حديث الأمير الحسين عنوان الانجاز
محمود الفطافطة
حملت المقابلة التي أجراها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مع قناة العربية، بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية الكثير من الرسائل الهامة، حيث تحدث سموه عن التحديات التي واجهت الأردن والتجربة الأردنية الفريدة التي اساسها التلاحم الحقيقي الذي تجسد بين الشعب الأردني والقيادة الهاشمية وكانت الصخرة الصلدة التي تكسرت عليها أحقاد الحاقدين وأطماعهم.
وشكلت مقابلة سموه نبراسًا عمل للجميع وتوجيه وطني استراتيجي، واستعراض واقعي وتجسيد لما حققه الأردن من إنجازات وفي كافة المجالات ما جعلت منه نموذجاً وعلامة فارقة على مستوى المنطقة والعالم، لجهة الإصلاح المتدرج والمدروس لتنفيذ البرامج والخطط الإصلاحية والتنموية على ضوء التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة، بما يحقق مستقبلا أفضل للأردن وجعلته ينعم بأمن واستقرار وسط منطقة مضطربة.
وتطرق سموه إلى النسيج الاجتماعي الذي يتكون منه الشعب الأردني من شتى المنابت والأصول والذي يشكل عنصر قوة للدولة الأردنية، فمنعة الأردن وازدهاره نتاج تكاتف الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم وحول راية الوطن، وقد راهن الهاشميون على وحدة الأردن وكسبو الرهان، وواقع الحال يتجسد وهو خير شاهد، فلم تستطع في الماضي ولا في الحاضر أي يد مغرضة أن تنال من هذا النسيج الوطني الفسيفسائي الذي يشكل عنصر قوة للدولة الأردنية الواحدة، ورغم الافكار المتطرفة التي نسمعها هنا وهناك إلا انها تبقى عابرة سبيل مهاجرة ولن تنال يوما من هذا البلد الخير الطيب الذي لم يوصد ابوابه في وجه أحد.
ولم يعد خافيًا حجم التحديات والضغوطات التي تواجه الأردن بسبب صراعات المنطقة وحالة الفوضى التي تمر بها، والتي رتبت أعباء كبيرة على الأردن والذي استطاع الحفاظ على قوته ومنعته بفضل حكمة وشجاعة جلالة الملك ووعي أبناء الوطن ومنعة القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية والمؤسسات الدستورية الراسخة، ومهما تكالبت الأخطار والتحديات يبقى الأردن وبقيادته ووعي شعبه المنتمي القادر على أن يخرج منها أكثر قوة وصلابة.
ولا يخفى بأن الوسطية والاعتدال الذي امتازت به القيادة والدولة الأردنية يشكل أحد عناصر القوة وفوتت الفرص على الكثيرين ممن يحاولون العبث بأمن الوطن، ورغم ذلك يواصل الأردن الجهود وعلى كافة المستويات لحشد الدعم للجم وحشية الاحتلال والعدوان الغاشم على غزة ويشدد التحذير وباستمرار من تداعيات استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وانتهاك القانون الدولي دون رادع وتحدي الاحتلال لإرادة المجتمع الدولي وخرق كل المعايير الإنسانية والقانونية والأخلاقية وعجز المجتمع الدولي عن لجم التطرف ووقف جرائم الحرب البشعة بحق المدنيين العزل في غزة وأتاح لإسرائيل الإمعان في عدوانها وتعريض أمن المنطقة برمتها للخطر، وأصبح المجتمع الدولي أمام مفترق إنساني، فإما أن يتحمل مسؤوليته ويوقف العدوان والغطرسة والوحششية ويحمي الأبرياء وصدقيته وأمن المنطقة، وإما أن يسمح لإسرائيل وتطرفها بجر المنطقة إلى أتون حرب إقليمية ستهدد الأمن والسلم الدوليين.
ويبقى الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة، ثابت ومشرف ملكيًا وحكوميًا وشعبيًا، حيث تواصل المملكة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الأشقاء هناك، ناهيك عن التناغم بين الموقفين الرسمي والشعبي تجاه الحرب، إذ يعبر المواطنون عن غضبهم تجاه الحرب المستعرة على غزة..وتواصل الأردن ارسال خبزه وقمحه ويعالج الأشقاء وتقديم كل سبل المساعدات للتحفيف عنهم ودعم صمودهم.
وخلاصة القول: جلالة الملك اختصر الزمن ليقود الوطن الغالي إلى مصاف الدول الحديثة من خلال تبنيه لمشروع اصلاحي ديمقراطي للنهوض بالأردن، حيث يرفع الأردنيون الرؤوس إعتزازاً بهويتنا الوطنية وقيادتنا الهاشمية الحكيمة