صدى الشعب – يسلم وفد حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” اليوم الاثنين رد الحركة على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويعقد وفد الحركة في القاهرة الاثنين، برئاسة خليل الحية، وعضوية مسؤول ملف الأسرى زاهر جبارين، اجتماعا مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، والمسؤولين المصريين المشرفين على الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب مصادر مصرية مطلعة على ملف المفاوضات، فإن حركة حماس أبلغت القاهرة بمخاوفها من عدم التزام الاحتلال بتنفيذ باقي بنود المبادرة بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إضافة إلى ضمان انسحاب الاحتلال من محور نتساريم الذي يفصل جنوب عن شمال قطاع غزة.
وكانت المبادرة المصرية تضمنت عدة بنود، يأتي في مقدمتها التزام إسرائيل بوقف كافة الاستعدادات لعملية رفح.
والبند الثاني يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين، الأولى تتضمن النساء وكبار السن، والثانية كافة الأسرى خلال فترة 10 أسابيع، مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
أما البند الثالث فينص على وقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، تلتزم خلاله إسرائيل وحماس بعدم إطلاق النار أو استخدام الأسلحة في الأرض والجو.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، وسط اتهامات متبادلة بين الحركة وتل أبيب بالمسؤولية عن تعثرها.
وتأتي زيارة وفد حماس، فيما يعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن، اجتماعا مع وزراء خارجية المجموعة العربية السداسية، لمتابعة أزمة قطاع غزة، ومناقشة الأفكار المتداولة لوقف الحرب فيها.
وتضم مجموعة الدول الست كلا من وزراء خارجية مصر وقطر وفلسطين والسعودية، والإمارات والأردن.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أن بلاده تجري مشاورات مستمرة مع حركة حماس وإسرائيل، من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتًا إلى أن نجاح الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية من الطرفين.
وأضاف في تصريحات متلفزة على هامش حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: “هذه مفاوضات حساسة.. إنها جارية لبعض الوقت الآن.. أعتقد أنه من الأفضل دائمًا عدم الدخول في التفاصيل، لكن يجب تسليط الضوء على أهمية إنهاء الصراع الحالي في غزة”.
ولفت إلى أن الخسائر البشرية من حيث الضحايا المدنيين تتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار حتى نتمكن من زيادة المساعدات وتجنب المزيد من الضحايا والنزوح، مؤكدًا أن نجاح المفاوضات يحتاج إلى إرادة سياسية من الجانبين.
وتابع: “يحتاج أيضًا إلى الاعتدال والاعتراف بأن من مصلحة جميع الأطراف المعنية والمنطقة أن ينتهي هذا الصراع، وأن علينا أن ننظر إلى أفق سياسي يمكنه معالجة شمولية القضية الفلسطينية، وخلق الأمن للفلسطينيين، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية”.
وحول الاتفاق، قال وزير الخارجية “تم تداول توقعات في وسائل الإعلام حول ما سيتضمنه الاتفاق إذ يتعلق بعدد الرهائن، ومواقع القوات الإسرائيلية، ومدة وقف إطلاق النار، وعودة المدنيين إلى أماكن إقامتهم الأصلية”، معربًا عن أمله في أن يظهر الجانبان الإرادة السياسية، والمرونة للتوصل إلى اتفاق.
وأكد أهمية وقف إطلاق النار، وأهمية الإفراج عن الرهائن، وأن يتم الانتقال إلى أفق سياسي يتعلق بكيفية التعامل مع أمن الفلسطينيين والإسرائيليين وإنشاء دولة فلسطينية.
وأشار إلى أن هذا يتم بالتزامن مع التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، مستطردً أن صياغة الاتفاق تأخذ في الاعتبار دائمًا مصلحة الطرفين والقيود الموجودة على الجانبين.
وعن عدد الضحايا الفلسطينيين، أكد شكري “أمر غير مسبوق أن يكون هناك 34 ألف مدني استشهدوا، 20 ألفاً من بينهم نساء وأطفال، و17 ألف طفل تيتموا. هذه الأرقام والطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي ووسائل الإعلام مع معضلة أخلاقية غير مسبوقة من حيث الخسائر اليومية في أرواح المدنيين وعدم تحديد ما يحدث، أعتقد أنها العنصر الأكثر أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي”.
وختم تصريحاته: بالنسبة للجانبين، فإن التعامل مع هذا الأمر بشكل فعال يتطلب إنهاء الصراع العسكري في غزة، ويجب علينا المضي قدمًا نحو تسوية نهائية.
وفيما يتعلق بملف المساعدات، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المملوكة لجهاز المخابرات المصري عن مصدر رفيع المستوى، قوله، إن المساعدات المقدمة ستزيد إلى قطاع غزة اعتبارا من الأسبوع المقبل.
ويمثل هذا هو الإعلان الثاني عن زيادة نسبة المساعدات، وقبل 3 أسابيع أعلن رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان عن زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع يوميا إلى 300 شاحنة، إلا أن الأرقام التي تعلنها هيئة المعابر وتكشف عنها يوميا جمعية الهلال الأحمر المصري تؤكد عدم وصول العدد إلى 300 شاحنة يوميا، وأنه يتراوح بين 200 و250 شاحنة يوميا.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن 85 في المئة من المساعدات التي دخلت قطاع غزة مقدمة من مصر.
وأضاف خلال مشاركته في جلسة حوارية عن الوضع في غزة على هامش المنتدى الاقتصادي في الرياض، أن معبر رفح البري مفتوح على مدار الـ24 ساعة لإدخال المساعدات، واصفا ما يتعرض له القطاع بالعقاب الجماعي الذي يستهدف 2.5 مليون فلسطيني.
إلى ذلك، مازالت آلاف شاحنات المساعدات تتكدس في محيط مطار العريش الدولي في شمال سيناء، وفي الطريق بين مدينتي العريش ورفح.
وكانت مصر توصلت لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية بعد أيام من بدء العدوان على قطاع غزة، يقضي بتوجه شاحنات المساعدات إلى معبر العوجة للخضوع للتفتيش من قبل قوات الاحتلال، قبل عودتها ودخول القطاع من معبر رفح.
“القدس العربي”