صدى الشعب _ ليندا المواجدة
أكد الدكتور عادل الوهادنة خلال حديثه مع صدى الشعب أن الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي أصبحا عنصرين أساسيين لضمان استدامة الأنظمة الصحية، وليس مجرد رفاهية تقنية، مشيراً إلى أن الانتقال من السجلات الورقية إلى الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص أصبح ضرورة عاجلة لمواجهة التحديات الديموغرافية والاقتصادية.
وأضاف أن الأردن يمر بمرحلة تحول رقمي شاملة، حيث يشكل الملف الصحي الإلكتروني والذكاء الاصطناعي أدوات استراتيجية لإعادة تشكيل الرعاية الصحية.
وأوضح أن انتشار الملف الصحي الإلكتروني محدود لكنه متزايد، حيث وصل إلى 15% عام 2015، و40% عام 2020، و65% عام 2025، ما يجعل الأردن يقترب من المتوسط الإقليمي لكنه ما يزال خلف بعض الدول الرائدة.
وأشار إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي بدأ في المستشفيات الجامعية والخاصة على قراءة الأشعة CT/MRI والتشخيص المبكر لأمراض القلب والأورام، ومتابعة الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، إلا أن الاعتماد محدود حتى الآن (~10% من المستشفيات عام 2025) مع توقع نمو يصل إلى 70% بحلول 2030، مؤكداً التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بحماية الخصوصية والحفاظ على القرار الطبي البشري ووضع تشريعات تنظيمية.
ولفت إلى أن التحول الرقمي يقلل التكاليف التشغيلية على المدى المتوسط والطويل، رغم أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية يشكل عبئًا قصير المدى، خصوصًا على المستشفيات الصغيرة، وأن الجامعات الأردنية بدأت بإدخال مساقات الصحة الرقمية، رغم أن المحتوى محدود مقارنة بالجامعات العالمية.
وأوضح الدكتور الوهادنة أن مراحل التحول الرقمي الصحي تتضمن الانتشار، التكامل، والتوسع الإقليمي، وأن الأردن يتجه نحو جعل نفسه مركزًا إقليميًا للطب الرقمي من خلال تطوير البنية التحتية، دمج الذكاء الاصطناعي، سن تشريعات متقدمة، تعزيز التعليم الطبي، والانفتاح الإقليمي ونقل الخبرة.
وأكد أن الاستثمارات تركز على البرامج والبنية التحتية والتدريب والبحث العلمي، وأن الأنظمة الرقمية ساهمت في خفض زمن الاستجابة وتحسين الكفاءة، كما انعكس التحول الرقمي إيجابياً على رضا الكوادر الطبية والمرضى.
وأضاف أن الأردن في موقع متقدم نسبيًا على المستوى الإقليمي فيما يخص الصحة الرقمية، لكنه ما يزال أمام فرص للتقدم والريادة، وأن نجاح التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يعتمد على سياسات واضحة، استثمارات جريئة، وتوظيف الخبرات الأردنية.
واختتم الدكتور الوهادنة حديثه مع صدى الشعب بتقديم توصيات عملية تتضمن وضع إطار تشريعي لحماية البيانات الطبية، تخصيص موازنات ثابتة لدعم البنية التحتية الرقمية، تدريب الكوادر الصحية على المهارات الرقمية، تعزيز الشراكات مع الجامعات ومراكز البحث العلمي، تحفيز القطاع الخاص على المشاركة في الاستثمار الرقمي، توعية المواطنين بأهمية الملف الصحي الإلكتروني، وإنشاء نظام متابعة وتقييم دوري لقياس أثر التحول الرقمي .
يبقى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي الأردني مسارًا استراتيجيًا لتحقيق الكفاءة والريادة، لكن نجاحه يتطلب تكاملاً بين السياسات الواضحة، الاستثمارات الجريئة، وتعاون جميع الأطراف المعنية. الالتزام بهذه الرؤية سيجعل الأردن نموذجًا إقليميًا في الصحة الرقمية ويضمن رعاية صحية أفضل للمواطنين .






