بقلم: رئيس بلدية سحاب الدكتور عباس المحارمة
ربما لن تسعفنا كلماتنا لإتمامها بين سطور متواضعة، ولتتبعثر في نفوسنا أحاسيس ومشاعر من العزة والفخار عندما نذكر
جلالة المللك الإنسان الذي كان وما زال عبر السنين الأب لمن فقده والأخ الكبير لمن إحتاج يد العون بقلب حاني بحجم والوطن الحبيب .
كيف ولا غرابة وهو ابن تلك الثورة التي أطلقها جده الحسين بن علي طيب الله ثراه، وهو من أغلى وأعز ثمارها، حمل لواءها الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين ودفع حياته من أجل وحدة الأمة ودفاعاً عن الأردن وفلسطين العرب على أبواب المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله وكتب بدمه الطاهر الوصية لابنائه وأحفاده أن الأقصى أمانة في قلوبنا وعقولنا ، فكان جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم خير خلفاً للخير سالف حمل الأمانة وصانها رغم كل العواصف التي يشهدها العالم .
لقد بدأ عهد جلالته الميمون على خطى القادة الهاشميين في بناء الدولة العصرية الحديثة، بكل حنكة وحكمة وحرص على خدمة وطنه الأردن وأمته العربية، وهو ما أثبتته الإنجازات التي تحققت في جميع القطاعات مما أحدث نقلة نوعية في مؤسساتها الوطنية، فقد عرف جلالته طوال مسيرته المباركة في الحكمة في إدارة مختلف الملفات الداخلية والتعامل بحنكة مع الاحداث والتطورات الخارجية التي تعصف بالعالم أجمع مما يعزز الدور المتعاظم للأردن وحضورها القوي والفاعل في المشهد الإقليمي والعالمي.
كما عمل جلالته على إرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ودعم وتعزيز مسيرة السلام العالمية، والدعوة لإحقاق حقوق الشعوب وإقرار حقها في تقرير مصيرها، والاهتمام بقضايا حقوق الإنسان، وتنمية المجتمعات وتأسيس نهضة الأردن العامرة رغم كل التحديات والمصاعب حتى غدا الأردن في عهده منارة للتقدم والبناء والعلم، وأصبحت عمان عاصمة الأمن والسلام والتنسيق العربي المسؤول والداعية دوما إلى مبادئ العدل والسماحة وكرامة الإنسان.
ونحن نتفيأ ظلال جلوس جلالتكم على العرش في أردن العزم، تحت ظل شجرتكم الوارفة آل هاشم الأطهار، نستلهم من عزيمة جلالتكم، معاني الوفاء والعطاء للوطن الذي نذرتم أنفسكم لخدمته، فكانت مسيرتكم الخيّرة حافلة بالعطاء وزاخرة بالإنجازات الكبيرة، على كافة الصُعد وفي مختلف الميادين، ننحني تقديراً واحتراماً لها، فلا مكان في كل ضمير صادق حي، إلا للاعتزاز بما أحرز بلدنا من تقدم وإنجاز كبيرين.. وسحاب تزهو بعباءة العز والفخار ابتهاجا بميلاد القائد.