ما أصغر عقلك !!
سهير جرادات
وبعدين معك ما بدك تكبر وتعقل ، بدك اضلك فاضحنا ومصغرنا قدام الناس ؟! كل فصل الك أنقص من الفصل اللي قبله ! وكل فيلم الك ولا أخوه ، والله عيب فضحتنا وخليتنا سيرة على كل لسان ،والله خليتنا أعلى ( ترند ) بالعالم ، فضحت حالك وجبت لأهلك وعائلتك المسبة ، لا فايدة ولا سبيل انك تعقل !!.. وآخرتها معك ؟!!..
هذه العبارة التوبيخية يكررها الآباء والأمهات على مسامع ابنهم العاق “الأخرق” كلما ورطهم بقصة ( ناقصة ) أو بادر بتصرف أساء فيه اليهم أكثر من الحادثة التي سبقتها ، خاصة عندما تدرك العائلة بأنه لا فائدة أن يكبر ابنهم وينضج ويعقل ، ويتأكدون بأنه كلما كبر كلما قل عقله وصغر !!..
حتى بات الآباء والأمهات وخوفا على الأبناء الآخرين يروون قصة هذا الأبن ( الأخرق ) بحدوته ما قبل النوم ، التي كانت تخلد قصص وسير تاريخية ، قبل أن تتحول لسرد قصص خيالية عن البطل الخارق (سوبرمان ) ، لتنحدر إلى حكاية (الضبع ) ، حتى وصلنا إلى رواية قصة هذا الولد ( الأرعن ) ، لتكون رادعة للأبناء الأخرين عن التصرفات ( الناقصة ) و أن لا يقوموا بنفس الأفعال عندما يكبرون ، ولضمان التأثير تستخدم فيها العبارات التوبيخية ويدخلون المؤثرات الصوتية لشد انتباه الأبناء وهم يسمعون لرواية الولد (الفضيحة) قليل العقل ، لتجدهم تارة يتملكهم الصمت ، وتارة ينفجرون من الضحك على ما يبدر من هالولد من قصص ( ناقصة) ..
وفي النهاية ، يخلد الأطفال إلى النوم من شدة الضحك ، أو من كثرة الاستهجان من أفعال ابنهم ( الناقصة ) ، وهم يتمنون أن لا يصبحوا عندما يكبرون مثل هذا الولد ( الهامل) حتى لا يجلبوا العار لذويهم مثله ، وهم متيقنون بأن هذه القصص الناقصة والصبيانية لا تصدر عن العقلاء .. ويبقى في الاذهان استفسار يبحثون فيه عن إجابه : ليش بتجيب لحالك الحكي ..
حتى لو انتهت القصة ، فكركم في أمل يعقل ؟! ..
رفقا بالأبناء ..وتصبحون على ما تتمنون..
Jaradat63@yahoo.com