صدى الشعب – ليندا المواجدة
قال الدكتور محمد بركات الطراونة إن خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، جاء زاخراً بالدلالات والمضامين والمعاني الوطنية العميقة، مؤكدًا أنه يمثل تقليدًا واستحقاقًا دستوريًا راسخًا منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية، ودليلًا على ما تحظى به السلطة التشريعية من مكانة وأهمية لدى القيادة الهاشمية.
وأضاف الطراونة أن الخطاب الملكي يشكل لحظة توقف مهمة عند ما تم إنجازه، وما تتطلع الدولة من خلال سلطاتها ومؤسساتها إلى تحقيقه في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الخطاب كان حافلًا بالزهو والفخار والثقة بحاضر ومستقبل الأردن.
وبيّن أن جلالة الملك أكد أن الأردن عاش وسط الأزمات والمصاعب، لكنه تجاوزها واحدة تلو الأخرى بفضل إيمان الأردنيين بربهم ووطنهم، لافتًا إلى أن جلالته “نعم يقلق، لكنه لا يخاف إلا الله”، وهو مضمون يجسد معاني الكبرياء والشموخ الأردني، ويدخل السرور إلى قلوب الأردنيين جميعًا.
وقال الطراونة إن الخطاب الملكي عكس صورة الأردن القوي الواثق بنفسه، الذي يفتح بابه وينتصر للضعيف، ويلبي نداء المستغيث، وهي المواقف الإنسانية الثابتة التي تميز الأردن وقيادته.
وأوضح أن الملك ركّز في خطابه على الوضع الداخلي، مشيرًا إلى أن جلالته وضع السلطتين التشريعية والتنفيذية أمام مسؤولياتهما لمواصلة مسيرة التحديث السياسي والإداري، بما يليق بمكانة الأردن، مع التأكيد على ضرورة تطوير الخدمات والنهوض بقطاعات التعليم والصحة وتحسين نوعية الحياة، حتى يشعر المواطن بثمار هذه الإصلاحات.
وأكد الطراونة أن الخطاب حمل معاني الاعتزاز والفخر بقوة وصلابة الأردنيين، مشيرًا إلى أن جلالة الملك ذكّر بأن المنطقة والعالم شهدا حروبًا وصراعات وأزمات، لكن الأردن ظل قويًا منيعًا بفضل رجاله وشعبه، وأن “رجال مصنع الحسين” سيبقون درعًا مهيبًا للوطن، وشبابه وعلى رأسهم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، جنودًا مخلصين لخدمة الأردن.
وأشار إلى أن الأوضاع في غزة والضفة الغربية كانت حاضرة في خطاب العرش، إذ أكد جلالته وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في غزة أمام الكارثة الإنسانية التي يعيشونها، واستمرار المملكة في إرسال المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الطبية، بما يجسد وقفة الأخ مع أخيه.
وختم الطراونة حديثه بالتأكيد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر، وأن الأردن سيواصل القيام بواجبه ومسؤوليته تجاهها بكل ما تتطلبه من جهد وثبات
