كتب. بشار الجرار
في العموم، عادة ما تتخلل دوامات العنف والعنف المضاد لحظات صحوة يتشجع فيها البعض على التساؤل: متى نخرج من هذه الحلقة المفرغة؟ أما الأكثر وضوحا في موقفهم الرافض للعنف تحت أي مسمى كان، فيطرحون السؤال الأصدق والأدق: متى نخرج من دائرة الشر هذه، وتعرف بالإنجليزية بال «فيشيس سيركل»؟
لست أدري إن كانت هذه العبارة ستطرح خلال لقاءات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته غدا (الإثنين) إلى مصر وإسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية. من الترجمات الدارجة لتلك الدائرة «فيشيس»، الخبيثة والفاسدة، فهي ليست شريرة فقط.
مريدو الشر معروفون على أي ساحة نزاع دولية كانت، وكثيرا ما يحبط الله سبحانه، ومن بعده الحكماء الأمناء، الفطنون اليقظون، يحبطون أفعالهم الشريرة والتي دائما ما يقف خلفها ما يعرف بثقافتنا الطيبة القائمة على الفراسة، من يسمى «محراك الشر».
تلك الفئة خبيثة فاسدة بالضرورة. لهذا يقال فيها وبلسان عربي فصيح: على الباغي تدور الدوائر.
أكثر من ثلاثة أرباع قرن مر على هذا الجرح الدامي في ضمير البشرية كلها وخاصة أولئك من بيدهم الأمر كله أو جله.. ثمة أشرار خبثاء فاسدون يصرون على نكء الجروح والجراح، يمعنون في تضييع فرص السلام وحقن الدماء وإحياء النفوس التي خلقها رب العالمين حتى تعيش بأمن وسلام وتقيم الصلاة حيث يرفع ذكر الله في أي كتاب رتّلت فيه آيات رب العالمين.
تجمعنا وأبناء عمومتنا إبراهيميا تلك الآية الخالدة: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً». فلم يصر البعض على قتلها؟ متى تكف المنابر السياسية والإعلامية على منح تجار الأزمات أوراقا انتخابية، حكومية كانت أم فصائلية؟
دماء أبناء إبراهيم ومن قبل أحفاد نوح عليهما السلام حمراء-حمراء، مازال الصليب الأحمر والهلال الأحمر ونجمة داود الحمراء مازالوا جميعا عاملين على إسعافها، فمتى يكفون عن سفكها؟
كم حذرت قياداتنا الهاشمية من شهيد الأقصى والحرم القدسي الشريف عبدالله الأول، إلى سيدنا عبدالله الثاني الذي زار كندا ويزور أمريكا، كم حذّر من «الإجراءات أحادية الجانب» ومن «انعدام الأفق السياسي»؟
أي قتيل وأي جريح خاصة في الأراضي المقدسة ومهد الديانات التوحيدية هو خسارة تستوجب الحزن والأسف، بقدر ما تتطلب الأمل والعمل بما «يحيي الناس جميعا».
اللهم حكمة ومحبة، اللهم أمنا وسلاما، فلا سلام إلا سلام رب العالمين أجمعين سبحانه.