محمود الفطافطة
رغم تبني مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على العدوان إلا أن”إسرائيل” تواصل ارتكاب المجازر الشرسة بحق المدنيين العزل والذي أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال والنساء.
وأحجمت الولايات المتحدة الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني وللمرة الأولى عن استخدام حق النقض (فيتو)، حيث يطالب القرار الذي قدمه الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.
كما يدعو النص للإفراج الفوري عن المحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ويطالب الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين.
وكان الصلف والتعنت الاسرائيلي سيد المشهد، حيث ظهرت اللامبالاة الصهيونية جلية تماماً وواصل الكيان المحتل حرب الإبادة ضد المدنين بغزة، والأنكى أن نتنياهو وصف بعد الغاء زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن لبحث الهجوم المزمع على رفح، قرار مجلس الأمن بأنه يشكل تراجعا واضحاً في الموقف الأميركي الثابت منذ بداية الحرب، مدعياً أن ذلك يعطي حماس الأمل في الضغوط الدولية والحصول على وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المحتجزين، بينما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، إسرائيل خاضت حروبا عديدة دون دعم الولايات المتحدة.
وعلى صعيد متصل، انتقد الكثير من السياسيين الإسرائيليين تصميم حكومة نتنياهو على الاستمرار في حربها على غزة دون تحقيق أي تقدم، مثلما أكدوا أن الولايات المتحدة لم تعد إلى جانب إسرائيل.
وأصبح جلياً بأن الحرب الاسرائيلية على غزة أحدثت هزة في التفكير السياسي للولايات المتحدة، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وتسببت حرب الإبادة الاسرائيلية والتي أدت لارتفاع عدد الضحايا الأبرياء في غزة إلى تصاعد موجة السخط والانتقادات الدولية تجاه الكيان الصهيوني، وكذلك تزايد الاحتجاجات داخل إسرائيل بعد أشهر على بدء الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر، وبدأت المعارضة استعداداتها بالتزامن مع دعوات المزيد من الإسرائيليين إلى إجراء انتخابات مبكرة على أمل الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي بدا محاصراً فيما يبدو أنه غليان متزايد يذكّر بالأشهر التي سبقت 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من احتجاجات عائلات الرهائن أمام بيته إلى آلاف المطالبين في شوارع تل أبيب برحيله، إضافة إلى سيل الانتقادات للموازنة الجديدة .
ويبقى القول، بأن حرب الإبادة الصهيونية على غزة أفرزت طبقات متعددة للخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي لا تتوقف عند التعارض بين اليسار واليمين أو المعارضة والحكومة، بل تعدى إلى أشكال أكثر عمقاً ووضوحاً، وبدا الشرخ المجتمعي والسياسي واضحاً داخل الكيان المحتل.
بوادر الأزمة التي بدأت تتشكل بين إسرائيل والولايات المتحدة، عقب امتناعها عن استخدام الفيتو مما ساعد على تمرير قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق فوري بلا شروط في غزة والتي أدت إلى بوادر أزمة بين الكيان الصهيوني وأميركا، حيث يرى الكثير من المحللين بأن ذلك الخلاف العلني مع إسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن، هو أزمة “مصطنعة” صنعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأسباب سياسية داخلية.