صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
قال مدير اتحاد المزارعين، المهندس محمود العوران، إنه جرت العادة أن يكون هناك أمطار، وإن كانت خفيفة، خلال شهر تشرين الأول، وهذه الأمطار لها فوائد عديدة، منها شفاء الزيتون من خلال غسيل الثمار، كما أنها تساعد المزارعين في تسهيل عمليات قطف الثمار، حيث قد تتسبب الأتربة والغبار المتراكمة على الأشجار في بعض العوائق، وتؤثر على المزارعين الذين يعانون من الحساسية.
وأضاف أن تأخر الموسم المطري هذا العام ترافق مع ارتفاع درجات الحرارة بمعدل 8 درجات مئوية عن المعتاد، مما أسهم في انتشار الحشرات والآفات الضارة للأشجار.
وبحسب العوران، فإنه عادةً ما يخف نشاط الحشرات مع نهاية شهر أيلول بسبب انخفاض درجات الحرارة، إلا أن ارتفاع الحرارة في تشرين الأول أدى إلى انتشارها، مما زاد من تكاليف الإنتاج نتيجة الحاجة إلى استخدام المبيدات.
وأضاف العوران أن تأخر الموسم المطري له أضرار أيضاً على مربي الثروة الحيوانية، حيث يعتمد بعضهم على الأعلاف الجافة مثل النخالة والشعير، ما يزيد من تكلفة الإنتاج، مشيرا أن تأخر الأمطار يؤدي إلى انتشار بعض الآفات والأوبئة التي تهدد صحة المواشي.
وأشار إلى أن العام الحالي شهد تبايناً في درجات الحرارة بين الليل والنهار، مما أدى إلى ظهور أمراض فطرية “كاللفحات” التي تؤثر سلباً على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، هذا التباين في درجات الحرارة يضر بالنباتات من خلال الأمراض الفطرية، كما يسبب التهابات رئوية لدى الحيوانات.
وفيما يتعلق بالحالة الجوية التي سادت خلال الأيام الثلاثة الماضية، أشار العوران إلى هبوب رياح شرقية، مما أدى إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة، أثر على بعض المحاصيل، وخاصة المحاصيل الحساسة مثل الكوسا، فعلى سبيل المثال، أدى هذا الانخفاض إلى تلف كامل لمحاصيل الكوسا في بعض المناطق مثل الجيزة وأم العمد، والتي تزرع الكوسا في مثل هذا الوقت من السنة.
وأضاف انه نتيجة لهذا التباين وانخفاض درجات الحرارة، ظهرت مشاكل في التسويق، حيث كان هناك فائض بالإنتاج، إلا أن المناطق الشرقية الآن ستشهد تراجعاً في الإنتاج بسبب تلف بعض المحاصيل، في حين سيتأخر الإنتاج في مزارع وادي الأردن، مما سيؤدي إلى تدني كميات الخضار المعروضة في الأسواق، وقد يتسبب هذا التدني في ارتفاع أسعار بعض الأصناف بعد أسبوعين من الآن.
وأكد أن انتقال العروات بشكل مفاجئ يعكس بارتفاع الأسعار، بالإضافة الى تأخر انتاج مناطق وادي الأردن التي تعرضت إلى غبار كثيف وانخفاض في درجات الحرارة، مما سيؤخر كميات المحاصيل التي ستصل إلى الأسواق المركزية من هذه المناطق.
وأشار إلى أن موجة الغبار التي تعرضت لها المملكة مؤخراً كان لها أيضاً آثار سلبية على الثروة النباتية والحيوانية.