وزير خارجية إيران جواد ظريف وفي تسجيل صوتي مسرب له سرا مع الصحفي الاقتصادي سعيد ليلاز قال «خسرنا كثيرا بسبب تدخلاتنا المفرطة في سوريا « ويؤشر على أحداث وقصص كلها تؤكد أن العسكر يقودون السياسية في بلاده وليس العكس، وهذا بحد ذاته تقويض لسلطة الدولة والحكومة الإيرانية داخليا وخارجيا
ظريف يكشف أن سبب استقالته من وزارة الخارجية عام 2019م،كان بسبب زيارة أجراها الرئيس السوري بشار الأسد لبلاده دون علم وزارة الخارجية وأن الترتيبات تمت من خلال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ألذي اغتالته القوات الأمريكية مطلع 2020م،في مطار بغداد، وادى إلى تصعيد أمني وسياسي خطير مع إدارة ترمب وكادت أن تؤدي الحادثة إلى حرب شاملة بين الدولتين ( أمريكا وإيران )
التسريبات الصوتية تؤشر على خلافات عميقة في اوساط السياسين بالحكومةومع الجنرالات في الجيش والحرس الثوري الإيراني وغير ذلك الكثير منها أن الجنرال سليماني كان يطير إلى موسكو ويجري مباحثات وترتيبات أمنية مع الروس في سوريا دون علم الحكومة والخارجية الإيرانية، والطريف أنه بعد ينهي زياراته يقوم باعلام المرشد الإيراني دون سواه ويتجاهل أي وجود لحكومة حسن روحاني أو وزارة الخارجية.
وفي التسريبات الصوتية تبين أن ظريف نصح سليماني بعدم السفر على الطائرات المدنية وضرورة تجنب الاحتكاك ببعض القوى السياسية العراقية، لكنه رفض ذلك وامعن في سياساته وتصرفاته الاحادية، كما تشير التسريبات أنه قبل الإتفاق النووي مع أمريكا والغرب عام 2015م كان الجنرال سليماني على علم بالجماعات التي نفذت هجوما على الرياض وأن أعماله كانت ظاهرة وكأنه يتصرف لافشال الإتفاق النووي حينها.
خطورة تسريبات الوزير ظريف تأتي قبيل انطلاق مارثون الانتخابات الإيرانية بشهرين،فالعسكر يقودون السياسية في إيران وهذا وراء تراكم الخسائر الدبلوماسية والسياسية والامنية على مستوى العالم كله والسبب هي التدخلات الأمنية في سوريا، فالعلاقة الإيران التركية مجمدة وصورة إيران في العالم ح الإسلامي سيئة، واستثمارها في لقاحات الجماعات المسلحة والميليشيات في سوريا افقدها علاقاتها مع الروس والدول الغربية وحتى الصين وجرجر عليها متاعب اقتصادية من بينها حرب السفن مع إسرائيل في البحرين الأحمر والمتوسط وأدى إلى خسارتها نخبة من علمائها وقادتها وجنودها في سوريا .
خسائر إيران على المستوى المحلي بالغة، فقد ادت إلى تقسيم المجتمع والقوى السياسية والحزبية إلى اتجاهات رافضة لهذا التدخل، وشوهت صورة الثورة وقيادتها بانحيازها لطرف محسوب عليها طائفيا، وعلى مستوى الإقليم خسرت كثيرا في علاقاتها مع جوارها العربي والتركي والباكستاني وو..الخ، وعلى المستوى الدولي حدث عن خسائرها ولا حرج فالعزلة التي تعيشها أليوم والحصار الغربي والاوروبي قوضها من الداخل رغم مظاهر التماسك وبكل الأحوال فإن أقوال ظريف جاءت متأخرة لكنها تكشف ما تحتها من خلافات عميقة وجرح غائر في نسيج الشعب والقيادات السياسية الإيرانية، وربما انها تعيش بدايات ثورة داخلية تهددها بنظامها الأمني ألذي يتحكم بكل شيء في الدولة الإيرانية.