متخصصون لـ (صدى الشعب) التدريب على إدارة الإجهاد ضرورة لبيئة العمل والإنتاج
صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة
تعتبر الصحة النفسية في بيئة العمل واحدة من أهم الأمور التي تؤثر على الأنسان وعلى نفسيته في جميع جوانب الحياة، خاصة وأن الموظف يقضي أغلب وقته في العمل، وعليه فمن المهم التواجد في بيئة عمل صحية وسوية مع أشخاص داعمين ومحفزين للمساعدة على زيادة الإنتاج والتطور في العمل والشعور بالراحة النفسية خارج العمل .
تقول استشاري العلاج النفسي والسلوكي الدكتورة أمل الكردي لـ ” صدى الشعب” إن أهم موضوع ممكن اثارته بالشخص هو البيئة المحيطة داخل العمل ، السبب هو طول المده التي يقضيها الشخص في ذلك العمل سواء ساعات العمل اليومية او على مدار سنوات . وأكدت الدكتورة الكردي، أن وجود احتكاك وتعامل مباشر بين الأفراد داخل البينه يخلق جوا عاما، إما أن يكون مريحاً لحد كبير حتى لو تخلله نوع من الازعاج، أو عدم التوافق طالما الكل لديه معرفة بحدوده وحقوقه وواجباته تبقي الأمور تحت السيطرة .
وأشارت الكردي إلى أنه في حال كانت البيئه تحتوي على اشخاص مزعجين وليس لديهم الوعي الكافي بأهمية العمل الجماعي، تولد عن ذلك مشاحنات ومشكلات، وهذا الأمر يبدأ منذ الطفوله من خلال إكساب هذا الشخص مهارات التواصل و احترام الآخر، وفي كثير من الأحيان يكون في بيئة العمل شخص متنمر هذا الشخص بطبيعة الحال يكون طفلا أو مراهقا متنمرا تجاه الزملاء أو الأقران وكون الأمر لم يعالج لديه اتسع وترحل إلى مرحلة الشباب اصبح زميل او حتي مدير متنمر.
كما أكدت الكردي، بأن بيئة العمل كلما كانت متزنة ومريحة فانها تساهم في إنتاجية الأشخاص بالتالي يتعزز مفهومهم عن ذاتهم واستقروا نفسيا كما يلاحظ أن الدول المتقدمة اهتمت بهذه البيئة،سواء بالحوافز بأنواعها، أو تطبيق نظام العدل بين الموظفين مهما كان مساهما ودرجتهم، واتباع نهج البقاء لذوي الكفاءة والمحافظة على روح الفريق.
كما تؤكد الكردي، أن الصحه النفسية لا تجزأ،بمعنى أن الشخص العصبي وغير المرن في بيئته ومحيطه سوف يكون كذلك في العمل مما يؤدي بالضرر في صحة زملائه النفسية، ويظهر ذلك في صور كثيرة منها، كراهية الأشخاص المتضررين للدوام، أو عدم انجازهم للمهام بسبب عدم شعورهم بالراحه لوجود ذلك الشخص، أو حتى شعورهم بالتهديد لاستقرار مزاجهم ايضا بوجوده، ولأنه من الصعب إخضاع جميع الأشخاص لفحص الكفاءة النفسية والقدرة على تحمل الضغوطات .
كما تنصح الكردي جميع الشركات والوزارات بعمل تقييم مستمر للموظف المرن” الناشر للسعاده من باب إدخال هذا الفكر وهذه الثقافة لبيئات العمل بكافة اشكالها .
من جهته يقول الدكتور حذيفه الرحاحلة اختصاصي علم النفس الاكلينيكي، إن الصحة النفسية في بيئة العمل تعد من المتطلبات الأساسية: التحقيق التوازن والرفاهية بين الموظفين ومن العوامل الرئيسية التي تحقق الاستقرار الذهني والجسدي على الموظف العامل، حيث تؤثر بيئة العمل الإيجابية وغير الإيجابية بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد و على مستوى الأداء للموظف في بيئة العمل،لذا من المهم أن تعزز الصحة النفسية في أماكن العمل من خلال توفير متابعة للجانب النفسي للموظفين وضبط كل المثيرات السامة في بيئة العمل : لتقليل الضغوط ودعم الموظفين.
وأشار الرحاحلة إلى أن منظمة الصحة العالمية لعام ۲۰۲۳ أطلقت حملة حول أهمية تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل تهدف هذه الحملة إلى توفير الإرشادات لأرباب العمل لدعم الموظفين، والوقاية من المشاكل النفسية، وتقليل الضغوط التي تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية.
كما وضح الرحاحلة أن أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف الصحة النفسية في بيئة العمل منها عدم ملائمة المهارات الشخصية لمهام العمل الموكلة أو نقص المهارات الكافية للعمل، وبسبب أعباء العمل المفرطة أو وتيرة سير العمل، ونقص العمل لساعات طويلة أو في أوقات غير معتادة أو غير مرنة ، أو عدم التحكم في تصميم الوظيفة أو أعباء العمل وكذلك ظروف العمل المادية غير الآمنة أو المتردية وجود ثقافة تدعم السلوكيات السلبية في المؤسسة، والدعم المحدود من الزملاء أو تسلط المشرفين أو بسبب والعنف أو المضايقة أو التنمر ، والتمييز والإقصاء، وعدم وضوح الدور الوظيفي والترقية الناقصة أو المفرطة انعدام الأمان الوظيفي أو عدم كفاية الأجور، أو ضعف الاستثمار في التطوير الوظيفي ، والتضارب بين متطلبات المنزل أو العمل.
كما أشار الرحاحلة إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدة أمور لتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل، منها مساعدة المدراء على التعرف على علامات الضغط والتوتر النفسي لدى الموظفين العاملين تحت إشرافهم والاستجابة لها، ويبني مهارات التعامل مع الآخرين مثل التواصل المفتوح والإنصات، ويحسن فهم تأثير ضغوط العمل على الصحة النفسية وكيفية إدارتها وتدريب العاملين في مجال التثقيف والتوعية بالصحة النفسية لتحسين المعارف المتعلقة بالصحة النفسية والحد من الوصم المرتبط باعتلالات الصحة النفسية في العمل أو من خلال تقديم تدخلات نفسية وسلوكية واجتماعية مناسبة، من أجل بناء المهارات اللازمة لإدارة الإجهاد، والحد من أعراض مشكلات الصحة النفسية نحو بيئة عمل آمنة وايجابية .
بدوره يقول الدكتور جميل ابو طربوش دكتور في علم نفس الاكلينيكي، إنه من المهم وجود مدراء ومسؤولين قادة في بيئة العمل وليس فقط مدير لتكوين بيئة عمل صحية وهذا يكون من خلال مراعاة ظروف واوضاع الموظفين سواء اقتصادية او مشاكل يعاني منها داخل بيئة العمل أو خارجها ، وعلى المدير دائماً، أن يتعامل بروح العمل حتى تشكل دافع قوي لدى الموظفين من حيث إنتاجية العمل وفنيات التعزيز والبعد عن التعامل باساليب مهيئة مثل العقاب او رفع الصوتي على الموظف او الاتجاه الى الصمت العقابي هذا الاسلوب الذي يزداد في الاونة الاخيرة .
فعلى المدير إن شعر بتقصير من موظف او انزعاج بشأن شيء ما عليه اخباره بكل هدوء دون اللجوء إلى اساليب قد تؤثر بشكل كبير على نفسية الموظف فجميع هذه الأمور تترك أثار سلبية على نفسية الموظفين، مما يجعلها بيئة عمل غير صحية ما يسبب الإحباط وقلة العطاء للعمل والمؤسسة التي يعمل بها .