90% نسبة الفقر والبطالة في الجفر
الطرق الزراعية في الجفر معدومة ومتهالكة
الدماني يدعو لإنشاء مركز صحي عسكري شامل بالجفر
الدماني يطالب بترفيع الجفر من قضاء إلى لواء لتحسين خدمات البلدية
الجفر يفتقر لشبكات الصرف الصحي
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة – رغد الدحمس
على الرغم من التطور الخدمي والتنمية المستدامة التي شهدها قضاء الجفر في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال يعاني من العديد من القضايا التي تطلب من الجهات المعنية الوقوف على الأمر بجدية.
وتشهد منطقة الجفر، التابعة لمحافظة معان الكبرى، تحسنا ملحوظا في مستوى الخدمات مع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه سكان الجفر، منها قضية البطالة وارتفاع معدلات الفقر، حيث يعاني الشباب خاصة من صعوبة في الحصول على فرص عمل على الرغم من تواجد العديد من الشركات بالمنطقة.
كما تعاني المنطقة من قضايا بنية تحتية لم تحظى بالاهتمام الكافي، مثل نقص الصرف الصحي والطرق الزراعية المتهالكة، مما يؤثر سلبا على جودة الحياة للسكان.
وقال رئيس بلدية الجفر حسن الدماني في حوار مع صحيفة صدى الشعب أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة تواجه، مشيراً إلى أن هذه المشاكل تشمل مجموعة واسعة من القضايا التي قد تؤثر سلباً على حياة السكان، مؤكداً على ضرورة تكثيف الجهود من قبل جميع الجهات المعنية للتعامل مع هذه المشاكل وحلها بشكل فعال.
وأكد الدماني على أهمية ترفيع قضاء الجفر إلى مرتبة لواء، مشيراً إلى أنه كان قد طالب بهذا في عام 2012، ولكن لم يتم تنفيذ هذا المطلب حتى الآن.
وأشار إلى أن القرارات الحكومية الأخيرة بترفيع عدد من المناطق إلى لواء لم تشمل قضاء الجفر، مطالباً الحكومة بإعادة النظر في ضرورة ترفيع قضاء الجفر، نظراً لبعده عن مركز المحافظة بمسافة تبلغ 60 كم، بالإضافة إلى أن ترفيع القضاء سيوفر العديد من الخدمات لسكان الجفر.
ولفت إلى أنه طالب في وقت سابق بإنشاء مركز صحي عسكري شامل لخدمة سكان القضاء، لكن لم يتلقَ أي رد حتى الآن من الخدمات الطبية الملكية، بالرغم أنهم قد قاموا بزيارة لمبنى قديم تابع للبلدية وتم رفض استخدامه من قبل الإسكان العسكري بسبب ضيق مساحته، مضيفاً أن البلدية قدمت قطعة أرض من ممتلكاتها لاستخدامها في بناء المركز الصحي العسكري لخدمة سكان الجفر، على غرار المناطق الأخرى في المحافظة.
وشدد على ضرورة إنشاء المركز الصحي العسكري لخدمة سكان المنطقة، مشيراً إلى أن المركز الصحي التابع لوزارة الصحة في المنطقة لا يلبي احتياجات سكان الجفر.
الفقر والبطالة
وأشار إلى أن منطقة الجفر تعاني من مشكلة البطالة والفقر، حيث تصل نسبة البطالة والفقر إلى 90% بين الشباب، مؤكداً على أنه لولا لمسات جلالة الملك على سكان الجفر، مثل توفير السكن أو صرف الرواتب من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، لكانت أوضاعهم أسوأ مما هي عليه الآن.
وشدد على ضرورة توفير فرص عمل لأبناء منطقة الجفر الذين يعانون من نسب عالية من البطالة، داعياً الشركات والمؤسسات المتواجدة في المنطقة إلى المساهمة في التخفيف من نسب البطالة من خلال توظيف سكان المنطقة.
وأشار إلى أن المياه في المنطقة كانت غير صالحة للشرب في السابق، ولكن في الوقت الحالي وبعد زيارة ملكية للمنطقة، تم إنشاء محطة لتنقية المياه وذلك بسبب ملوحة المياه في المنطقة، مشيراً إلى أن مواسير مياه الديسة تمر بجانب المنطقة وتغذي محافظات المملكة دون تغذية الجفر، وهو الأمر الذي ينبغي على وزارة المياه الاهتمام به.
وفيما يتعلق بشركات الجنوب الزراعية، أوضح أن هذه الشركات كانت تتواجد في منطقة المدورة حيث استأجرت تلك الأراضي وحفرت الآبار وكانت تزرع العديد من أنواع الخضار ولكن في الوقت الحالي، فإنها متوقفة تمامًا عن العمل، مشيرًا إلى أنها لم تقدم للمجتمع المحلي التي نشأت من أجلها مثل توظيف أبناء المنطقة.
وأضاف أن تلك الشركات قد غادرت المنطقة وتم استبدالها بشركات أخرى، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود تلك الشركات الجديدة لخدمة منطقة المدورة والمناطق المجاورة، إلا أن هناك نقصًا في الوظائف التي تقدمها.
وطالب الشركات بتوفير فرص عمل للشباب، خوفاً من أن يلجأ الشباب إلى أنشطة سلبية مثل التجارة غير الشرعية وتعاطي المخدرات، نتيجة ارتفاع نسبة الفقر في المنطقة.
الطرق الزراعية
ووجه الدماني شكره إلى رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات، الدكتور محمد الذنيبات، لتبرع الشركة بالإضاءة للجزيرة الوسطية لقضاء الجفر بتكلفة قدرها 39 ألف دينار، بالإضافة إلى التبرع بمبلغ 50 ألف دينار لشراء آلية لصالح البلدية.
وأوضح أن الطرق الزراعية في الجفر غير موجودة ومتهالكة، وأن معظم المزارعين الآن يعتمدون على طرق ترابية، مشيراً إلى أن المزارعين يواجهون صعوبة في نقل موادهم الزراعية خلال موسم الشتاء بسبب السيول.
وطالب من شركة الفوسفات زيادة الدعم لموازنة البلدية، كتعويض عن الآثار التي تنجم عن نشاطات الشركة والتي تؤثر حتى على المنازل نتيجة للتفجيرات.
وطالب أيضًا المقاولين العاملين مع شركات المنطقة بمساعدة بلدية الجفر في حل العديد من القضايا، مثل التعامل مع المواد السامة المستخدمة في رش الحشرات لمكافحتها، التي تراكمت نتيجة للمزارع الموجودة في المنطقة.
وأشار إلى أن الجفر الآن يتجه نحو زراعة البرسيم، وقد تم تحقيق إنتاج كافٍي للاستهلاك المحلي داخل المملكة، لافتاً إلى مطالب المزارعين في الجفر بتخفيف استيراد مادة البرسيم من الخارج.
وفيما يتعلق بالصرف الصحي في الجفر، أشار إلى أن المنطقة لا تمتلك شبكات صرف صحي وتعتمد على الحفر الامتصاصية، مؤكداً أنه قد طالب وزارة المياه بتوفير شبكات الصرف الصحي، مشيراً إلى أن الحفر الامتصاصية تؤثر سلباً على البنية التحتية والبيئية للمنطقة وسكانها.
وطالب الحكومة باستثناء منطقة الجفر من تطبيق سياسة التطويب على المنازل المقامة على أراضي الدولة هناك، من خلال تسجيلها بأسماء أصحابها وذلك لتمكين البلدية من توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء للمواطنين، مشيراً إلى أن عدد المنازل التي تعاني من عدم وجود خدمات مثل المياه والكهرباء يصل إلى 800 منزل في المنطقة.
وأكد أنه تم خلال الأيام الماضية الموافقة على ضم منطقة أبو عمود الشيدية إلى الجفر وتنظيمها تحت إشرافه، بهدف تقديم الخدمات اللازمة لسكانها، لافتاً إلى أن الشيدية تعاني من نقص في توفير المياه على الرغم من قربها من مياه الديسة.
الأهداف الاستراتيجية والتنموية لبلدية الجفر
كما تطرق الدماني، إلى خطة البلدية الشاملة لتحسين الخدمات المحلية في المنطقة، التي تشمل توسيع نطاق التنظيم ليشمل كافة أحياء البلدة وتحسين الخدمات المتعلقة بإدارة النفايات الصلبة، وتحسين الإنارة وأقامه الحدائق والمنتزهات.
وأضاف ان الخطة تشمل أيضًا فتح وتعبيد الطرق والأرصفة، وتعزيز الهيكل التنظيمي وتطوير العمل الإداري ومستوى الكفاءات بإجراء وصف وظيفي لكل موظف وتدريبهم وتأهيلهم.
وأضاف الدماني أن تحسين البنية التقنية والربط الإلكتروني يهدف إلى زيادة كفاءة تقديم الخدمة، بواسطة إنشاء موقع إلكتروني للبلدية وصفحة رسمية على الفيس بوك، والربط الإلكتروني بين أقسام البلدية وإطلاق منصة إلكترونية لتسهيل إنجاز المعاملات ودفع المستحَقّات إلكترونيا.
وفيما يتعلق بتحسين مستوى الأداء المالي، أشار إلى أنه يتم بفضل تحسين التحصيلات المالية للبلدية وجذب الاستثمار، والوصول بالبلدية إلى منطقة جاذبة للاستثمارات الصديقة للبيئة والطاقة المتجددة وذلك بواسطة العمل على إنشاء شبكة للصرف الصحي ومحاولة جذب المستثمرين في مجال الطاقة الشمسية وتوفير مكب نموذجي للنفايات، لافتا إلى أن الخُطَّة تشمل تحسين البيئة المدرسية وإقامة وتوسعة المدارس ودعم القطاع الصحي.
إنجازات بلدية الجفر
وأشار إلى أن البلدية قامت بفتح وتعبيد العديد من الشوارع داخل البلدة التي تخدم جمعية كبيرة من السكان، حيث تم طرح عطاء بقيمة 37,000 دينار وتم تنفيذه باستخدام موازنة البلدية، موضحاً أن البلدية قامت بشراء 150 حاوية معدنية وتوزيعها حسب الحاجة.
ولفت إلى أن البلدية قامت بشراء صهريج نضح بسعة 12 متر مكعب من موديل 2023، وأكد أن مصدر التمويل هو موازنة البلدية كما قدمت شركة مناجم الفوسفات الأردنية دعمًا ماليًا بقيمة 50,000 دينار لتمويل عملية الشراء، بالإضافة إلى المبلغ المرصود في ميزانية البلدية لتمويل هذا الصهريج.
ونوه إلى أن البلدية قامت بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية ووزارة الطاقة بتركيب وحدات إنارة موفرة للطاقة من نوع LED بعدد 1750 وحدة، لافتاً إلى أنها قامت بإعداد المخططات اللازمة من قبل الأقسام الفنية، بهدف توسيع نطاق التنظيم لتمكين البلدية من تقديم خدمات أفضل للسكان والمقيمين داخل حدود البلدية.
وبين أن البلدية قامت بأعمال الصيانة اللازمة للقاعة الهاشمية حيث تمت صيانتها بالكامل وتزويدها بالكراسي والأثاث اللازم وذلك بدعم من قبل الديوان الملكي الهاشمي العامر بالإضافة إلى تركيب مكيفات حديثة وبرادي للقاعة الهاشمية وذلك بتبرع من قبل شركة الحسينية للطاقة.
وقال أن البلدية قامت بتنفيذ عدة مشروعات تهدف إلى تحسين خدماتها للمواطنين، حيث استلمت وتدير مشروع منتزه وحديقة بلدية الجفر المقدم من الديوان الملكي الهاشمي العامر، وقد قامت البلدية بحوسبة جميع أقسامها باستخدام تطبيقات برمجية مخصصة لتحسين نوعية الخدمة وسرعة الإنجاز.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن البلدية تعتزم شراء كأنسة للشوارع، حيث تم رصد جميع المخصصات المالية اللازمة على موازنة عام 2024، مضيفا أن البلدية قامت بطرح عطاء لفتح وتعبيد الشوارع داخل البلدة، ومن المتوقع أن يتم التنفيذ خلال العام الحالي.
وفي إطار دعم التعليم، لفت أنه تمت توسيع مدرسة مثلث الشيدية/أبو عمود بالتعاون مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية، حيث قدمت الشركة كرفانات سعة 10 طالبًا، وسيتم توفير وسيلة لنقل المعلمات على نفقة الشركة.
وتابع الدماني: “قامت البلدية بتكريم وتحفيز العديد من الموظفين والعاملين ضمن الكادر الوظيفي المتميزين بعملهم، وتقديم الهدايا والدروع، وشاركت البلدية في العديد من المناسبات الوطنية على مستوى الوطن”.
وأشار إلى أن البلدية تعمل على تعبئة الشواغر وفقًا لجداول التشكيلات المصادق عليها في موازنة البلدية، وذلك لرفد الكادر الوظيفي وتطوير الأداء، لأفتا إلى أنها قامت بإيفاد العديد من الموظفين وعقد الدورات اللازمة لهم وفقًا لمتطلبات العمل، وحوسبة نظام رخص المهن والمسقفات والاستفادة من الخدمات إلكترونيًا.