صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة
قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، إن الحالة النفسية لأهالي غزة تختلف عن غيرهم في مواجهة الحروب والصراعات. مشيرا إلى أن أهالي غزة لن يعانوا من صدمة نفسية كبيرة بعد الحرب، نظرا لطول مدة الحرب التي تجاوزت 470 يوماً .
وأضاف الخزاعي في حديثه ل”صدى الشعب” أن طول أمد الصراع جعل أهالي غزة يعيشون الواقع بشكل يومي، ما قلل من احتمالية تعرضهم لصدمة مفاجئة ، لافتاً أن التحدي الأكبر الذي يواجهه أهل غزة ليس الصدمة النفسية، وإنما الخسائر الهائلة التي تكبدوها. بما في ذلك فقدان الشهداء، ودمار البيوت والمدارس والمراكز الصحية، وانهيار الخدمات الأساسية.
وأضاف أن معاناة أهل غزة ستتضاعف بسبب نقص الخدمات الطبية والأدوية، ما يشكل تحدياً كبيراً في عملية إعادة الإعمار ومحاولة تجاوز الظروف الصعبة، مشيراً إلى أن هذه التحديات ستزيد من عزيمة أهل غزة وقوتهم وإصرارهم على البقاء في أرضهم والدفاع عنهان وحيث أن تضحياتهم الكبيرة من شهداء ومفقودين عززت لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه الحفاظ على الأرض، وعدم التفريط فيها مهما كانت الظروف .
وأشار الخزاعي إلى أن الجيل الشاب القادم في غزة سيكون جيل الثوار، وحيث أن الأحداث الأخيرة عززت لديهم روح المقاومة والانتقام من العدو، سواء كانوا منظمين ضمن فصائل المقاومة أم غير منظمين، وأن من فقدوا أحباءهم أو تعرضت منازلهم للتدمير لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيكون لديهم إصرار كبير على رد الاعتبار لأهاليهم وبلدهم .
واختتم الخزاعي حديثه بالإشارة إلى أن غزة وشعبها يمتازون بالصلابة النفسية والقوة النفسية الكبيرة، خاصة أنهم يعيشون في حالة صراع مستمر مع الاحتلال منذ عام 2005 وحيث أن كل جيل جديد يولد في غزة يكون أكثر تمسكاً بالأرض وأكثر صلابة، مشدداً على أن أهالي غزة لن يتخلوا عن ذرة تراب من أرضهم. ولن يخرجوا من بلدهم رغم محاولات الترهيب والترحيل .
وأكد بالقول أن هذه الروح القوية والصمود في وجه التحديات يجعل من غزة نموذجاً للثبات والإصرار على العيش بكرامة والدفاع عن الحقوق الوطنية.