النقل لتشمل النقل النشط والتغير المناخي، وإعداد الاستراتيجية الثالثة لكفاءة الطاقة بمنهجيات أوضح والاستراتيجية الوطنية للنفايات الصلبة.
وتقدم في مشاريع البنية التحتية الكبرى، حيث يتم تحويل النفايات في مكب الغباوي للنفايات الصلبة الى طاقة بنسبة /MW4.8 تستخدم في تشغيل مرافق امانة عمان الكبرى.
التحديات من تمويل و التكامل
وأشارت ابو طالب، إلى فجوات التمويل، حيث هناك حاجة مستمرة لتعزيز التنسيق بين الوزارات لتفعيل نهج التكامل، وتسريع وتيرة إصدار التشريعات الداعمة، مثل نظام إدارة النفايات لأمانة عمان الكبرى، اضافة إلى ضرورة وجود سياسات محفزة لتشجيع التحول نحو الاقتصاد الاخضر في القطاعات المختلفة.
التحدي الأكبر هو ترجمة التكامل بين القطاعات (Nexus) إلى واقع ملموس على الأرض، والذي يتطلب تخطيطًا مشتركًا وآليات تمويل مبتكرة، العديد من المشاريع الناجحة لا تزال في مرحلة التجريب أو التطبيق المحدود (مثل الزراعة الذكية مناخيًا، والحافلات الكهربائية في القطاع العام)، والتحدي هو تطوير نماذج أعمال تسمح بتوسيع نطاقها.

معالجة التحديات البيئية الكبرى في الأردن

ونوهت ابو طالب، يمكن للاقتصاد الأخضر، أن يساهم فعليًا في معالجة التحديات البيئية الكبرى في الأردن مثل نقص المياه والتلوث من مواجهة نقص المياه من خلال النهج المتكامل (Nexus) و ربط الطاقة والماء من خلال مشروع “الناقل الوطني للمياه” (تحلية مياه العقبة) مصمم ليعمل بالطاقة المتجددة، مما يخفف العبء على شبكة الكهرباء ويجعل التحلية حلاً مستدامًا

مكافحة التلوث من خلال سياسات منهجية

ومسؤولية المنتج الممتدة (EPR) أصدرت وزارة البيئة تعليمات تطبيق الآلية الوطنية لمبدأ مسؤولية المنتج الممتدة للنفايات الالكترونية وبطاريات الرصاص، مما يلزم الشركات المصنعة بمسؤولية إدارة دورة حياة منتجاتها.
التحول نحو الاقتصاد الدائري في الصناعة: من خلال “مشروع الاقتصاد الأخضر” بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية، حققت شركات صناعية وفورات كبيرة في عام 2025-2024، وتم تطبيق اجراءات كفاءة الموارد والانتاج الانظف على 15 منشأة صناعية مما يظهر جدوى كفاءة الموارد اقتصاديًا وبيئيًا.

استراتيجية وطنية جديدة حتى 2030

واكدت أبو طالب، أن العمل جار على عدة مستويات لوضع إطار طموح للمرحلة المقبلة، وأبرز ملامحه هي تطوير خطط عمل جديدة للقطاعات الستة: تعمل وزارة البيئة من خلال وحدة الاقتصاد الأخضر على إعداد خطط عمل جديدة للفترة التالية لـ 2025، هذه الخطط ستركز على دمج التقنيات الحديثة، مثل الهيدروجين الأخضر و تطبيق مفاهيم متقدمة مثل الربط بين الماء والطاقة والغذاء (Nexus) والاقتصاد الدائري بشكل عملي و تعزيز التكامل مع رؤية التحديث الاقتصادي جميع الجهود تتم بمواءمة كاملة مع رؤية التحديث الاقتصادي، حيث يُعد “المحرك البيئي المستدام” أحد المحركات الرئيسية، ويتضمن نمو قطاعات خضراء وتطوير حضري أخضر.
تُظهر التقارير، أن الأردن قد انتقل من مرحلة وضع السياسات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى، التحديات قائمة، لكن الإطار المؤسسي والاستراتيجي الذي تم بناؤه، والشراكات الدولية القوية، والرؤية الملكية الواضحة، توفر زخمًا غير مسبوق لتحقيق نقلة نوعية نحو اقتصاد أخضر شامل ومستدام يحقق الرفاهية للأردنيين ويصون الموارد للأجيال القادمة.