الحورات: المصل والمطعوم تقدمها وزارة الصحة مجانًا لجميع حالات العقر
صدى الشعب – حلا باسل الحبيس
يُصادف اليوم، الثامن والعشرون من أيلول، اليوم العالمي لداء الكلب، في وقتٍ يُعاني فيه الأردن من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة على مدار العام، والتي زداد ظهورها خلال الأعوام الماضية، ما يرفع من احتمالية التعرض لحوادث عضّ تؤدي إلى الإصابة بداء الكلب، وهو مرض فيروسي قاتل يصيب الجهاز العصبي.
وقال مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الحوارات إن داء الكلب يُعد من الأمراض الفيروسية الحادة والخطيرة، ويؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، مشيرًا إلى أن فترة حضانته تتراوح عادةً بين أسبوعين إلى شهرين، وقد تمتد إلى سنة كاملة في بعض الحالات.
وأضاف الحوارات خلال حديثه لـ(صدى الشعب)، أن المرض ينتقل من خلال التعرض للعاب حيوان مصاب، سواء عن طريق العض أو الخدش أو الجرح المفتوح، مؤكدًا أن أي إنسان يتعرض لأي من هذه الوسائل يُعد “حالة مشتبهة” ويجري التعامل معه على هذا الأساس.
وأوضح أن فصيلة “الكلبيات” وتحديدًا الكلاب تُعد الناقل الرئيس لداء الكلب، إلا أن جميع أنواع الثدييات قد تُصاب بالفيروس وتنقله.
وفيما يتعلق بالإحصائيات، بيّن الحوارات أن عدد حوادث العقر (عضة الحيوان) المسجّلة في المملكة خلال عام ٢٠٢٤ بلغ ٩٤٩١ حادثة، دون تسجيل أي إصابة بداء الكلب خلال ذلك العام، فيما بلغ عدد الحوادث المُبلّغ عنها في عام ٢٠٢٥ حتى نهاية الأسبوع الوبائي ٣٧ نحو ٦٧٩٢ حادثة، تم خلالها تسجيل حالتي وفاة بداء الكلب.
وتطرّق الحوارات إلى آلية التعامل مع حالات العقر في منشآت وزارة الصحة، مشيرًا إلى أن خدمات الرعاية الأولية تُقدم فورًا في أقسام الطوارئ لجميع الحالات، وتشمل تقييم الحالة الصحية، غسل الجرح جيدًا بالماء والصابون وتنظيفه وتعقيمه، مع إزالة أي أنسجة تالفة، لافتًا إلى أن الجرح لا يُخاط نهائيًا، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي تستدعي ذلك، على أن لا يتم إغلاق الجرح بشكل كامل.
الوزارة تمتلك المختبر الوحيد لتشخيص داء الكلب
وأكد الحوارات أن المصل المضاد يُعطى مباشرة بعد التعامل مع الجرح بواقع ٢٠ وحدة دولية لكل كيلوغرام من كتلة الجسم، حيث يُحقن في الجرح وما حوله، ويُحقن المتبقي من الجرعة في عضلة الكتف (deltoid) أو عضلة الفخذ.
وأشار الحوارات إلى أن الجرعة الصفرية (الأولى) تُعطى في طوارئ المستشفى لكل الحالات دون النظر إلى العمر، إضافةً أنه لا يوجد موانع من تلقي المصل كونه منقذ للحياة.
وبيّن الحوارات أن الشخص المعقور يستكمل باقي الجرعات حسب الجدول المقرّ في البروتوكول العلاجي المعتمد، والذي أُعدّ وقُر من قبل لجنة وطنية تضم خبراء ومختصين، وصُدّق عليه من وزير الصحة.
وأوضح الحوارات أن جدول المطعوم يتضمن أربع جرعات (٠ ، ٣ ، ٧ ، ١٤) وتُستكمل الجرعات في المراكز الصحية التابعة للوزارة، مع متابعة دقيقة من أقسام رقابة الأمراض في مديريات الصحة بالمحافظات.
ونوّه الحوارات إلى أن المطعوم يُحقن في عضلة الكتف (deltoid) للبالغين، وفي عضلة الفخذ (الثلث العلوي الأمامي) للأطفال، مؤكدًا أن جميع الجرعات والمصل تُقدّم مجانًا للحالات التي تراجع أقسام الطوارئ في المستشفيات.
وأضاف الحوارات أن الحالة الصحية للمصاب تُقيّم في قسم الطوارئ، ويتم تحديد الحاجة إلى إدخاله المستشفى من قبل الطبيب المختص.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تقوم بتدريب الكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية على أفضل الممارسات الطبية المعتمدة للتعامل مع حالات العقر، كما تم تعميم البروتوكول العلاجي المعتمد على جميع المنشآت الصحية والذي تم مراجعته وتحديثه وإعداده من قبل لجنة وطنية مختصة قبل أن يصادق عليه ويُقَر من قبل وزير الصحة.
وفيما يخص الرصد والمتابعة، أوضح حوارات أن الوزارة تمتلك نظامًا قويًا لرصد حوادث العقر المرتبطة بالحيوانات، وتقوم بمتابعتها بشكل دوري، مع وجود تعاون مستمر مع كافة المؤسسات الوطنية ذات العلاقة، حيث يتم تزويدها بأعداد وتوزيع الحالات المسجلة.
وبيّن أن الوزارة تمتلك المختبر الوطني الوحيد المختص بتشخيص داء الكلب لدى الحيوانات، حيث يُرسل رأس الحيوان الميت مُبرّدًا إلى المختبر الوطني، وذلك لكون الحيوان لم تثبت إصابته بعد ويتم فحصه من قبل فريق مختص، ومن ثم التخلص منه بالحرق.






