بعد أن كانت عدادات التاكسي الأصفر محط شكاوى للعديد من الركاب لرفض السواقين تشغيلها، بات الراكب يفضل طلب سيارة تعمل على التطبيقات الذكية، خوفا من الدخول بجدال حول تشغيل العداد تنتهي بمشاجرة.
وانخفضت الشكاوى التي يتعامل معها قسم سير اربد المتعلقة بعدم تشغيل العدادات في “التاكسي الأصفر إلى أكثر من 95 %، وفق رئيس قسم السير الرائد طارق فريحات.
وأكد فريحات أن شكاوى الركاب على عدم تشغيل العداد انخفضت وخصوصا مع عمل التطبيقات الذكية، حيث إن معدل الشكاوى لا يتجاوز الـ3 شكاوى شهريا.
وأشار إلى أن هناك التزاما من قبل سائقي التاكسي الأصفر بتشغيل العداد في ظل وجود منافسة بينهم وبين المركبات العاملة على التطبيقات الذكية.
وأضاف أن هناك متابعة مستمرة من قبل مرتبات السير في اربد، لضبط أي تاكسي مخالف لا يقوم بتشغيل العداد من خلال المباحث المرورية بالزي المدني، بالرغم من عدم تقديم شكاوى بحقهم.
وكان سائقو التاكسي الأصفر يمتنعون عن تشغيل العدادات، بحجة أن العداد لا يوازي ما بين المصاريف التشغيلية والتعرفة التي حددتها هيئة تنظيم قطاع النقل.
وحسب المواطن فراس بني حمد، انه كان في السابق يستخدم التاكسي الأصفر للوصول إلى وجهته في ظل عدم وجود بديل، مشيرا الى ان معظم السائقين كانوا لا يلتزمون بتشغيل العداد ويتقاضون أجرة ثابتة حسب المنطقة.
وأشار إلى أن العديد من الملاسنات وقعت بينه وبين سائقي التاكسي على تشغيل العداد، تنتهي بتقديم شكوى للجهات المعنية أو دفع الأجرة التي يطلبها دون نقاش.
وأكد انه وبعد تشغيل التطبيقات الذكية أصبح يتعامل معها، في ظل تحديد الأجرة مسبقا وعدم الاضطرار للدخول بمتاهات حول الأجرة المستحقة.
وقال مواطن آخر احمد جرار، إن العديد من المواطنين يفضلون عدم الركوب بالتاكسي الاصفر بسبب عدم تشغيل العداد وفرض الأجرة دون وجه حق.
وأكد انه في السابق كان لا يوجد بديل عن التاكسي الأصفر لإيصالهم إلى وجهتهم، إلا انه الآن وبعد انتشار التطبيقات الذكية بشكل كبير في اربد، فان العديد من المواطنين باتوا يفضلونها عن التاكسي الأصفر.
وقال سامر حداد، إن هناك بعض سيارات التاكسي في اربد، ما تزال غير ملتزمة بتشغيل عداد الأجرة بالرغم من عزوف المواطنين من الركوب فيها.
وأشار إلى أن الأجرة في التاكسي الأصفر تخضع لمزاجية السائق، بالرغم من أن العداد هو الفيصل بتحديد التعرفه، مشيرا إلى أن غالبية سيارات التاكسي تلزم الراكب بدفع أجرة دينار ونصف دينار بغض النظر عن طول المسافة أو قصرها بعدما كانت في السابق دينار.
أما التطبيقات الذكية، قال حداد إن الأجرة تكون حسب المسافة المقطوعة ويتم تحديدها مسبقا، إضافة إلى أن معظم سيارات التطبيقات الذكية حديثة.
وقال سائق تاكسي فضل عدم ذكر اسمه، انه وقبل سنوات كان هناك طلب كبير على التاكسي الأصفر، بالرغم من عدم قيام السائقين بتشغيل العدادات لعدم وجود منافس لهم في السوق.
وأشار إلى انه وبعد ترخيص المئات من المركبات للعمل على التطبيقات الذكية، بات العديد من سائقي التاكسي يلتزمون بتشغيل العداد لتحقيق منافسة مع التطبيقات الذكية.
وأكد أن هناك عزوفا كبيرا من المواطنين عن طلب التاكسي الأصفر، فيما تشهد سيارات التطبيقات إقبالا اكبر نظرا لوجود خدمة أفضل وسيارات حديثة.
وقال إن جائحة كورونا وتقليص ساعات الحظر وما رافقها من تعطيل طلبة الجامعات والموظفين تسبب بتراجع الطلب على التاكسي الأصفر وخسائر كبيرة للمشغلين.
وأشار إلى أن قيمة التاكسي الأصفر انخفضت إلى أكثر من 30 % بعدما كانت في السابق قبل كورونا والتطبيقات الذكية أكثر من 50 ألف دينار.
وأكد أن التعرفة التي كانت تحددها هيئة تنظيم قطاع النقل كانت مجحفة وفي كثير من الأحيان لا تراعي الكلف التشغيلية من ارتفاع أسعار المحروقات وقطع السيارات والزيوت والترخيص وغيرها.
ولفت إلى أن سائقي التاكسي كانوا يوقفون تشغيل العداد بسبب انخفاض التعرفة، فيما في الوقت الحالي ونظرا لعزوف المواطنين عن استخدام التاكسي الأصفر فإن الغالبية يلتزمون بتشغيل العداد.
وطالب سائق تاكسي محمد جرادات، الجهات المعنية بإنقاذ قطاع العاملين على التاكسي الأصفر، في ظل حالة الركود التي تشهدها المحافظة خلال جائحة كورونا، اذ إن هناك المئات من سيارات التاكسي الأصفر توقفت عن العمل لعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها.
ودعا إلى ضرورة رفع أسعار التعرفة حتى تتواكب مع الارتفاعات الكبيرة، التي طرأت على أسعار المحروقات وقطع السيارات وإعفائهم من رسوم التراخيص
للتاكسي غير المرخصة.