أبو جبل: جمعية تدوير النفايات ترفع الوعي وتعزز الاستدامة
1200 عامل في القطاع وتحت مظلة الجمعية
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
في إربد المدينة النابضة بالحياة، حيث يلتقي صخب الحضارة بسلام الطبيعة، ينبض قلب الجمعية التعاونية لتدوير النفايات بالأمل والابتكار، حيث أصبحت منارة تضيء طريق التحول البيئي، إذ يتحول كل عبء من النفايات إلى قصة من الإبداع والنجاح.
تأسست الجمعية على يد مجموعة من الحالمين الذين أدركوا أن النفايات ليست سوى فرصة في شكل جديد، وقاموا بتحويل الفائض إلى فرص للاستثمار، حيث تتداخل عبق الفكرة مع براعة التنفيذ، من خلال فصل النفايات بدقة ومعالجتها بطرق تكنولوجية متطورة، لتحول البلاستيك والزجاج والورق إلى مواد جديدة تعيد الأمل إلى البيئة.
رئيس الجمعية التعاونية لتدوير النفايات حسين أبو جبل، قال إن الجمعية تلعب دورا في مجال إعادة التدوير والحفاظ على البيئة.
واشار إلى أن الجمعية، التي أُسست في بداية عام 2021، تعمل كجمعية متعددة الأغراض ومحدودة المسؤولية.
واضاف أنه تم تأسيسها على يد مجموعة من المحترفين في قطاع إعادة التدوير، الذين يمتلكون خبرة واسعة في جميع مراحل تدوير النفايات، بدءاً من جمعها وفرزها وصولاً إلى معالجتها وتصنيع المنتجات.
وأوضح أبو جبل خلال حديثه لصدى الشعب أن المؤسسين يمتلكون شبكة علاقات قوية مع العاملين في القطاع، بما في ذلك جامعي النفايات والمصنعين والمستهلكين.
وأكد على أن الجمعية مجهزة بجميع المعدات الضرورية لعمليات التدوير، مثل آلات الجرش وخطوط التحبيب وآلات التصنيع بمختلف أنواعها وأحجامها.
وأشار إلى أن رؤية الجمعية تركز على الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من خلال إعادة تدوير النفايات، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات، مضيفاً أن مهمة الجمعية هي ضمان إعادة تدوير النفايات بكفاءة في جميع مراحلها بالتعاون مع الجهات الرسمية في القطاعين العام والخاص، مع التأكيد على شعارها الفرز من المصدر هو الحل.
وأوضح في حديثه لـ”صدى الشعب”، أن الجمعية التي أسست حديثاً قد حققت تميزاً ملحوظاً في قطاع تدوير النفايات، مؤكداً على أن الجمعية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها زيادة وعي المجتمع، بما في ذلك المؤسسات التعليمية مثل المدارس والجامعات، حول أهمية إعادة التدوير.
وأضاف أن الجمعية تسعى للتعاون مع الجهات الرسمية والعلمية والبحثية في القطاعين العام والخاص لمساعدة الأفراد على الاستفادة من النفايات وفرزها، لافتاً إلى أن أهداف الجمعية تشمل تطوير العمل في مجالات التدوير الحالية والتوسع لإعادة تدوير جميع أنواع النفايات القابلة لإعادة التدوير، بما في ذلك المواد العضوية والنسيجية والورق والكرتون والزجاج والنفايات الإلكترونية والكهربائية.
وأشار إلى أن الجمعية تخطط لإقامة مشاريع مشتركة متكاملة لإعادة تدوير المخلفات، بدءاً من جمعها وصولاً إلى تصنيعها، لافتاً إلى أن الجمعية تسعى إلى تنظيم عمل العاملين في هذا القطاع وتطوير أتمتة جمع النفايات من المصدر باستخدام تطبيقات محددة.
وفي إطار جهودها، بين أن الجمعية تعمل على تطوير عمليات للتعامل مع أنواع مختلفة من النفايات وتحديد مسارات محددة للفرز من المصدر، لافتاً إلى أن الجمعية تنفذ خطة توعية لرفع مستوى الوعي حول أهمية فرز وتدوير النفايات، وتوظف عمالاً محليين لإجراء عمليات الفرز النهائية.
وأشار إلى أن الجمعية، ستعمل بالتعاون مع البلديات، على زيادة نسبة النفايات المعاد تدويرها، مع توفير فرص عمل للشباب والنساء في المجتمع المحلي، مؤكداً على أن الجمعية تهدف إلى تحسين عمليات الفرز والجمع من المصدر باستخدام أحدث التقنيات والأساليب، مما يساهم في تقليل الانبعاثات والتغير المناخي، وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي من خلال توفير فرص عمل وتحويل تكاليف إدارة النفايات إلى دخل.
وأكد على أن الجمعية تؤمن بقدرتها على تحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون المتكامل مع البلديات والمجتمع المحلي، بما يساهم في تحقيق نتائج بيئية واجتماعية واقتصادية إيجابية.
وأوضح أن الجمعية تسعى إلى أن تكون مظلة شاملة لقطاع تدوير النفايات، بما في ذلك معامل التدوير وجامعي النفايات، لافتاً إلى أن الجمعية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف من خلال تنظيم وتنسيق جهود العاملين في هذا المجال بالتعاون مع الجهات المعنية ومنظمة GIZ ، مشيراً إلى أن الجمعية ابرمت اتفاقيات مع بلديات إربد وبلديات الشمال لتكون بمثابة مظلة تنظيمية للعاملين في هذا القطاع، مع توفير التأهيل والتدريب والتصاريح الخاصة لجمع النفايات وفقاً لأعلى المعايير.
وأشار إلى أن من أبرز أهداف الجمعية التعاونية لتدوير النفايات هو تنظيم عمل القطاع غير الرسمي، الذي يعد جزءًا أساسيًا من عمليات تدوير النفايات، لافتاً إلى ان الجمعية تؤمن بأهمية هذا القطاع وتعمل على تحسينه من خلال إنشاء قسم متخصص لدمج جامعي النفايات غير الرسميين ضمن منظومة متكاملة.
وبين أن القسم الجديد سيقوم بتنفيذ عدد من المهام الأساسية، من أبرزها بناء قاعدة بيانات ونظام إدارة مخصص لتنظيم عمل جامعي النفايات غير الرسميين، مضيفاً أنه سيعمل على تسجيل هؤلاء الجامعين ضمن النظام الجديد لدمجهم تحت مظلة الجمعية، وتوقيع اتفاقيات مع الجهات الرسمية المعنية لضمان نجاح المشروع، مشيراً أنه تشمل هذه الجهات الوزارات المعنية مثل وزارة الداخلية، الأمن العام، وزارة البيئة، وزارة الإدارة المحلية، وزارة العمل، وزارة التنمية الاجتماعية، وكذلك مؤسسة الضمان الاجتماعي.
وضمن الجهود المبذولة، أكد على أن الجمعية ستقوم بتوقيع مدونة سلوك تحدد حقوق وواجبات جامعي النفايات، مع التأكد من الالتزام بها بشكل رسمي وإبلاغ الجهات المعنية بذلك، مضيفاً انه سيتم منح كل جامع نفايات غير رسمي بطاقة مهنية تحتوي على بياناتهم ومجالات عملهم، مما يسهم في تنظيم العمل وضمان تقديم خدمات أفضل.
وبين أن الجمعية ستوفر الدعم اللازم لجامعي النفايات من خلال مساعدة في الحصول على النفايات وجمع المواد القابلة للتدوير، ودعم مباشر من بعض الجهات الرسمية والمنظمات الدولية، مضيفاً أنها ستشمل المبادرات توفير ملابس مميزة تحمل شعار الجمعية، بالإضافة إلى أدوات السلامة المهنية والشخصية وأدوات عمل إضافية.
وفي إطار جهود تعزيز قدراتهم، أوضح أن الجمعية ستقوم بإنشاء مركز تدريب يقدم دورات خاصة لجميع جامعي النفايات غير الرسميين حيث أنها ستشمل هذه الدورات التوعية والتأهيل لرفع مستوى المهارات وتعليم كيفية حماية أنفسهم والتعامل مع أنواع النفايات المختلفة، فضلاً عن كيفية الاستفادة من عملهم وتطويره.
ولفت إلى أن الجمعية تخطط أيضًا لتنظيم أيام طبية مجانية لجامعي النفايات، وتوفير أماكن تجمع في مواقع مختلفة قريبة من مواقع جمع النفايات بالتعاون مع البلديات المحلية حيث يهدف ذلك إلى تقليل تكاليف النقل وتحسين الوصول إلى الخدمات.
وأشار إلى أن الجمعية ستعمل على إنشاء بنوك نفايات لحمايتها من الاستغلال وتقلبات الأسعار، وتطوير آلية فعالة لبيع وشراء النفايات، مضيفاً أنه سيتم إنشاء صندوق طوارئ لدعم الحالات الطارئة ودفع اشتراكات الضمان الاجتماعي، حيث سيتم خصم نسبة من مبيعات النفايات لهذا الصندوق.
وفي إطار تعزيز كفاءة عمليات التدوير، بين أن الجمعية ستقوم بأتمتة وتنظيم جمع وفرز النفايات من مصدرها باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول، مما يسهم في تسهيل إدارة عمليات الجمع والتدوير.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار جهود الجمعية لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لجامعي النفايات غير الرسميين، وتعزيز دورهم في حماية البيئة.
وبين أنه يعمل في قطاع جمع النفايات نحو 1200 فرد، ويتم التركيز حاليًا على تدوير النفايات الصلبة، بما في ذلك البلاستيك بأنواعه، والنايلون، والكرتون، والمعادن، لافتاً إلى أنه يتم تدوير بعض هذه المواد في مواقع الجمعية، بينما يتم التعاون مع شركاء استراتيجيين لإعادة تدوير أنواع أخرى.
وأوضح أن الجمعية أنتجت مجموعة متنوعة من المنتجات البلاستيكية غير الغذائية، مثل البرابيش الكهربائية والزراعية، وعلب الكهرباء، ووصلات الكهرباء، وقواوير الزراعة، مشيراً إلى أنه بفضل جهود الجمعية وتنظيم العاملين، زادت نسبة النفايات التي يتم جمعها وإعادة تدويرها بنسبة تتراوح بين 3-4% منذ تأسيس الجمعية.
وأكد على أن الجمعية التعاونية تهدف إلى تحقيق استدامة في عملها وتأثير إيجابي على البيئة، وذلك من خلال تعزيز مشاريع التدوير والاستدامة وتطوير القطاع بطرق فعالة ومبتكرة.