صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
يقولون إن الشعوب هي من تتحمل وزر فساد مسئوليها والحقيقة ان المسؤول الفاسد والمدير الفاسد ورئيس الهيئة الفاسد يحتاج لبطانة فاسدة فهو لا يقدر على بسط نفوذه في الأجواء النظيفة لأن الوطنيين المخلصين لبلادهم ومناطقهم سيقفون بوجهه ويرفضون الرضوخ له، لذا تراهم يسعون على الدوام لإفساد المجتمعات متسلحين بشلة المنافقين والمظللين وأصحاب المصالح الضيقة فيستعينوا بهم في تعطيل المشاريع وقلب الحقائق والتدليس على الناس وتسويق الاكاذيب .
يشير مصطلح “الفساد الشعبي” إلى ظاهرة الفساد المتغلغل في المجتمع، والتي تُشجع على ممارسات مثل الواسطة والمحسوبية، مما يعطل التنمية ويضعف الثقة في المؤسسات الحكومية، ويؤثر سلباً على حقوق الأفراد وفرصهم المتكافئة في مجالات مثل الصحة والتعليم والتوظيف. تتجلى هذه الظاهرة في سلوكيات مثل طلب “البقشيش” والتسريع في إنجاز المعاملات، واستغلال الموارد العامة لأغراض شخصية، مما يشكل اعتداءً على العدالة والنزاهة والسؤال هل الشعب مسؤول عن تفشي الفساد ؟ والجواب نعم يتقاسم الشعب مع المؤسسات الحكومية مسؤولية تفشي الفساد، حيث يمكن للفساد أن يتجذر من خلال ضعف الثقافة المجتمعية الداعمة للنزاهة، وغياب ثقافة المساءلة والمشاركة المدنية، إضافة إلى دور المؤسسات في تعزيز الشفافية والمحاسبة والرقابة .
لكننا نرجع لنقول ان الشعوب تتحمل مسؤوليات جسيمة بمشاركتها في الفساد والسماح بانتشار الرشوة والمحسوبية والرضوخ لأفكار متخلفة وغير إنسانية وبذلك تصبح الشعوب مسئولة في المقام الأول عن تدمير أوطانها ومؤسساتها وهناك قائل يقول ان بعض نماذج المجتمع تعتبر الفساد نبراس ومنهاج في حياتها فها هو بائع الدجاج واللحم الذي يقوم بتطرية المجمد ويبيعه للناس على انه طازج وصاحب المطعم الشعبي الذي يخلط عجينة الفلافل بالخبز اليابس المطحون وكذلك اللحام الذي يبيع الخرفان متعددة الجنسيات على انها بلدية ومعلم المدرسة الذي ينام في الغرفة الصفية استعدادا للدروس الخصوصية وشيخ المسجد الذي صدع رؤوسنا في خطبة الجمعه عن الربى والمال الحرام وصلة الارحام والإحسان للجيران وعندما سئلنا وجدنا إن شقته من البنوك وقاطع رحم لأخواته وإخوانه ورافع قضايا بالمحاكم على جيرانه ، يا اخوان مؤسسة الغذاء والدواء يوميا تضبط عشرات الاطنان من الغذاء الفاسد التي كانت في طريقها الى موائدنا واطباقنا والمواصفات والمقاييس كثيرا ما ضبطت محطات محروقات تتلاعب بقراءة العدادات وتبيع الكاز والبنزين المخلوط بالماء والصابون ، واذا دخلت الى قطاع الانشاءات فالشيطان دائما يدخل في التفاصيل حيث الغش في كميات الاسمنت والحديد ومونة التسليح فالغش سيد الموقف وهذه الظاهرة أبطالها مواطنين من جلدتنا لا دخل فيه في الحكومات اذا المجتمع مسئول عن تفشي الفساد .
لم نسمع يوما ان عشيرة تبرأت من مفسد أو مختلس للمال العام ولم نسمع أبدا أن عائلة شهرت بأحد أبنائها أو قدمته للعدالة لأنه فاسد وأدخل عليها بمال حرام، لم يسبق أن رأينا زوجة ترفض التسوق بمال زوجها الحرام حتى وهي تعرف أنه سرقه من قوت الشعب ومن المال العام كذلك لم نجد إبن رفض منحة والده السخية لقناعته بأنها حرام ، على العكس من ذلك رأينا بعض عشائر تعلي من شأن أبنائها اللصوص لأنه بالمثل العامي كان (يرش ) عليهم من هذا المال الحرام ويدعوهم للولائم وعلى العكس تحط من قدر الشرفاء لأنهم لاينثرون المال في مجالس العشيرة ، وفي فسحة النفاق المجتمعية هذه من البديهي أن تخرج علينا صكوك غفران من بعض المواطنين تبرر جرائم الفاسدين والانتهازيين والحرامية تحت مصطلح الفاسد الشعبي .
