صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
شهدت المملكة خلال الأيام الماضية حالة من عدم الاستقرار الجوي وتساقط للأمطار الغزيرة في المناطق الشرقية والجنوبية، كما تساقطت حبات البرد بشكلٍ كثيف وبأحجام كبيرة.
وأدى الهطول الغزير للأمطار إلى تشكل السيول مما خلف العديد من الخسائر إبرازها وفاة شخص في العقبة وفقدان طفل جرفته السيل في الزرقاء غير الأضرار التي أصابت البنية التحتية في العديد من المحافظات.
وتسبب تساقط البرد في مناطق مختلفة من المملكة، بخسائر والتي منها تحطم زجاج المئات من المركبات وتضرر “بودي” مركبات أخرى بفعل تساقط حبات برد كبيرة الحجم، غير مسبوقة في مثل هذا الوقت من العام.
وتساءل العديد من المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي حول تساقط الأمطار والبرد في هذا الوقت من العام وخاصة أنهم اعتبروا أن شهر أيار من الأشهر الصيفية أو بداية الصيف.
ألا أن شهر أيار يعتبر بأنه من الأشهر الانتقالية ما بين فصلي الشتاء والصيف، وحدوث التباين الحراري خلاله يعد أمرًا اعتياديًا؛ ما بين اندفاع كتل هوائية حارة وأخرى باردة، حيث شهدت السنوات السابقة تباينًا كبيرًا على درجات الحرارة خلال شهري نيسان وأيار.
التفسير العلمي لاندفاع المنخفضات الباردة في هذا الوقت المتأخر من شهر أيار
يعود استمرار اندفاع المنخفضات الجوية الباردة إلى المملكة حتى هذا الوقت المتأخر من شهر أيار؛ نتيجة لسيطرة مرتفعات جوية على غرب القارة الأوروبية طوال العام، ساهمت باندفاع الكتل الهوائية الباردة نحو المملكة حتى هذا الوقت المتأخر من العام.
ويشار إلى حدوث هذه المنخفضات في بعض السنوات السابقة ولكنه نادر وعلى فترات متباعدة.
العلاقة بين الارتفاع الكبير الذي شهدته درجات الحرارة خلال أيام شهر أيار وتوقعات فصل الصيف المقبل؟
ويربط الكثير من الناس الارتفاع الكبير على درجات الحرارة عندما أثرت موجة حارة على المملكة خلال من أيام شهر أيار الحالي وفصل الصيف المقبل متوقعين أن تكون أيامه حارة.
ولكن، تشير دراسات سابقة لطقس العرب الأولية ، بأنه لا علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة في أيار وفصل الصيف، ففي شهر أيار2019 شهد ارتفاعًا كبيرًا على درجات الحرارة، حيث لامست العظمى في عمان 40 مئوية فيما كان صيف 2019 اعتيادي.
من جهة أخرى، قال مدير إدارة الأرصاد الجوية بالوكالة الدكتور عبد المنعم القرالة، إن حالات عدم الاستقرار الجوي خاصة القوية، عادة ما يتشكل معها هطول غزير وعواصف رعدية قوية، حيث تشهد العواصف الرعدية زخات من الهطولات المطرية.
وأضاف خلال تصريح صحفي ، حول أسباب زخات البرد بأحجام كبيرة والتي تسببت بتكسير بعض زجاج المركبات في شوارع العاصمة عمان، أن الفروقات الحرارية في طبقات الجو العليا والسطحية والرطوبة واشتداد حالة عدم الاستقرار، هي سبب ما شهدته المملكة، محذرا من احتمالية تكرار هذه الحالة اليوم.
ولفت إلى أن حجم الهطولات المطرية، أمس الأحد، في لواء البترا خلال 15 دقيقة بلغ 18 مليمترا، مؤكدا أن حالات عدم الاستقرار تكون مختلفة عن المنخفضات، حيث تكون الهطولات كبيرة والغيوم التي ترافق هذه الحالات هي من أعنف الغيوم.
وأوضح القرالة، أن التحذيرات من السيول لا تزال مستمرة اليوم، في مناطق مختلفة من المملكة، تحديدًا المناطق الجنوبية والشرقية حيث يتوقع هطول أمطار غزيرة في أماكن مختلفة من المملكة، تؤدي الى تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة ،متوقعا حدوث عواصف رعدية وتساقط زخات من البرد، إضافة إلى رياح جنوبية شرقية الى جنوبية غربية نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا تثير الغبار في مناطق البادية التي لم تشهد هطولات مطرية.