بقلم: حازم الخالدي
هل يذهب قادة العدو إلى المحكمة الجنائية على الجرائم التي ارتكبوها في غزة والتي وصلت إلى مرحلة الانتقام؟
البعض يتساءل أين المجتمع الدولي ؟ والبعض يطالب بتقديم قادة العدو وعلى رأسهم المجرم نتنياهو وعصابته إلى المحكمة الجنائية الدولية..ربما أنها تتعطل عند قادة الكيان الصهيوني الذي لم تتوقف جرائمه ومجازره، وقبل احتلال فلسطين عام 48 ولغاية اليوم.
نأمل هذه المرة أن يكون هناك ضغط دولي وعربي لكي يذهب هؤلاء المجرمون إلى المحكمة الجنائية الدولية وأن لا يفلتوا من العقاب كما فلتوا منه سابقا في حروبهم ومجازرهم التي لم تعد تحصى ضد الفلسطينيين.
في غزة المشهد مغاير ومختلف عن كل الحروب التي حدثت، أصبحت المجازر ترتكب أمام العيان ،فجيش الاحتلال ينفذ عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين في منازل ولم يستثن الأطفال والنساء والشيوخ، ويقوم بإخراج عائلات كاملة بالقوة من مراكز الأيواء وتجريدهم من ملابسهم، وضربهم بالهروات والبنادق، والتحقيق معهم بطريقة بشعة، ولا يخجل هذا الاحتلال بجيشه المنحرف من قصف المدنيين الذين يحتمون بالمستشفيات والمدارس ومراكز الايواء وحتى في الممرات الأمنة التي حددها الاحتلال وأصبح يقتل الناس بطريقة عشوائية حيث شاهدنا المئات من الجثث وهي على قارعة الطريق، حتى وصفت هذا الجرائم بأنها أفضح مما ارتكبته النازية في الحرب العالمية الثانية.
جنود الاحتلال مجموعة من المرتزقة؛ المتعطشون للدماء يرتكبون الجرائم ضد الإنسانية ويعرفون أنها خارج العقاب ، لذلك تجدهم يتمادون في ارتكابها، ويعرفون أن لهم حلفاء من الأمريكان والأوروبيين الذين يحمونهم ويمدونهم بالأسلحة والقنابل والأموال والدعم الدبلوماسي ويخفون جرائمهم من خلال وسائل الإعلام ،حتى وصل العالم إلى قناعة أن المنظمات الدولية سواء القانونية أو الإنسانية التي تريد أن تفرض على ” إسرائيل ” العقاب هي مؤسسات تخضع لسيطرة أمريكا التي تدعم هذا الكيان ، وثبت في هذه الحرب أنها شريك أساس في عملياتها الحربية ضد المقاومة في غزة.
ولو ذهب قادة العدو إلى المحكمة الجنائية، فستكون هناك محاكمة شكلية وتستمر التحقيقات والاستماع لشهود العيان لسنوات طويلة، ولو وصل المجرمون إلى المحكمة فربما يتم إدانتهم ، بعد أن تنتهي حياتهم وسيحكم عليهم بالسجن في كتب التاريخ.
لن نعلق الكثير من الآمال على المحكمة الجنائية لتنفيذ أحكامها العادلة على هؤلاء الذين يستمرون في جرائمهم ، لأن هذه المؤسسات تخدم بشكل كامل القوى الغربية المهيمنة، وهي مؤسسات غير منصفة وتمارس الكذب والخديعة ولو أرادت هذه الهئيات الدولية والقانونية أن تكون عادلة لوضعتهم في السجون الآن ، لكن هذه الحضارة الغربية التي تمثلها هذه المؤسسات لن تكون عادلة .
ليس هناك طريقة لوقف “إسرائيل ” سوى العودة إلى القوة ، والدولة القوية التي تفككت منذ أكثر من مائة عام على حساب الدولة القطرية الضعيفة، التي كانت صنيعة الاستعمار ، وهي الطريقة الوحيدة لوقف التمرد الصهيوني.
المنطق الإنساني يقتضي محاكمة قادة العدو المجرمين وتقديم إلى الجنائية الدولية.