يحيي العالم، الثلاثاء، أول احتفال على الإطلاق بـ “اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية”، الذي يأتي بالتزامن مع جائحة كوفيد-19 العالمية، التي نبهت العالم إلى الحاجة إلى تحويل الطريقة التي يتم بها إنتاج الغذاء واستهلاكه، وإعادة التوازن إليها.
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” قالت، إن الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية يشكل ضرورة أساسية في عالم يتزايد عدد الناس المتضررين فيه من الجوع ببطء منذ عام 2014″.
“ثمة أطنان من الغذاء الصالح للأكل تفقد و/أو تهدر كل يوم”، بحسب المنظمة الأممية، قائلة، إن “الفاقد والمهدر من الأغذية يشكلان إجهاداً لا ضرورة له يقع على قاعدة الموارد الطبيعية والبيئة؛ مما يؤدي إلى استنفاد قاعدة الموارد الطبيعية وتوليد غازات الدفيئة”.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن العالم “ينتج ما يكفي من الغذاء لإطعام 7 مليارات شخص في العالم، ومع ذلك ينام 690 مليون شخص جائعًا كل ليلة”.
وعلى الصعيد العالمي، ما يقدر بنحو 14% من الأغذية المنتجة تفقد بين مرحلتي الحصاد والبيع بالتجزئة. كما يتم إهدار كميات كبيرة منها في تجارة التجزئة، وعلى مستوى الاستهلاك.
“عندما يفقد الغذاء أو يهدر، فإن كل الموارد التي استخدمت لإنتاج هذا الغذاء ـ بما في ذلك المياه والأراضي والطاقة والعمل ورأس المال ـ تذهب هباءً. فضلاً عن ذلك، فإن التخلص من الفاقد والمهدر من الأغذية في مطامر النفايات، يؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة؛ الأمر الذي يساهم في تغير المناخ” بحسب”فاو.
لتحقيق الاستفادة القصوى من الغذاء الذي ينتجه العالم، دعت فاو إلى إدخال التكنولوجيات، والحلول المبتكرة (بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية للتسويق، وأنظمة تجهيز الأغذية التراجعية المتنقلة)، وأساليب العمل الجديدة، والممارسات الجيدة لإدارة جودة الغذاء، والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية.
وأضاف أن “الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية يتطلب اهتماما وعملا من الجميع، بدءا من منتجي الأغذية إلى أصحاب المصلحة في سلسلة الإمداد الغذائي، إلى الصناعات الغذائية، وبائعي التجزئة والمستهلكين”.
“الأمن الغذائي أولوية رئيسية للأردن”
وحلّ الأردن في المرتبة 64 بين الدول بدرجة 61/100 على مؤشر الأمن الغذائي 2019، بحسب تقرير يصدر عن وحدة المعلومات الاقتصادية في مجلة “الإيكونومست” حيث احتلت كل من سنغافورا وإيرلندا والولايات المتحدة المراتب الأولى الثلاث على العالم، فيما احتلت فنزويلا المرتبة الأخيرة، وتصدرت قطر الدول العربية في الأمن الغذائي.
ويعبر المؤشر عن “مدى توافر الغذاء الكافي في الأوقات المختلفة، وأن يكون هذا الغذاء ذا قيمة غذائية، ومتنوعا، ومتوازنا، ومتوافقا وإمدادات الغذاء العالمية من المواد الغذائية الأساسية لتحمّل زيادة استهلاك الغذاء المطردة، ومعادلة تقلبات الإنتاج والأسعار” بحسب منتدى الاستراتيجيات الأردني.
جلالة الملك عبدالله الثاني، قال خلال خطابه في الجلسة العامة للاجتماع الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن نقص الغذاء سيكون من بين التحديات العديدة التي سيتعين علينا مواجهتها، وعلى نطاقٍ أوسع بكثيرٍ من العقود السابقة. وقد بدأ ذلك بالظهور بالفعل، فنحن نرى تهديداتٍ للأمن الغذائي في لبنان، ونرى الجوع يهدد مجتمعات اللاجئين المعرضة للخطر في منطقتنا، والمجتمعات التي تعيش بالفقر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، ومناطق أخرى.
وأضاف الملك “أن التحضير لهذا الخطر أولويةٌ رئيسيةٌ للأردن، ونحن أيضا على استعدادٍ لفعل ما في وسعنا للمساهمة في مساعدة منطقتنا وأصدقائنا، من خلال توجيه قدراتنا للعمل كمركزٍ إقليمي للأمن الغذائي، وإيماناً منا بأهمية الأمن الغذائي للأجيال القادمة، فنحن ملتزمون بقوة بالحفاظ على المصدر الرئيسي لاستمرار الحياة البشرية، وهي البيئة التي نعيش فيها”.
وبحسب “إيكونومست” حصل الأردن على نتيجة (50/100)، والإنفاق على البحث والتطوير الزراعي بنتيجة (1.2/100)، بالإضافة إلى مرافق البنية التحتية المختلفة مثل السكك الحديدية بنتيجة (0/100)، والبنية التحتية للري بنتيجة (10.1/ 100)، والمبادئ التوجيهية الغذائية الوطنية بنتيجة (0/100)، ووجود خطة أو استراتيجية التغذية الوطنية حيث حصل الأردن على نتيجة (0/100)، والتوافر الغذائي للزنك بنتيجة (39.6/100)، وجودة البروتين بنتيجة (37/100).
وبحسب نشرة الميزانية الغذائية، التي تصدرها دائرة الإحصاءات العامة في 2018، بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من محصول القمح 1.4%، محصول البندورة 156.1%، محصول الزيتون 101.3%، لحوم الضأن 45.3%، بيض المائدة 107.7%.
وبلغ نصيب الفرد اليومي من الطاقة 2604.1 سعرات حرارية في عام 2018، وبانخفاض بلغ 3% عن عام 2017، كما بلغ نصيب الفرد اليومي من البروتينات 69.3 غراما في عام 2018، بانخفاض بلغ 4.3% عن عام 2017، وبلغ نصيب الفرد اليومي من الدهون 89 غراما في عام 2018، بارتفاع بلغ 2.4% عن عام 2017.
نصيب الفرد السنوي من الغذاء بلغ 507.1 كيلوغرامات في عام 2018، بارتفاع بلغ 2.3% عن عام 2017، كما بلغت كمية الإنتاج من السلع الغذائية (النباتية والحيوانية) ومنتجاتها 5275.3 ألف طن في عام 2018، بارتفاع بلغ 5.7% عن عام 2017.
وبلغت كمية الواردات من السلع الغذائية (النباتية والحيوانية) ومنتجاتها 4729.9 ألف طن في عام 2018، بانخفاض بلغ 2.7% عن عام 2017، فيما بلغت كمية الصادرات من السلع الغذائية (النباتية والحيوانية) ومنتجاتها 881.7 ألف طن في عام 2018، بارتفاع بلغ 9.6% عن عام 2017.
وبلغت كمية الغذاء المتاح من السلع الغذائية (النباتية والحيوانية) ومنتجاتها 5227.6 ألف طن في عام 2018، بارتفاع بلغ 7.6% عن عام 2017، فيما بلغت كمية الغذاء المتاح من المنتجات النباتية ومشتقاتها 81.8%، وكمية الغذاء المتاح من السلع الحيوانية ومنتجاتها بلغت 18.2%.
“52 مليون دونم قد تكون قابلة للزراعة”
وزير البيئة ووزير الزراعة المكلف صالح الخرابشة، قال، إن الوزارة ماضية في إجراءات تدعم عمل اللجنة المتخصصة باستغلال أراضي الخزينة القابلة للزراعة، وأعادت تقييم ومراجعة المعلومات والبيانات المخزنة عن المصادر الأرضية الزراعية، وتوزيعها في الأردن المقدرة بـ 9 ملايين دونم، أي ما يعادل 10% من المساحة الكلية للأردن.
وأشار إلى توافر نحو 52 مليون دونم قد تكون قابلة للزراعة في حال توافر مياه الري، وإجراء بعض الاستصلاح عليها.
وبين الخرابشة أن مجموع مساحة الأراضي التي يزيد معدل الأمطار فيها عن 200 ملم تبلغ نحو 9 ملايين دونم، أي ما يقارب 10% من المساحة الكلية للأردن، منها أراض تبلغ نسبة الميول فيها أقل من 8%، وبمساحة نحو 3.5 مليون دونم مناسبة للزراعات البعلية، وأراض تبلغ نسبة الميول فيها بين 8 إلى 16%، بمساحة تقدر بنحو 3 ملايين دونم، وأراض تزيد نسبة الميول فيها عن 16% بمساحة تقدر بنحو 2.5 مليون دونم.
وأوضح أن مساحة الجبال التي تتساقط عليها أمطار أكثر من 200 ملم تبلغ نحو 450 ألف دونم، وتشكل الغابات الطبيعية مساحة تقدر بنحو 400 ألف دونم، والاصطناعية بنحو 506 آلاف دونم، ومجموع مساحة الأراضي التي يقل معدل الأمطار فيها عن 200 ملم تبلغ نحو 80 مليون دونم، أي ما يقارب 90% من مساحة المملكة، منها أراضٍ تبلغ مساحتها نحو 70 مليون دونم يقل معدل الأمطار فيها عن 100 ملم، ومعظمها أراضي خزينة، في حين أن الأراضي التي يتراوح معدل الأمطار فيها بين 100 إلى 200 ملم “انتقالية”تبلغ مساحتها نحو 10 ملايين دونم.
وأشار الخرابشة إلى أن مجموع الأراضي البعلية تبلغ مساحتها 1029775 دونما؛ أي ما يعادل 1.15% من المساحة الكلية للمملكة، بينما تبلغ مساحة الأراضي المروية نحو 864550 دونما؛ أي ما يعادل نحو 1% من المساحة الكلية للأردن، وتتوزع الأراضي المروية بواقع 864550 دونما، منها 509203 دونمات في المرتفعات، أي ما يعادل نحو 59% مزروع منها 317021 دونما بأشجار مثمرة، و48907 دونمات بمحاصيل حقلية، و143275 دونما بالخضراوات.
وحول وادي الأردن، قال الخرابشة، إن المساحة المروية المزروعة تشكل نحو 355346 دونما، مزروع منها 100924 دونما بأشجار مثمرة، و27935 دونما بمحاصيل حقلية، و226487 دونما بالخضراوات. وتبلغ مساحة الأراضي البعلية 1029775 دونما، منها 1024593 دونما في المرتفعات، أي ما يعادل نحو 99.5%، مزروع منها 361443 دونما بأشجار مثمرة، و656062 دونما بمحاصيل حقلية، و7088 دونما بالخضراوات.
وتبلغ الأراضي البعلية في وادي الأردن نحو 5182 دونما، منها 1246 دونما مزروعة بأشجار مثمرة، و3827 دونما بمحاصيل حقلية، و109 دونمات بالخضراوات.
المملكة