المطاعيم الموسمية ضرورية للحماية من الامراض التنفسية ومتاحة حتى ديسمبر
المضادات الحيوية ليست الحل للأمراض التنفسية الحادة
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور بسام الحجاوي أن التغيرات المناخية تلعب دوراً كبيراً في تغيير أنماط انتشار الأمراض الموسمية.
وأوضح الحجاوي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن فصل الشتاء عادة ما يكون مصحوباً بزيادة الأمراض التنفسية، مثل الإنفلونزا الموسمية، إنفلونزا الخنازير (H1N1)، الفيروس التنفسي المخلوي، والفيروس الأنفي، إلى جانب نزلات البرد، أما فصل الصيف، فتنتشر فيه أمراض مثل الإسهالات الناتجة عن التسممات الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار إلى أن تغير المناخ تسبب في “زحف” المواسم؛ حيث بدأت بعض الأمراض التي كانت تظهر في أكتوبر بالظهور الآن في نوفمبر.
وأوضح أن الأمراض التنفسية الحادة تؤثر على الجهاز التنفسي بشكل كامل، بدءاً من الحنجرة والحلق وحتى الرئتين، مما يزيد من أعداد الإصابات والوفيات عالمياً.
بين الحجاوي أن الإنفلونزا الموسمية تؤثر على جميع الفئات العمرية، إلا أن كبار السن فوق سن 60 عاماً، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، السرطان، وأمراض المناعة، هم الأكثر عرضة للإصابة والمضاعفات.
وأضاف أن الأطفال أيضاً معرضون للإصابة بسبب ضعف مناعتهم، خاصة بعد انتهاء فترة المناعة المكتسبة من الأم خلال الأشهر الأولى بعد الولادة.
وأشار إلى أهمية برنامج التطعيم الوطني لأصحاب الامراض المزمنة وللأطفال ودوره في حمايتهم من الأمراض، موكدا أن مطعوم الإنفلونزا الموسمية متوفر في المملكة، وتم توفيره منذ شهر أكتوبر، مع إمكانية الحصول عليه حتى منتصف ديسمبر.
وفيما يتعلق بالمضادات الحيوية، شدد الحجاوي على أن أغلب الأمراض التنفسية الحادة ذات منشأ فيروسي، ولا تحتاج إلى مضادات حيوية.
وأوضح أن الاستخدام الخاطئ لهذه المضادات يؤدي إلى فقدان فعاليتها، حيث يصبح الجسم معتاداً عليها، مما يجعلها غير فعالة عند الحاجة لعلاج العدوى البكتيرية مستقبلاً.
وأشار إلى أن الإنفلونزا التي تحتاج إلى مضاد حيوي لا تشكل أكثر من 20% من الحالات، بينما الغالبية العظمى تحتاج إلى الوقاية من خلال التطعيم.
وأكد أن مطعوم الإنفلونزا الموسمية يحمي من أربع سلالات رئيسية يتم تحديدها سنوياً من قبل منظمة الصحة العالمية.
وكشف أن الشهر المقبل سيشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية، بما في ذلك الفيروس التنفسي المخلوي، مؤكداً أن الوقاية من هذه الأمراض تتطلب اتخاذ التدابير اللازمة، وعلى رأسها الحصول على مطعوم الإنفلونزا الموسمية الذي يساهم بشكل فعال في تقليل حدة الإصابة وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وحول انتشار الأمراض التنفسية بين طلاب المدارس، لفت الحجاوي إلى أن الاكتظاظ وعدم تهوية الصفوف يزيد من انتشار العدوى.
وأوصى بضرورة عزل الطلاب المصابين، توعية الطلبة، والتأكيد على أهمية النظافة الشخصية وطرق الوقاية.
وشدد على أهمية تناول السوائل بانتظام لمواجهة الظروف الجوية، مبيناً أن 90% من الإصابات التنفسية تتعافى تلقائياً خلال أربعة أيام، مع التركيز على معالجة الأعراض مثل خافضات الحرارة ومسكنات الألم.
وشدد، على أهمية مراجعة الطبيب المختص في الأمراض الصدرية عند ظهور أعراض معينة قد تشير إلى حالات خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
وأوضح أن من أبرز هذه الأعراض، ارتفاع شديد في درجة الحرارة لا يستجيب لخافضات الحرارة المعتادة، وازرقاق الشفاه والأطراف، تشوش في درجة الوعي، صعوبة في التنفس، والسعال المتكرر المصحوب بنفث دموي.