صدى الشعب – كتب محمد داودية
في الأمثال العربية: ما زادَ على حدّه، انقلبَ إلى ضدّه.
و أكّد قانون نيوتن الثالث على أن “لكل فعل، رد فعل، مساوٍ له في المقدار والقوة، معاكس له في الإتجاه”.
وقال المتنبي: وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ، فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ.
وقال: ونذُمُّهمْ، وبهم عَرَفنا فضلَهُ، وبِضِدِّها تتميزُ الأشياءُ.
إذ لولا نذالةُ خصومِ الممدوح، لَمَا أدركنا فضله !
وقدم لنا أبو منصور الثعالبي صاحب “يتيمة الدهر في شعراء أهل العصر”، أجمل لوحات الغزل، سكبها في بيتين من روائعِ ما قالته العربُ:
فالوجْهُ مثل الصبحِ مِبيضٌ،
والشَّعرُ مثل الليلِ مُسودُّ.
ضِدَّانِ لمَّا استُجْمِعَا، حَسُنَا،
والضِدُّ يُظهرُ حسنَهُ الضِّدُّ.
في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة” يسأل عادل إمام، القاضي:
إنت عارف حضرتك نفق العباسية؟
القاضي: آه.
عادل إمام:
مش فيه هناك راجل بتاع عصير؟ عارفه؟
القاضي: ايوا عارفه، ماله؟
عادل امام: وِحِش، ما تبقاش تشرب من عنده يعني.
يحكى أن بائع العصير على ذلك النفق، الحاج محمود محمد أحمد، اشتهر أيما اشتهار، وشهد تدفقًا جماهيريًا على عصيره، فاق الحدود، واصبح صاحب عدة محال عصير بعد الدعاية العكسية، فما كان لأي إعلان تجاري، على أهم تلفزيون في مصر، أن يعود عليه بمثل ما عاد عليه إعلان الضد ذاك، الذي قدمه عادل إمام له مجانا.
والله يرزق من يشاء بغير حساب.
قال لي أحد الماسونيين إن ايقاع ونسق الانتساب إلى المحفل الذي هو عضو فيه، ارتفع بشكل ملحوظ، بعد مقالة شتم فيها كاتبُها الماسونية، وحمّلها أسباب هزائم الأمة، ووصمها بأنها آكبر تنظيم في العالم، وأنها تمسك بقوة، بالمقاليد الاقتصادية والسياسية والإعلامية، مما دفع المئات من الانتهازيين إلى الانتساب للمحافل التي تملك تلك القدرة !!
حدثنا شاهر أبو شحوت أحد مؤسسي “تنظيم الضباط الأحرار”، وهو خال الصديق مازن الساكت ووالد زوجته، فقال إنهم طلبوا من أحد ضباط التنظيم، التسجيل في الحركة الماسونية، لمعرفة خباياها وخفاياها.
واضاف أبو جبار ضاحكًا، إن الضابط ذهب وانخرط في “الحركة” ولم يعد !!