قبل أكثر من مئة سنة كتب «تشيخوف» قصة «الخاطب» والتي تدور حول شاب تقدم لخطبة فتاة، وسارت الامور بشكل طبيعي لكن المشكلة كانت في أهل البنت الذين كانوا يصرون على محاصرة الشاب بابنهم الصغير الذي كانت مهمته مراقبة الخطيبين وبخاصة الشاب كي لا يرتكب أية حماقة (هيك والا هيك).
وكان كلما أراد الشاب الاقتراب من خطيبته للتتحدث اليها أو حتى الهمس، وجد أخاها يحول بينه وبينها.
وحتى عندما كان يرغب بشراء شيء من البقالة، كان الولد / العزول، يذهب ويعود بلمح البصر. وهو ما جعل الشاب « يتنكد» ويشعر بأن اهل الفتاة إنما يريدون مضايقته و « تطفيشه»، او على أحسن الاحوال «تكبيله» عاطفيا حتى يحين موعد الزفاف.
وبعد ان استشار الشاب الحكماء ، اتخذ سياسة الهدوء وتعامل على « طريقة الانجليز « مع نسايبه وصار يجلس بشكل رسمي ولا يدع للصغير فرصة إلقاء القبض عليه متلبسا بلمس الفتاة. أخذ يهادنه ويتقرب اليه ويشتري له الهدايا والالعاب التي يحبها، ما جعل الولد يلين ولكن دون التنازل عن «موقفه» و»مهمّته».
مرت الايام مثل سنوات ومثل جبال على قلب الشاب، حتى جاء يوم الزفاف، وصار حرا في فتاته التي باتت زوجته ، وكان اول ما فعله الإمساك بالولد وقام بـ
«تشليع اذنيه» ولسانه حاله يقول «أخيرا خلصت منك».
ما كتبه الاخ « تشيخوف « قبل مئة سنة يتكرر كل يوم في حياتنا: يدعوك أحدهم الى بيته بسبب حاجته اليك ، ويكرمك ويعطف عليك فتظن أنك أصبحت من كثرة مدائحه أقرب اليه من نفسه. وتسعد بذلك أيما سعادة ولدرجة أنك حين تخرج من عنده ، تسأل نفسك : معقول أنا كويّس الى هذا الحدّ؟؟.
وبعد ان تنتهي المصلحة، تجده لا يسأل عنك وبالكاد حين تسلم عليه يسألك : انت متأكد أني شفتك قبل هيك؟.
يعني يكون قد «شلّع اذنيك» او «حلقلك ع الناشف».
اختر الاجابة الصحيحة!!.