اعتقد أن حرب الاستنزاف طويلة الأمد هي من أعظم وسائل مقاومة المحتل وأشدها فاعلية؛ في ظل قراءة الواقع المعاصر المحيط بالكيان من مختلف الجهات..
الكيان كان دائما يعتمد أسلوب الحرب الخاطفة، التي كانت تنجح في ظل التخاذل والهزيمة المتفشية لدى النظام الرسمي العربي وما زالت تعاني منها الاطراف العربية حتى الان.. وفي ظل الإتفاقيات السرية التي كانت تشرف عليها الولايات المتحدة لتسهيل مهمة تفوق الكيان الدائم، إضافة إلى الحرب الإعلامية والنفسية التي بنت الوهم المستفحل في نفوس الخصوم المتهالكين على كل الأصعدة والمستويات..
حرب الإستنزاف هي الحل الأمثل لدى كل العازمين على استمرار المقاومة، ولدى الذين يحملون منهج الإصرار على تحرير الأرض والإنسان، مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن ..
على أصحاب هذه الرؤية أن يلتقطوا الفرصة ويستثمروا اللحظة والحالة الراهنة ، وقد أصبحت عزيمة العدو ومعنوياته في الحضيض.. ويتعرض لعملية استنزاف مرهقة ومرعبة ، لم يتعرض لها في تاريخة منذ (76) عاما .. وأصدق دليل على ذلك القسوة الهائلة في الضرب والإنتقام الذي يدل على شدة الخوف من قبله أولا ، والشعور باقتراب النهاية الحتمية ثانيا.. ولذلك فإن هذا الانتقام الهستيري والمبالغة في المجازر الدموية إنما كان من شدة الحرص على الحسم المبكر للحرب ..الذي يقرأ من تصريحات وزير خارحية الولايات المتحدة الذي يعبر بدقة عن نفسية العدو وجوهر رغبته الحقيقية باستسلام المقا.ومة …
أعتقد أن السر أصبح مكشوفا تماما لكل عاقل مخلص وذي بصيرة ..
إن ثبات المقا.ومة المدهش ، وصبر أهل غزة الذي فاق كل التوقعات ؛ هو قمة النصر لو كان أهل الدنيا وزينتها وقصار النظر من الجبناء يعقلون شيئا من الحقيقة ..
أعتقد جازما أن الفرصة متاحة الآن أمام الأذكياء الذين يملكون الشجاعة أن يبدأوا معركتهم الجديدة عبر حرب الإستنزاف الطويلة ، حتى لو كانت بطيئة ، ضد العدو الذي وقع في شرك انفعاله واستكباره وغطرستة وحقده الأسود الذي أيقظ مشاعر الانسانية الفطرية لدى الشباب والطلاب والأجيال في مختلف أصقاع العالم وخاصة الجامعات .. ولن يبق خارج دائرة اليقظة إلا الفاسدون وأشباه الرجال من المتكسبين والمرتزقة ..