صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
أكد الخبير في قطاع الحج والعمرة بلال روبين عوده، أن خدمة “نسك عمرة” التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة السعودية باتت قناة رسمية متكاملة، إذ تجمع بين إصدار التأشيرات وحزم السكن والنقل والخدمات، وهو ما يعني تقليص دور الوسيط في الحجز الفردي المباشر.
تراجع الإيرادات وتحديات مستقبلية
وأشار عوده عن توقعاته لتأثير المنصة على إيرادات شركات السياحة وعدد العاملين فيها خلال العامين المقبلين وأوضح أن “نسك” قد تخفض من أعداد العملاء وتقلّص الإيرادات، الأمر الذي قد ينعكس على فرص العمل، سواء بتقليص عدد الموظفين أو حتى إغلاق بعض المكاتب، ما لم تتكيف هذه الشركات سريعًا مع التحول الرقمي والحجز الإلكتروني.
المكاتب الصغيرة الأكثر تضررًا
وأشار عوده إلى أن المكاتب الصغيرة التقليدية ستكون الأكثر تضررًا، لأنها كانت تعتمد على بيع التأشيرات والفنادق فقط وتحقيق أرباح من فارق الأسعار والعمولات.
وأضاف أن “ربط التأشيرة بالحجوزات داخل نسك أفقد هذه المكاتب ميزة التسعير المرن أو تقديم أسعار مخفضة، وبالتالي فإن أي وكيل لا يمتلك شراكة أو اعتماد رسمي سيجد نفسه خارج اللعبة، خاصة أن الحجوزات الخارجية لم تعد معتمدة لإصدار التأشيرات.
مزايا منصة “نسك عمرة”
وبين عوده أن المنصة تحمل العديد من المزايا، أبرزها سهولة الوصول والحجز المباشر عبر الإنترنت دون الحاجة لمراجعة مكتب و
الشفافية في الأسعار وتقليل فرص الاستغلال
ايضًا تنوع كبير في خيارات الفنادق ووسائل النقل والبرامج داخل مكة والمدينة
وسرعة الإجراءات وتقليل المستندات المطلوبة لارتباط التأشيرة بالحجز مباشرة
بالاضافة إلى إمكانية الحجز من أي مكان في العالم عبر الهاتف المحمول.
عيوب الخدمة الإلكترونية
كما لفت إلى أن المنصة لا تخلو من السلبيات، ومنها غياب الخدمة الشخصية والمتابعة المباشرة التي توفرها المكاتب التقليدية، بالإضافة إلى صعوبة التعامل معها من قبل كبار السن أو الفئات الأقل خبرة بالتكنولوجيا. كما أن المنصة لا تقدم خدمات ميدانية مثل المرافقين أو المرشدين، فضلًا عن اعتمادها الكلي على الأنظمة التقنية، ما يجعل أي خلل تقني عائقًا أمام إتمام الإجراءات. وأضاف أن تقليص دور الوسطاء التقليديين قد يؤدي إلى فقدان فرص عمل في عدد من المكاتب الصغيرة حول العالم.
المكاتب لن تختفي ولكن ستتغير أدوارها
وحول مستقبل مكاتب السفر المتخصصة في رحلات الحج والعمرة، أكد عوده أنها “لن تختفي بشكل كامل، لكن دورها سيتغير جذريًا”.
وأوضح أن هناك فئات من المعتمرين ما تزال بحاجة إلى دعم بشري مباشر مثل كبار السن وذوي الإعاقة، إضافة إلى الرحلات الجماعية للنقابات والجمعيات والعائلات الكبيرة التي تفضل وجود مكتب يتولى كافة الترتيبات.
مكاتب ذكية ستزدهر
ويرى عوده أن المكاتب التي ستبقى وتزدهر هي تلك التي تتكيف مع التحولات، عبر الدخول كشريك رسمي في منصة “نسك”، وتقديم برامج متكاملة تشمل الإرشاد والخدمات الخاصة، إضافة إلى تطوير منصاتها الرقمية لتكمل عمل “نسك” بدلًا من الاكتفاء بالأساليب التقليدية.
توقعات مستقبلية
وختم الخبير حديثه بتوقع أن يشهد القطاع خلال 3 إلى 8 سنوات مقبلة انخفاضًا كبيرًا في عدد المكاتب الصغيرة التقليدية، مقابل بقاء وازدهار المكاتب المتخصصة والمتطورة التي تقدم قيمة مضافة، مع تحوّل دورها من مجرد وسيط لإصدار التأشيرة إلى منظم رئيسي للرحلات والخدمات الميدانية.






