كتب. طارق المومني – إذا كنتم تنتظرون غير الشجب والإدانة وعلى استحياء إزاء ما يحدث من تدنيس للمقدسات واقتحامات لباحات المسجد الأقصى والقدس المحتلة من قبل قطعان المستوطنين وبرعاية رسمية من جيش الاحتلال الغاشم وحمايته وتحت سمع العالم وبصره ، فأنتم واهمون ، لأن لسان حال الحكومات يقول : لا تطلبوا منّا أكثر من ذلك ، فدبروا أمركم ، فلا شأن لنّا بكم ، وواجهوا بصدوركم العارية قوة مدججة بأحدث أنواع الأسلحة ، على الرغم مما تملك هذه الأمة من خيارات وأوراق لتغيير الواقع وفرض آخر جديد ، فلو لوحت فقط باستخدام بعضها لانتفض العالم ونصركم في قضيتكم العادلة التي هي قضية عربية اسلامية مسيحية ، وضغط لإنهاء الاحتلال الاطول في التاريخ الحديث وحقق لكم حريتكم في وطنكم ، وفي التاريخ شواهد .
يعرف هذا الكيان الغاصب ، الذي تنّكر للعهود والوعود والمواثيق والذي لا يرعى إلاً ولا ذمة ، أنه لو ذهب إلى أبعد من التدنيس والاقتحامات والانتهاكات اليومية ونفذ حلمه التلمودي المزعوم ، فإن ردات الفعل لن تكون بأكثر من الاستنكار والادانة ورفض الاجراء ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ، والجلوس أمام الشاشات لمتابعة الحدث بثاً حياً ومباشراً .
لا نطلب أن تتصدى دولة واحدة لما يحدث في فلسطين المحتلة ، ونضع اللوم عليها ، لأننا نعرف الإمكانات والقدرات ، ونرى التفاوت والصدق في المواقف والجهد الذي يبذل ، لكن موقفاً جماعياً جدياً صادقاً وعملياً لمرة واحدة يفرضه الدم ويحتاجه الاشقاء يحدث فرقاً في المعادلة وينتصر لصاحب الأرض ، الذي يقاوم وحيداً دفاعاً عن شرف الأمة وكرامتها ، ويسجل أروع صور الصمود والبطولة ضد علو الاحتلال وغطرسته في القدس والاقصى وغيرها من فلسطين المحتلة ، وما المرابطون وغيرهم من المقاومين إلا الدليل على ذلك ، فكيف إذا كانت امته إلى جانبه .
لكم الله يا شعب الجبارين الأعزل ، نرى رباطكم وصمودكم ، ونخجل منكم ، وتقدمون كل يوم دروساً بالدفاع عن الحق ضد الباطل ، وندعو لكم بالثبات والنصر ، ونردد “ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون …”، ونؤمن بالوعد الالهي :
﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾