عبدالرحمن البلاونه
لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، نصرة للقضية الفلسطينية، فمنذ أن تولى جلالته السلطات الدستورية، أكد أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط، وهي القضية الحاضرة في قلبه ووجدانه، ويظهر ذلك جلياً من خلال سعي جلالته الدائم وفي جميع المحافل العربية والإقليمية، والدولية، لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، فكان وما يزال منادياً بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وهذا موقف الأردن الثابت والراسخ والمعلن.
كذلك لا يمكن لأحد أن يشكك بمواقف الأردن، ومواقف جلالة الملك تجاه العدوان الغاشم وحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني، بحق الأشقاء في قطاع غزة، فمنذ اليوم الأول لهذه الحرب الظالمة، وجلالة الملك يسعى لوقف العدوان من خلال تحركاته واتصالاته ولقاءاته العربية والدولية، رافضاً ما تقوم به آلة القمع العسكرية الصهيونية، من تقتيل للأطفال الأبرياء، وتجويع وتشريد، وتهجير قسري لأبناء القطاع.
إن مشاركة جلالة الملك، وسمو ولي العهد، وسمو الأميرة سلمى، بعمليات الأنزال الجوي للمساعدات، الذي تنفذه القوات المسلحة الأردنية، في سماء غزة، هي رسالة الأردن للعالم، وتعبر عن الموقف الأردني الرافض لهذا العدوان الظالم، وتؤكد وقوف الأردن قيادة وشعباً صفا واحداً، لنصرة الأشقاء في القطاع.
فحالة التناغم الفريدة التي تشهدها المملكة بين الموقف الرسمي والشعبي تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تؤكد صلابة الموقف الأردني، ومتانة الجبهة الداخلية، واللحمة الوطنية، والنسيج الوطني المتماسك، والالتفاف حول القيادة الهاشمية، وتقطع الطريق على المشككين والمرجفين، الذين يسعون لبث سمومهم، خدمة لأجنداتهم الدنيئة، فلا مجال هنا للمزاودة على الموقف الأردني، فموقف الشعب الرافض للعدوان وخروجه بمسيرات لدعم الأشقاء، مندداً بالعدوان يتوازى مع الموقف الرسمي الداعي لوقف هذا العدوان.
لن نقف صامتين بوجه المشككين، ولن نستكين للمرجفين، فهذا الوطن الكبير بقيادته، وبأبناء شعبه المخلصين الأوفياء، سيبقى قلعة عصية، تتحطم على عتباته أحلام الحاقدين الحالمين، وسيبقى أقوى من الجبال الراسيات، وسيبقى وطناً عزيزاً قوياً وعصياً، لن تلين قناته، وستبقى هامات أبنائه مرفوعة عالياً لا تنحني إلا لله، حفظ الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً، وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار.