الباز: استخدمت في روايتي(أسطورة فتاة) الأسلوب الخيالي لفكرة واقعية
صدى الشعب- ندى جمال
تقضي الشابة راما الباز، ساعات طويلة في القراءة والمطالعة وهي تهوى الخيال العملي لأنه يحرر العقليات من القيود، فلديها مكتبتها الصغيرة وهي متفوقة في دراستها.
الشابة راما إبراهيم الباز، ذات ال 15 عاما تقرأ وهي في عمر 9 سنوات، بعيدة عن التكنولوجيا التي سلبت عقول الأطفال قبل الكبار، وعكفت في كتابها لتنهل منه العلم والمعرفة والمتعة، وتنقي كل ما يغذي عقلها ويطور فكرها ، صحيفة صدى الشعب أجرت الحوار التالي مع الباز لتتحدث عن تجربتها في الكتابة وعن باكورة إنتاجها الأدبي رواية :(أسطورة فتاة).
تتناول راما الباز في روايتها الخيالية (اسطورة فتاة) فكرة الصراع بين الخير والشر، حيث تدور في كوكب منفرد مقسم إلى 4 ممالك ، كل مملكة تختص بقوة واحدة وهي قوى الماء والهواء والأرض والنار، وتنشأ عداوة بين مملكتي الأرض والهواء، ضد مملكتي الماء والنار، التي تدوم لسنوات طويلة.
ويشاع حينها أن نهاية هذه الحرب ستكون على يد رجل الذي سينصر المملكة الأولى على الثانية، ولكن تأتي مشيئة الله ليكون الفوز على يد فتاة ، وسبب الخلاف ان ملك الأرض يريد احتلال 4 ممالك، ويعقد اتفاقا مع مملكة الهواء، ولكن مملكة الماء والنار ترفض السيطرة مما استفز ملك الأرض وأعلن الحرب عليهم رغبةً في الاحتلال .
وتقول راما الباز أن هذه التشبيهات هي بمثابة اسقاط على واقعنا وحياتنا أولاً من الناحية السياسية التي تشهد تحالفات وأحزاب وانقلابات لأجل زيادة نفوذها ودعم مواردها، ثانياً الناحية الاجتماعية بالتحديد “الجندري” فصاحب مملكة الأرض يمثلها بعض الرجال الذين يعادون النساء ويحاربون طموحهن تنقيصا من قيمتهم وغيرةً منهم ، وكن يدفن أحياء أو يتم قتلهن فجاءت الفتاة الأسطورة بقواها الخارقة لتنتصر للنساء المظلومات وهذا له معنى أن الفتاة تستطيع فعل الكثير وهي ليست ضعيفة.
وترى الباز أن المجتمع منحاز للذكور بشكل كبير ويستخف بالإناث وأرادت من خلال الرواية تثبيت فكرة عدم وجود امرأه ضعيفة فعندما تتولد بداخلها القوى تستطيع التحدي وفعل المستحيل ويأتي هذا من خلال الإرادة التي تهزم جميع التحديات، فالإنسان يأتي إلى هذه الحياة بلا علم أو معرفة ولكن تدريجياً يبدأ يمتلك قدرات ومهارات تأهله إلى النجاح.
وحول تأليف الرواية تقول:” اعشق القراءة بشكل كبير خاصة في مجال القصص والروايات الخيالية لأنها تعطي مساحة كبيرة للعقل ولا تحجمه، فأشعر بالحرية دون حدود وهذا الشيء الذي ولد لدي إحساس الرغبة بالكتابة تحديداً استخدام مفردات بسيطة وسهله وليست ركيكة لتجذب القارئ.
وتلفت إلى أن تأليف الرواية استغرق شهرين،” وتعاونت مع مدقق لغوي لتظهر بالشكل اللائق والصحيح ولكن المشكلة التي واجهتني هي ايجاد دار نشر تتبنى طباعة روايتي ، لأني لست مؤلفة مشهورة وصغيرة بالسن وبحثت كثيراً عبر صفحات الفيس بوك وراسلت العديد ودوماً كنت أتلقى الرفض إلى أن وجدت ( دار أروقة) التي تبنت روايتي وهاهي تبصر النور وانا سعيدة جداً بذلك”.
وتضيف:”من خلال رواية (اسطورة فتاة) فهي تسعى وراء الأحلام حتى تتحقق وعدم السماح لأي شخص بدفنها، والكثير منا معرض لانتقادات تحبطه وتهبط من عزيمته وهنا أقول على الجميع عدم الاكتراث بها ، أما عن ردة فعل زميلاتها في المدرسة تقول: في البداية كان استغرابت الطالبات من استخدامي كلمات اعتبروها أكبر من عمري جاءت من مخزوني الثقافي وكثرة القراءة وبالنسبة لمديرة المدرسة هنأتي وسط احتفال بهذه المناسبة.
أما رأي الأب ابراهيم الباز حول دخول ابنته عالم التأليف يقول:” بدأت موهبة القراءة عند ابنتي منذ عمر 6 سنوات وكانت مختلفة عن باقي الأطفال الذين يرغبون باقتناء الألعاب، فهي لم تمسك دمية وتلعب بها بل كان الكتاب أول شيء يلفت انتباهها ويجذبها وتعاونت مع والدتها لدعمها في خلق الجو المناسب لها حتى تكتب وكنت اشتري لها جميع ما ترغب من قصص، لافتا إلى أنه يوجه أولاده نحو الاهتمام بالعلم والرياضة مثل السباحة والكاراتية لتفريغ طاقاتهم بعيداً عن الهاتف المحمول وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي تلهو الأطفال والشباب وحتى الكبار وسلبت منهم حياتهم وشغلت اوقاتهم بأشياء معظمها تافهة.