صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
يواجه العديد من طلاب الجامعات تحدياً متزايداً في التوفيق بين متطلبات الدراسة الأكاديمية وضغوط العمل، إذ يسعى الكثير منهم إلى اكتساب خبرة عملية وتأمين دخل مادي يساعدهم في تغطية نفقاتهم اليومية ورسومهم الجامعية، لكن ذلك قد يترك آثاراً سلبية على مسيرتهم الدراسية وصحتهم النفسية.
وفي هذا السياق، رصدت “صدى الشعب” آراء عدد من طلبة الجامعات حول تأثير العمل أثناء الدراسة على حياتهم الأكاديمية والشخصية.
يقول الطالب محمد خالد أن العمل أثناء الدراسة له العديد من الفوائد، أبرزها التعرف المبكر على سوق العمل والتعامل مع الناس واكتساب خبرة عملية حقيقية. كما أشار إلى أن الدخل المادي يساعد الطلاب على تغطية رسوم الجامعة والمصاريف الشخصية.
ويوافقه الرأي سعد راضي الذي اعتبر أن من أبرز الإيجابيات بناء شبكة علاقات واسعة والتوسع في سوق العمل قبل التخرج، ما يمنح الطالب ميزة تنافسية لاحقاً.
أما أحمد ساهر فأكد أن العمل يعزز خبرة الطالب في الحياة بشكل عام ويهيئه لمواجهة الصعوبات المستقبلية، بينما أشارت رانيا جمال إلى أن العمل يمنح الطالب نضجاً فكرياً أكبر من أقرانه ويجعله أكثر استعداداً لتحمل المسؤوليات.
في المقابل، أكد الطلبة أن لهذه التجربة آثاراً سلبية لا يمكن تجاهلها، حيث أوضح محمد خالد أن ضغط العمل يؤثر على التحصيل الأكاديمي ويحد من قدرة الطالب على تخصيص وقت كافٍ لدراسته، إضافة إلى تقليص حياته الشخصية.
كما أشار سعد راضي إلى صعوبة الموازنة بين العمل والدراسة، قائلاً: ضغط العمل كان يؤثر على وقت الدراسة، ولم أتمكن من إعطاء دراستي حقها.
ومن جهته، أشار أحمد ساهر أن بعض الطلاب يتخرجون وهم يفتقرون إلى المعرفة الأكاديمية الكاملة بسبب انشغالهم بالعمل، فيما لفت إبراهيم يوسف إلى أن الطلاب الذين يعملون غالباً ما يجدون صعوبة في التركيز خلال المحاضرات ويميلون للتفكير بمشاغل العمل أثناء الدراسة.
وأضاف إبراهيم أن الحل قد يكون في اختيار أعمال بدوام جزئي (Part-time) تتيح للطلاب فرصة التوفيق بين متطلبات العمل والدراسة دون أن يتأثر أحدهما بالآخر.
من جانبها، أوضحت رانيا جمال أن من أبرز سلبيات العمل أثناء الدراسة التأثير على الصحة النفسية للطالب نتيجة الضغوط المتراكمة والمسؤوليات الكبيرة التي يتحملها في سن مبكرة.
بين الإيجابيات التي تتمثل في اكتساب الخبرة العملية، وبناء العلاقات، وتحمل المسؤولية، والسلبيات المتمثلة في تراجع التحصيل الأكاديمي وضغط الوقت والإرهاق النفسي، يبقى العمل أثناء الدراسة سيفاً ذا حدين.
وفي ظل هذه المعطيات، يرى الطلبة أن الحل يكمن في تنظيم الوقت واختيار طبيعة عمل مناسبة تتيح الموازنة بين الجانبين دون التضحية بأحدهما.
