صدى الشعب –عبدالرحمن البلاونه
يُعد متحف وصرح شهداء الأمن العام، تحفة فنية ومعلم حضاري وصرح وطني، شُيد في عهد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في الثلاثين من تموز عام 2001 بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين على تأسيس قوات البادية الملكية، على تلة تبلغ مساحتها حوالي 7500متر مربع، ليشكل معلمًا حضاريًا، وتحفة وطنية خالدة، عبر الزمن في قضاء الأزرق بمحافظة الزرقاء.
وقد جاء إنشاء هذا الصرح تأكيدا على دور الهاشميين في بناء الأردن، ودعمهم لجهاز الأمن العام، وتخليدًا لذكرى شهداء الأمن العام، الذين استشهدوا أثناء الواجب، حيث شيد بجانب الصرح نصب تذكاري يحتوي على أسماء الشهداء الأبرار، وأمامه مسلة يبلغ طولها حوالي ستة أمتار، ترتكز على نجمة سباعية من الرخام، تشير إلى الأهمية التاريخية لهذا الموقع، وتوثيقاً تاريخيًا للمكان الذي وقف به المغفور له جلالة الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين، قبل سبعون عاما، لتسليم الرايات لمجموعات البادية، في العام 1931، وعلى جوانبها لوحات رخامية نقشت عليها اسماء شهداء الامن العام.
يتكون المتحف من قاعة كبيرة تحتوي على ثلاثة أجنحة على شكل كوكب سباعي تمثيلا لدلالة الكوكب السباعي داخل المثلث الاحمر الموجود على العلم الأردني، وتدل الرؤوس السبعة على شعارات التوحيد بالله، وسمو الإنسانية، والشعور بالإحساس القومي، والتواضع، والعدالة الاجتماعية، والدعاء للنهج المستقيم، وإدراك المنى والاهداف.
ويهدف إنشاء متحف وصرح شهداء الأمن العام، لإيجاد مرفق حضاري يحكي قصة جهاز الأمن العام وتطوره وانجازاته المختلفة، وإبراز الأهمية التاريخية للموقع والتأكيد على دور الهاشميين في الحفاظ على أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته، وتجسير الفجوة بين جهاز الأمن العام والجمهور، من خلال إتاحة الفرصة لهم لزيارة المتحف، والاطلاع على إنجازات وتضحيات جهاز الأمن العام، في الحفاظ على الأمن والنظام، وصيانة أعراض المواطنين وحماية ممتلكاتهم.
ويضم هذا المتحف بين ثناياه معروضات ذات قيمة تاريخية، تجسد ذاكرة وطن، لإنجازات وتضحيات وبطولات رجال الأمن العام، على مدى عقود منذ تأسيس هذا الجهاز العريق، في عدد من الأجنحة المتنوعة، أولها جناح الملابس، الذي يتحدث عن مراحل تطور لباس الأمن العام، ويقسمها إلى أربع مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى في عام 1930 وامتدت لغاية العام 1962، وجاءت بعدها المرحلة الثانية التي امتدت من العام 1962 إلى 1973، ثم تلتها المرحلة الثالثة، التي امتدت منذ عام 1973 لغاية العام 1988، وأخيراً، المرحلة الرابعة، التي امتدت منذ عام 1988 ولغاية الآن، إضافة إلى لباس جامعة مؤتة الجناح العسكري، والملابس العسكرية الأخرى، ومنها لباس الشرطة النسائية، خلال الفترة ما بين 1972 – 1988، ولباس الشرطة النسائية الحالي.
كما يشتمل المتحف على جناح الهجن، ومستلزمات الخيل والخيالة، ولوازم الهجانة والهجن، ومنها: المهرشة، ومطبقة حذو، راسيًة ميدان، ولجام مع برعم، وسرج افرادي، وشق للراحة مطرز، وسلسلة كتف للفارس، وصدرية راحلة، ومطرة مياه للفارس، وسير جبهة، وغيرها من الأدوات والمعدات.
كذلك يحتوي على الأجهزة والمعدات الشرطية المختلفة القديمة، والدروع والميداليات المهداة للأمن العام من الدول العربية الشقيقة، إضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية، ونموذج بصمة عشرية تعود للعام 1936.
كما يشتمل المتحف على جناح للأسلحة والذخائر المتنوعة، ومنها القناصة، والكربين، والكلاشينكوف، والعديد من البنادق، والمسدسات المختلفة في الشكل والصنع، إضافة إلى الرتب العسكرية للأفراد والضباط، من رتبة عريف إلى رتبة فريق أول، وشارات وحدات الأمن العام، ومجموعة من الدروع، والأوسمة والشارات والميداليات.
وهناك جناح لأجهزة الحاسوب، وأجهزة الاتصالات، والأجهزة اللاسلكية الرئيسية، والأجهزة اللاسلكية للسيارات، ومنها جهاز لا سلكي رئيسي نوع 19 س ، الذي دخل الخدمة عام 1948، وجهاز اللاسلكي VHF نوع موتوريلا موتراك 50 واط ، الذي دخل الخدمة عام 1958
كما يوجد جناح للمباني والمنشآت، وجناح لوسائط النقل، والمركبات المستخدمة في جهاز الأمن العام، والجناح الجرمي، ومكافحة المخدرات، ويشمل: المخدرات، ويحتوي على عينات من الأفيون، والهرويين، والحشيش، وتربة الحشيش، كذلك يشتمل على النقد المزيف، إضافة إلى وسائل علمية حديثة لاكتشاف الجرائم، كأجهزة التحاليل البيولوجية، والكيميائية الحديثة والقديمة.
كذلك يوجد جناح المختبرات الجنائية، ويحتوي على حقيبة مسرح جريمة حديثة، لالتقاط العينات من مسرح الجريمة، وحقيبة بصمة حديثة، لرفع البصمة من مسرح الجريمة، باستخدام التقنيات الحديثة، وحقيبة بصمة لرفع آثار البصمة باستخدام المساحيق، إضافة إلى وجود أجهزة لتحضير المحاليل، وأجهزة لقياس الحموضة والقاعدية للمحاليل، وجهاز (السبكتروميتر) للأشعة المرئية والفوق بنفسجية للكشف عن السموم، وحوض الصفيحة (الكروماتوغرافية) لفصل المخدرات والسموم والمتفجرات، والتعرف عليها، كذلك يوجد جهاز للكشف عن المعادن، وجهاز لتعقب السيارات.
واستمرارا لسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها مديرية الأمن العام في إداراتها المختلفة، والتي جاءت بتوجيهات من قبل قيادة الجهاز، يستقبل النشامى القائمون على هذا الصرح العديد من الجهات، والهيئات والمؤسسات، والمواطنين والأفراد، أثناء زياراتهم لهذا الصرح، للاطلاع على هذه التحفة الفنية، واستعراض مراحل تطور جهاز الأمن العام، منذ نشأة الدولة الأردنية، ونشر المعرفة بين المواطنين بمختلف فئاتهم، برحابة صدر وحسن استقبال، ليعكسوا الأخلاق الحميدة العالية، التي تربوا عليها في مدرسة الهاشميين، تحت ظل راعي المسيرة المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه.






