القرعان لصدى الشعب : «التغيير يبدأ من المبادرات الميدانية والتزام الشباب بالعمل الفعلي ».
صدى الشعب- أربد – عرين مشاعلة .
ينظر المجتمع اليوم إلى الشباب باعتبارهم القوة الأكثر قدرة على المبادرة وصناعة التحول الإيجابي على أرض الواقع، وفي لواء الطيبة برزت رابطة شباب المستقبل – شباب عشيرة القرعان كنموذج حيّ على هذه الحقيقة، حيث انطلقت منذ عام 2024 بطاقة متوثبة نحو خدمة المجتمع وترسيخ العمل التطوعي كمسار ثابت للتنمية المحلية.
حيث يشهد لواء الطيبة حراكاً شبابياً متصاعداً يقود مجموعة من أبناء عشيرة القرعان، بعد أن أسسوا رابطة شباب المستقبل التي جمعت تحت مظلتها 214 شاباً تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاماً، يحملون رؤية مشتركة بأن العمل التطوعي هو الطريق الأهم لبناء المجتمع وتعزيز دوره التنموي. هذه الرابطة الناشئة نجحت في وقت قصير في تحويل الطاقة الشبابية إلى مبادرات ميدانية ملموسة أثبتت أن الشباب قادرون على صناعة الفارق متى ما أُتيحت لهم الفرصة.
وبدأت مسيرة الرابطة من خلال تنظيم اليوم الوظيفي الذي وفّر فرص عمل لما يقارب 30 شاباً من أبناء اللواء، في خطوة تعكس وعياً رفيع المستوى بحجم التحديات التي يواجهها الشباب في سوق العمل، ورغبة حقيقية في تقديم حلول عملية على أرض الواقع. وتواصل الرابطة مبادراتها من خلال حراسة أراضي الزيتون في موسم القطاف لحماية حقول المزارعين من الاعتداءات والسرقات، ما يعكس ارتباط الشباب بأرضهم وإحساسهم بالمسؤولية تجاه ثروات محافظتهم.
وتتسع دائرة الإنجاز اليوم مع مبادرة ميدانية جديدة تهدف لمعالجة مشكلة المياه في اللواء، حيث تتعاون الرابطة مع شركة مياه إربد وسلطة المياه، وتم تكليفها بجمع شكاوى المواطنين ومتابعتها، بما يساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة وتعزيز الرقابة المجتمعية الإيجابية. هذه الثقة الرسمية تؤكد حضور الرابطة كلاعب مهم في رصد احتياجات المجتمع والتعبير عنها.
وأكد عبد الرحمن عمر القرعان أحد أعضاء الرابطة أن دور الشباب اليوم لم يعد خياراً بل ضرورة وطنية ملحة قائلاً: «البلد بحاجة إلى شباب يمتلكون الطاقة والإرادة للمساهمة الفعلية في خدمة المجتمع، والمطلوب أن تكون هناك روابط شبابية فعالة في جميع أنحاء اللواء لضمان مشاركة الجميع في المبادرات المجتمعية». وأضاف: «نؤكد أن التغيير يبدأ من المبادرات الميدانية، ومن التزام الشباب بأن يكونوا جزءاً فاعلاً في الحلول، وليس مجرد مراقبين».
وقال القرعان :” أنصح كل شاب وشابة في وطننا، بأن يستثمروا طاقتهم في خدمة منطقتهم ومجتمعهم، فالعمل التطوعي والمشاركة المجتمعية ليس خياراً بل واجب ومسؤولية تجاه الوطن وكل مبادرة تقومون بها وكل جهد تقدّمونه يسهم في بناء مستقبل أفضل لكم ولأجيال قادمة والشباب هم بناة المستقبل،ومن واجبهم أن يكونوا قدوة في العطاء والمبادرة».
ختاما ،تجربة رابطة شباب المستقبل – شباب عشيرة القرعان تؤكد أن المستقبل يصنعه الشباب الذين يعملون بإصرار ويضعون مصلحة مجتمعهم فوق كل اعتبار. فهذه الجهود التي انطلقت من الطيبة تحمل أملاً كبيراً في تعميم النموذج وتوسيع الأثر، لتبقى الرسالة واضحة حين تتوافر الإرادة تصبح المبادرة واقعاً، وحين يتحرك الشباب تتحرك التنمية بأكملها..











