تشهد الجامعات الأمريكية والأوروبية حالة من التوتر والاحتقان المتزايد نتيجة للمظاهرات التي تندد بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وتظهر المشاهد غير المسبوقة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الاحتجاجات التي يشهدها العديد من الحرم الجامعية، حيث يرتفع عدد الطلاب والمعلمين الذين ينضمون إلى التظاهرات بشكل ملحوظ ، ونُظمت في عدد من الجامعات المرموقة عالميا، مثل، “هارفرد، وكولومبيا، برنستون”.
ومع ذلك، تتعرض هذه المظاهرات للقمع والتهديدات بالتدخل الأمني، حيث تهدد السلطات الأمريكية والأوروبية بإرسال قوات لتفريق المتظاهرين وفي بعض المظاهرات تم استخدم القوة المفرطة اتجاه المتظاهرين واعتقال العديد من الطلبة.
وكان مجلس جامعة “كولومبيا” الأميركية التي تشهد مظاهرات منددها بالعدوان الاسرائلي قد صوت بالموافقة على قرار يدعو إلى إجراء تحقيق مع إدارة الجامعة، متهما إياها بانتهاك البروتوكولات المعمول بها، وتقويض الحرية الأكاديمية، عقب اعتقال أكثر من 100 طالب متظاهر خلال الأيام الماضية، بسبب احتجاجهم على استمرار العدوان على قطاع غزة.
وتتسع رقعة بسرعة كبيرة الاحتجاجات الطلابية الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في العديد من الجامعات الاوربية والأمريكية لتصل الى استراليا.
وبهذا الشان قال خبير العلوم السياسية، الدكتور هايل ودعان الدعجة، إلى أن الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الجامعات الغربية والأمريكية تعكس مدى الاستنكار للجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي المجرم.
وأضاف أن هذه الاحتجاجات تظهر شكلًا من أشكال الفوضى التي تسود العالم نتيجة للصمت والتهميش الذي تعانيه المنظمات الدولية، وحتى من قبل الدول التي تدعي الديمقراطية وتبرز قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الفشل الكبير والسقوط المدوي الذي نشهده اليوم في المنظومة القيمية والأخلاقية والإنسانية الغربية الغربية التي أشبعت العالم شعارات ولم تتوقف يوماً، معتقدا أن ما حصل من قبل المقاومة الفلسطينية اختبار حقيقي لهذه الشعارات التي سقطت اليوم.
وأكد على أن الشارع الأمريكي والغربي بدأ في التنبه لحقيقة أن دولهم محكومة ومسيطر عليها من قبل الكيان الإسرائيلي والصهيونية العالم، مضيفا أنهم بدأوا يتساءلون عن أسباب تجبر دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتزعم العالم حسبها، على دعم هذا الكيان الإسرائيلي المجرم وتبرير جرائمه وأعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة .
ويعتقد أن المواطن الغربي بدأ يتساءل، في ظل المساعدات العسكرية والمالية الضخمة التي تصل إلى الكيان الإسرائيلي، عما إذا كانت الضرائب التي يدفعها تسهم في صناعة الأسلحة والرصاص والقنابل التي تستخدم لقتل الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن العديد من الاستطلاعات التي جرت في الولايات المتحدة كشفت أنه 70% من الشباب الأمريكي بالجامعات ليس مع سياسات الإدارة الأمريكية الحالية تحت ادارة بايدن.
وأوضح أن مشاركة الشباب في الجامعات الأمريكية في مثل هذه التظاهرات تعكس رغبتهم في تحرير بلدانهم من سيطرة الصهيونية العالمية والوقوف ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المقاومة لعبت دور كبير في كشف الأدعية والأكاذيب والزيف المتعلقة بحقوق الإنسان والحرية والعدالة التي تروج لها الدول الغربية مثالًا على ذلك دخول رئيس مجلس النواب الأمريكي إلى الجامعات وطلب من الرئيس بايدن استدعاء الحرس الوطني، معتبرًا ذلك تصرفًا دكتاتوريًا وقمعيًا.
وأشار إلى أن ما يجري الآن يعد أمرًا غير مألوف بالنسبة للغرب، وخاصةً الولايات المتحدة، التي كانت تعتاد تحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة دون كشف الشعارات المزيفة والمواقف الزائفة التي كشفت حقيقتها الآن.
وأشار إلى أن العالم الغربي، وبشكل خاص الولايات المتحدة، هما الخاسران الرئيسيان في هذا الصراع، وقد تكون هناك حسابات وترتيبات لما بعد العدوان على غزة تؤثر على نظام دولي جديد وتشكيلته، خاصة بعد أن أظهرت الولايات المتحدة عدم مؤهليتها لقيادة هذه المنظومة العالمية.
وأضاف أن العالم سيشهد تحولات وتغيرات، وسيتم تشكيل حسابات وترتيبات جديدة، بهدف إعادة تشكيل النظام الدولي وجعله أكثر أمانًا واستقرارًا.