صدى الشعب – كتب رئيس التحرير (خالد خازر الخريشا)
يوم الجمعة كان العرس الديمقراطي لانتخاب مجلس نقابة الصحفيين ولعلّ وجود نحو تسعين بالمائة ممّن يحقّ لهم الاقتراع رقم غير مسبوق على مستوى النقابات المهنية الأردنية و ذلك يحمل دلالة مهمّة حيث أنّ المعركة الانتخابية كانت حامية الوطيس خاصة على منصب النقيب.
ورغم أن الأجواء كانت ساخنة في مدينة الحسين الرياضية كما هي حرارة الطقس إلا أن ما ينتظر المجلس القادم قد يكون أكثر سخونة فأوضاع الهيئة العامة لم تعد كالسابق، ومشاكلهم ليست محصورة بسقف الحريات والقوانين الناظمة للعمل الصحفي وقانون الجرائم الالكترونية المسلط عليهم بعد ما نالت الظروف المتعددة من الصحافة، وأصبحت الأوضاع المعيشية والأمن الوظيفي هو الهم الأبرز يقابلها تحديات التأمين الصحي للصحفيين وأبناءهم.
ومن الأمور الهامة حل أزمة الصحافة الورقية المتراكمة و فتح باب العضوية أمام خريجي الإعلام أسوة بباقي النقابات المهنية بحيث لا تُربط العضوية بموافقة المؤسسات التي يعمل بها الخريجون، وفتح باب الرزق للمتعطلين عن العمل من خلال منح الصحفي فرصة لتدريس مادة التربية الإعلامية الوطنية في المدارس و إدخال تعديلات جوهرية تشمل إلزام الشركات المساهمة العامة ومن هي بدرجتها بتعيين مستشار صحفي بالتعاون مع نقابة الصحفيين ودون أن يكون المستشار متفرغاً وبهذه الطريقة سنرفع سوية دخول الصحفيين.
و الأهم من ذلك تعديل قانون الجرائم الإلكترونية الذي ضيق على الحريات العامة و أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الزملاء، كما أن الاستثمار يحب أن يكون من الأولويات بالنسبة للمجلس المقبل والبحث عن مصادر دخل جديدة تتيح لها الاستقلال المالي بعيداً عن الاعتماد الكلي على مساهمات الأعضاء بما يضمن استقراراً مالياً يُمكّنها من تقديم خدمات نوعية ومستدامة وتقريباً جميع المرشحين ركزوا على هذا الجانب الذي سيرفد صندوق النقابة بالأموال ومن الأشياء المهمة أيضاً صندوق التكافل كما أن هناك أكثر من 90 زميل وزميلة ينتظرون مستحقاتهم من خلال صندوق التكافل للأسف النقابة لغاية الآن لم تدفع المستحقات ونأمل من المجلس الجديد أن يحمي النقابة ويحافظ عليها ويقوي حضورها في المشهد العام مع الدفاع المستمر عن مصالح أعضائها .
في مشهد انتخابي اتسم بالزخم والمشاركة الواسعة عبّر العديد من أعضاء الهيئة العامة لنقابة الصحفيين عن تطلعاتهم لما بعد الانتخابات حيث أجمعوا على أن النقابة اليوم لا تواجه مجرد استحقاق تنظيمي بل تحدياً حقيقياً لاستعادة مكانتها كمظلة فاعلة تمثل الصحفيين وتحميهم وكما قال العديد من الزملاء إن الاولويات للمجلس الحالي وترتيب وضع النقابة الداخلي و تطوير مفهوم العمل الصحفي وحماية المهنة والدفاع عنها وإعادة النظر بنظام التأمين الصحي من أجل استمرار وديمومة تقديم الخدمات بحيث يُغطي الصندوق نفسه لو بنسبة لا تقل عن ٨٠%، وتعديل نظام التكافل الاجتماعي و أزالت التشوهات التي وضعت على النظام الأصلي و البحث عن مصادر دخل للنقابة إن ما نريده من المجلس الحالي حماية النقابة والمحافظة عليها وتقويتها والدفاع عن مصالح أعضائها لأنها عنوان حماية المهنة والحريات العامة.
اليوم المجلس على المحك حيث الوعود والأقوال التي أطلقوها في حملتهم الانتخابية يجب أن تترجم الى أفعال وهذه البرامج جاءت متماشية مع ما يطلبه الصحافيون من مجلسهم وصولاً إلى مرحلة جديدة في مسيرة البناء و التحديث لخدمة اعضاء الهيئة العامة نتمنى أن نلمس واقعاً جديداً لم نعهده من قبل في أداء أعضاء النقابة وبتناسق ملموس و واضح يكمل المسيرة و اليوم مجلس النقابة الجديد على المحك لينطلقوا بأدائهم لتحقيق حزمة من الأهداف لتوفير الحياة الكريمة للزملاء وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل.