صدى الشعب – كتب مؤمن أبو مروان
قد استحوذ موضوع الاغتراب على اهتمام العديد من علماء الاجتماع، وقد أجمعوا على اعتباره أحد السمات الاساسية للانسان المعاصر. لفكرة الاغتراب تاريخ طويل، حيث استخدمت بأشكال مختلفة من قبل العديد من المفكرين والكتاب في مختلف فروع المعرفة: الفلسفة، والاجتماع، والنفس، والسياسة، والاقتصاد وعلم الدين، ويمكن للاغتراب الوظيفي أن يكون مصدر وعي، وإبداع وتفوق عندما تتمكن القيادة من رصده، وتحليله وتوقع نتائج التعامل معها احتواءً إلا إن إهماله وتجاهل آثاره يسبب إفرازات سلبية تتجسد في مخاطر حية يطلق عليها مخاطر الاغتراب الوظيفي.
من ناحية أخرى، فإن ظاهرة الاغتراب الوظيفي هي ظاهرة إنسانية لها وجود في أنماط الحياة المختلفة وازدادت مشاعر هذا الاغتراب وتضاعفت وعلى الأخص بين الباحثين والكتاب، والمعروف بالاغتراب الشخصي والاجتماعي، حيث تمتلئ المنظمات اليوم بشهود مختلفين وأنواع من أعراض عدم الرضا وفقدان الوظيفة والانتماء التنظيمي . وتعزى أسباب هذه المشاعر السلبية إلى ظاهرة الاغتراب عن العمل، لأن الموظف لا يشعر بالارتباط والحافز الذي يجذبه إلى عمله، فتنمو وتنمو مع نواة الاغتراب. والاعتماد على رأس المال الفكري في اشتداد المنافسة والعولمة التي دقت أبوابنا بالإضافة إلى طبيعة النظم الحديثة والحق في وسائل الإنتاج، مما خلق شعورًا فرديًا بالعزلة وفقدان المعايير والشعور بالعجز. والشعور بالقلق والتشاؤم واليأس الذي أدى إلى الاغتراب رغم كثرة الأشخاص المحيطين بالفرد، كل هذا أدى إلى الاهتمام بظاهرة الاغتراب والبحث عن جذورها وأسبابها.
ومن هنا جاءت دراسة لتوضح أثر استراتيجية التدريب في الاغتراب الوظيفي في الشركات الصناعية الأردنية.
يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في قياس أثر استراتيجية التدريب بأبعادها (التزام الإدارة العليا بالتدريب، تطبيق مراحل العملية التدريبية من منظور استراتيجي، مستويات استخدام التكنولوجيا الحديثة في استراتيجية التدريب، تنوع برامج التدريب) في الاغتراب الوظيفي بأبعاده (الاغتراب الذاتي، اللامعيارية، العجز، العزلة، اللامبالاة) في الشركات الصناعية الأردنية.
والتي تلخصت نتائجها بأن مستوى تطبيق أبعاد “استراتيجية التدريب”عالٍ في الشركات الصناعية الأردنية وأن الاغتراب الوظيفي كان منخفضاً لدى موظفي الشركات الصناعية الأردنية.
