ما الفرق بين صداع الصيام وأنواع الصداع الأخرى؟
من حيث الشعور بالصداع أثناء الصيام يكون الألم عادة خفيفاً إلى متوسط الشدة، ويحدث في مقدمة الرأس (الجبهة)، ولا يكون نابضاً، لذا فإن صداع الصيام يشبه صداع التوتر أكثر من الصداع النصفي.
ومع ذلك يمكن أن يؤدي الصيام إلى حدوث الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي. بمعنى آخر يمكن أن يكون الصيام محفزاً للصداع النصفي أو محفزاً لاضطراب الصداع الفريد (صداع الصيام).
تزداد احتمالية الإصابة بصداع الصيام مع مدة الصيام، بالإضافة إلى ذلك، في مقال نُشر في Current Pain and Headache Reports، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يصابون عادةً بالصداع يكونون أكثر عرضة للإصابة بصداع الصيام، عند عدم تناول الطعام، أكثر من الأشخاص الذين لا يصابون عادةً بالصداع.
إذا كنت تعاني بالفعل من اضطراب صداع أساسي فقد تكون أكثر عرضة لتأثيرات الصداع الناتجة عن الصيام.
أسباب الصداع أثناء الصيام
لا يزال سبب الصداع عند الصائم محل جدل بين الأطباء، لكنّ هناك نظريتين رئيسيتين.
نقص سكر الدم
يعتقد الخبراء أن أحد الأسباب المحتملة هو نقص السكر في الدم، أو انخفاض نسبة السكر في الدم. وبشكل أكثر تحديداً يقترح بعض الخبراء أنه بالنسبة لبعض الأشخاص المهيئين وراثياً فإن التغيّرات الطفيفة في نسبة الجلوكوز في الدم قد تغير مستقبلات الألم في الدماغ، ما يؤدي إلى صداع الصيام.
على الجانب الآخر، هناك أسباب تدفع بعض العلماء الآخرين إلى نفي فرضية أن نقص السكر في الدم هو سبب الصداع
أثناء الصيام:
في الأشخاص الأصحاء، تكون مستويات الجليكوجين (الشكل المخزن من الجلوكوز) في الكبد كافية للحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية لمدة 24 ساعة.
قد يحدث صداع الصيام في وجود مستويات الجلوكوز الطبيعية.
لا يسبب نقص السكر في الدم الناجم عن الأنسولين صداعاً عند مرضى الصداع النصفي.
الصداع ليس من أعراض نقص السكر في الدم الذي يحث المرضى على طلب رعاية الطوارئ.
الصداع الناجم عن نقص السكر في الدم له جودة نابضة بينما الصداع الصائم ليس كذلك.
انسحاب الكافيين
تم ربط انسحاب الكافيين أيضاً بصداع الصيام، ولكن هذا الافتراض مثير للجدل أيضاً، مثل نقص السكر في الدم. يحدث الصداع الناتج عن انسحاب الكافيين عموماً بعد 18 ساعة من آخر تناول للكافيين، على غرار صداع الصيام. بالإضافة إلى ذلك، فإن صداع انسحاب الكافيين له سمات مشابهة لصداع التوتر.
ومع ذلك، مثل نقص السكر في الدم لا يزال الناس يعانون من صداع الصيام، حتى عندما لا يستهلكون الكافيين عادة، الأمر الذي يتعارض مع الاعتقاد بأن انسحاب الكافيين السبب الرئيسي للصداع الصائم.
في الواقع، يعتقد العديد من العلماء أنه مثل الصداع الناجم عن نقص السكر في الدم، فإن صداع انسحاب الكافيين هو نوع منفصل عن صداع الصيام.
الجفاف أو الإجهاد
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لصداع الصيام التي تم افتراضها الجفاف والإجهاد عند الصيام، لذا فإن تناول كمية كافية من السوائل قبل بداية الصيام يمكن أن يمنع الصداع. يتكون دماغ الإنسان في الغالب من الماء، وهو حساس جداً لكمية المياه المتاحة له، عندما يكتشف الدماغ أن إمدادات المياه منخفضة للغاية، يبدأ في إنتاج الهستامين، والتي هي في الأساس عملية تقنين المياه والحفاظ عليها من أجل أن يحمي الدماغ نفسه في حالة استمرار نقص المياه لفترة طويلة من الزمن.
الهستامين يسبب الألم والتعب بشكل مباشر، أي الصداع وانخفاض الطاقة. تأكد من شرب كميات كبيرة من الماء قبل البدء في الصيام وبعد الإفطار.
خلاصة القول هنا هي أن السبب الدقيق للصداع لا يزال مجهولاً. قد يكون هناك عدد من العوامل المعنية التي يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر.
الوقاية من الصداع أثناء الصيام
السبب الدقيق للصداع الصائم غير معروف إلى حد كبير، وقد ينطوي على العديد من العوامل أو يكون فردياً. بغض النظر عن السبب يمكنك محاوله منع هذا النوع من الصداع من خلال التأكد من أنك تتناول وجبات منتظمة وتشرب القدر الكافي من الماء.
من ناحية أخرى، إذا كنت تصوم لفترة طويلة، ففكر في تقليل استهلاك الكافيين قبل أسابيع من الصيام، ثم شرب فنجان قهوة في اليوم الأول من الصوم.
أما إذا كنت تعاني من صداع شديد بشكل مستمر ويومي في رمضان، فالأفضل أن تراجع طبيبك لتتأكد من السبب وإيجاد الحل أو العلاج المناسب لحالتك.
قد يظن البعض أنَّ شعور التعب الذي يشعر به الصائمون خلال شهر رمضان، أمرٌ طبيعي بسبب نقص طاقة أجسامهم، وأيضاً بسبب ساعات الصيام الطويلة المترافقة مع درجات حرارة مرتفعة، لاسيما في الدول العربية.
إلا أنّ هذا الظن خاطئ بكل تأكيد، والسبب الأساسي هو العادات الغذائية الخاطئة التي يمارسها الناس خلال الشهر الكريم.
زيادة الطاقة في رمضان
إليكم بعض النصائح التـي مـن شأنها أن تساعدكم في زيادة الطاقة برمضان، لاسيما خلال ساعات النهار.
اختيار السحور
تساعد وجبة السحور المتوازنة في تحضير الجسم للصيام أثناء النهار، فضلاً عن جعل عملية الهضم أكثر كفاءة.
فالحصول على مزيج من الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية والفاكهة والخضراوات سيحافظ على الجسم.
لذلك ننصحك بأن تستمتع بوجبة سحور خالية من الوجبات المالحة أو المقلية، واختيار وجبات تحتوي على الخبز والأرز البني والبيض والجبن واللبنة والموز.
كما أنّ أحد الأخطاء الشائعة أن هناك قلة من الناس تتجاهل تناول السحور لاعتبارات مختلفة، مثل الأشخاص الذين يتبعون نظاماً صحياً قاسياً، وهذا الأمر سيحرم الجسم من الطاقة اللازمة لنهار اليوم التالي.
الماء
لا شك في أن أهم أهداف الجسم خلال الصيام المترافق مع ارتفاع درجات الحرارة في الدول العربية، هو الحفاظ على الماء من أجل الطاقة، وبالتالي احرص على شرب كميات كبيرة ولا بأس لو تناولت أيضاً بعض المكملات التي تحتوي على بروتينات ومواد مغذية.
ضمّن يومك نشاطات خفيفة
بينما يتكيف جسمك مع الصيام، قد تشهد الأيام القليلة الأولى انخفاضاً في مستويات الطاقة، ولاستيعاب ذلك قم بتضمين نشاط لطيف في يومك.
بضع دقائق من تمارين الإطالة، أو المشي لمسافة قصيرة، أو بعض تمارين التنفس البسيطة يمكن أن تساعد جميعها في تجديد شبابك وتجديد نشاطك.
التزِم بموعد نوم محدد
غالباً ما يمتد يوم الشخص من الإفطار إلى صلاة التراويح حتى آخر الليل، هذا في حال لم تجتمع عند أصدقائك أو أفراد عائلتك، لترى نفسك مستيقظاً حتى ساعة السحور.
إذا كان ذلك ممكناً فننصحك بالنوم مبكراً في بضع ليالٍ من الأسبوع، لتعويض الوقت الذي يذهب عليك، وعلى أقل تقدير، تحديد موعد لأخذ قيلولة بشكل يومي.
حافِظ على نفسك بارداً
لا شك في أن مُعظم الدول العربية ترتفع فيها درجات الحرارة في رمضان هذا العام إلى أكثر من 30 درجة مئوية، لذلك من المهم جداً أن تخلق بيئة باردة قدر الإمكان وتبتعد عن الأماكن الحارة؛ للحفاظ على طاقة جسمك.
أطعمة تزيد الطاقة
إضافة إلى ما سبق، فالطعام أيضاً يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على مستويات الطاقة بالجسم، والسرّ يكمن في المركبات التي تحتويها هذه الأطعمة.
الكربوهيدرات
الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، فهي تساعد على تغذية الدماغ والكلى وعضلات القلب والجهاز العصبي المركزي، وفقاً لما ذكره موقع Reid Health.
على سبيل المثال، الألياف عبارة عن كربوهيدرات تساعد على الهضم وتساعدك على الشعور بالشبع وتحافظ على مستويات الكوليسترول في الدم تحت السيطرة.
كما بإمكان جسمك تخزين مزيد من الكربوهيدرات في عضلاتك وكبدك، لاستخدامها عندما لا تحصل على ما يكفي من الكربوهيدرات في نظامك الغذائي.
الدهون الصحية
تمنحك الدهون الطاقة، وتساعد الجسم على امتصاص فيتامينات معينة، كما تساعد الأحماض الدهنية الأساسية الجسم على أداء وظيفته، وفقاً لما ذكره موقع Nia Nih.
وتحتوي العديد من الأطعمة بشكل طبيعي على الدهون، وضمن ذلك منتجات الألبان؛ واللحوم والدواجن والمأكولات البحرية والبيض؛ والبذور والمكسرات والأفوكادو وجوز الهند.
البروتينات
غالبًا ما تسمى البروتينات اللبنات الأساسية لبناء الجسم، ويتم استخدامها لبناء وإصلاح الأنسجة، كما تعتبر البروتينات مهمة جداً لإمداد الجسم بالطاقة.
تشمل مجموعة الأطعمة البروتينية المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدواجن والبيض والفاصوليا والبازلاء ومنتجات الصويا والمكسرات والبذور غير المملحة.
التمر
يعتبر التمر مصدراً سريعاً لإمداد الجسم بالطاقة من خلال البوتاسيوم والفيتامينات A وB وC، كما أنه يحتوي على مستويات عالية من السكر الطبيعي.
إضافة إلى ذلك يحتوي التمر على مادة التانينات، وهي مركبات ثبت أنها تساعد الجسم في الحفاظ على مستويات الطاقة، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي.
الفواكه الجافة والمكسرات
يعزز استهلاك الفاكهة الجافة الطاقة والقدرة على التحمل خلال النهار؛ كما أنها غنية بالألياف والكالسيوم والنحاس والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والبروتين، وهذا يعني صحة العظام والعضلات والأعصاب والأسنان والجلد. وهذا يعني أيضاً الحماية من فقر الدم وأمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول وتقوية جهاز المناعة وغير ذلك الكثير.
إضافة إلى أن المكسرات أيضاً مصدر كبير للبروتين والحديد، وفقاً لما ذكره موقع Business Standard.