صدى الشعب – كتب أمجد المجالي
تابعت، ومنذ اللحظة الأولى لانتهاء مراسم سحب قرعة الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية، ردود أفعال الوسط الرياضي الأردني من مسؤولين ونقاد ومهتمين وجماهير، فالفضاء الالكتروني فاض بالتوقعات والأراء والتحليلات وبدرجة عالية وغير مسبوقة من التفاؤل.
في بادىء الأمر، شد انتباهي مشهد فرحة نائب رئيس اتحاد الكرة بعدما اعلن عن اسم الاردن، رغم أن القرعة وقتها لم تكن أفرزت بعد هوية منتخبي المستويين الأول والثاني، فهل هي فرحة استباقية أم ثقة زائدة؟
حديت الواقعية، المعزز بالتفاؤل الحذر، يذهب نحو الارتياح من نتيجة القرعة حيث استقر منتخب النشامى في مجموعة متوازنة وهي أشبة بمهمة “السهل الممتنع”، مع الأخذ بعين الاعتبار أن وجود خمسة منتخبات عربية في المجموعة يعد بمثابة السلاح ذو حدين، ولكن لماذا؟
تحمل صفحات التاريخ الكثير من الحقائق التي تشير الى خصوصية اللقاءات العربية الخالصة في منافسات كرة القدم، وفي كثير من الآحيان لا تخضع النتيجة الى الفوارق الفنية، شأنها شأن لقاءات الكلاسيكو والديربي، وهنا نحذر بأهمية التعامل مع تلك اللقاءات بأقصى درجات التركيز الذهني والانضباط الفني، في حين تجدر الاشارة الى أن المنتخب الكوري المنافس الابرز في المجموعة سبظهر بشكل مختلف عن نهائيات كأس آسيا، ذلك أن المنتخبات الكبيرة تضع مهمة الترشح للمونديال أولوية قصوى، ما يؤكد أهمية طي الصفحة الآسيوية والتعامل مع المنتخب الكوري بأعلى درجات التركيز والانضباط.
ما أثار دهشتي أن التفاؤل لدى الكثير من المسؤولين والمتابعين والنقاد والجماهير بلغ مستويات غير مسبوقة وكأن بطاقة الترشح للمونديال باتت في “جيب” منتخب النشامى، وهذا مؤشر مقلق للغاية ويضاعف الضغوطات على الجهاز واللاعبين، ما يتطلب احداث التوازن المطلوب في مؤشرات الثقة والتفاؤل من جهة والتحفيز والتركيز من جهة أخرى، والتعامل مع كل جولة بتفاصيلها وخصوصيتها وتسخير كل الجهود نحو الدعم والمؤازرة دون تهويل أو ثقة مفرطة.
يملك النشامى كل مقومات تحقيق الهدف الحلم، بالترشح الى المونديال لأول مرة في التاريخ، وتبدو كل الأماني ممكنة استنادا الى ما تحقق من انجاز اسيوي وصدارة مستحقة لمجموعتنا في التصفيات المشتركة، لكن لا بد أن تبقى الاقدام على الأرض ونمضي نحو الهدف العالمي خطوة بخطوة، دون ضجيج أو ضغوط.. والله الموفق.