عبدالرحمن البلاونه
بكل فخر ورباطة جأش واعتزاز، أطلق المقاوم القسامي صرخته المدوية، التي وجهها إلى الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري، الذي بدأ بالظهور على شاشة الجزيرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، و بشكل يومي ليحلل مجريات العمليات العسكرية الدائرة في القطاع، جاء هذا النداء المفعم بالعزة والأنفة، بعد أن استهدف المقاوم البطل قوة خاصة صهيونية مؤلفة من عشرة جنود متحصنين في أحد المباني بقذيفة قسامية، حولت المبنى بمن فيه إلى قطع متطايرة في المكان، وكأنه أهدى هذا الإنجاز إلى اللواء الدويري، الذي لا يستطيع إخفاء مشاعر الاعتزاز بما يحققه المجاهدون، وما يوقعوا من إصابات محققة وموثقة بين صفوف جنود الاحتلال، تلك الإصابات النوعية التي يحققها المجاهدون الابطال، الذين يعلمون العالم بأسره دروساً بالتضحية والرجولة والبطولة والفداء، والشجاعة والاقدام.
لقد أشعل هذا المشهد الحماس في قلوب الملايين على امتداد الوطن العربي، وأثلج صدورهم، وزرع الأمل في أنفسهم بأن النصر قادم لا محالة بإذن الله، كيف لا وهناك في أرض المعركة أسود يذودون عن أرضهم وعرضهم، ومقدساتهم، ينوبون عن أمة بأسرها، ويقاومون الصهاينة المعتدين، بكل ما يملكون من قوة وإرادة وايمان وعزيمة، يتمتعون بمعنويات عالية تطاول عنان السماء، رغم خذلان الأشقاء، وقلة الإمكانيات، إلا أنهم يؤمنون بالله ويؤمنون بقضيتهم العادلة التي تدفعهم للتضحية بأنفسهم وبأرواحهم في سبيلها، ودفاعاً عن أرضهم ومقدساتهم ومسرى نبيهم الكريم، ومطلبهم الوحيد الفوز بإحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
إن هذا النداء من ذلك المقاوم المغوار، أكد لنا أنه وبرغم انشغالهم بقتال الصهاينة المعتدين، إلا أنهم يتابعون ما يدور خارج القطاع، ويتصلون ويتواصلون، وأنهم غير معزولين، نقول لهم قلوبنا معكم، استمروا أيها الأبطال، وعين الله ترعاكم وحققوا أهدافكم بدحر الغازي المحتل، استمروا بهذه الهمة، وبتنفيذ المهمة، واستمروا بقنص الصهاينة المحتلين، وسيبقى الدويري يحلل لكم هذه الإنجازات والانتصارات، بكل فخر، و نحن لن ننساكم من الدعاء وهو أضعف الايمان، وسنبقى نبتهل إلى العزير الجبار أن يمتعكم بالقوة ويثبت أقدامكم، ويمددكم بجنود من عنده، ويؤيدكم، وينصركم على القوم الظالمين، فأنتم أمل الأمة وشرفها، أنتم كرامتها وعزها، أنتم مدرسة في الرجولة والشجاعة والإقدام.