صدى الشعب – كتب سليمان غيث السعيديين
لا شك بأن العشيرة أو القبيلة هي في الأساس مفهوم اجتماعي، لكنه في الحالة الأردنية يرتبط ارتباطا وثيقا بالبعد السياسي للحالة الوطنية الجامعة ، فالأردنيون ما زالوا يعتبرون القواعد والمفاهيم الاجتماعية ركيزة من ركائز الاستقرار والأمن والطمأنينة جنبا إلى جنب مع ركائز دولة المؤسسات والبنية الوطنية المؤسسية بشكل عام.
فمشهد أن يكون النائب أو الوزير كبيرا لجاهة صلح أو أن يتوسط في حل مشكلة ما، لا تراه إلا في الأردن، حيث تتداخل الأطر الاجتماعية والسياسية معا لتمتزج في حالة وطنية إيجابية تكون رافدا مهما من روافد عوامل الاستقرار والتقدم.
وفي الانتخابات بكافة أنواعها، تجد الناخب يختار ابن عشيرته، أو ابن قريته ، أو ابن محافظته ، ورغم أن هذا المفهوم يفرز أحيانا نتائج غير مرضية، إلا إنه لا يمكن اعتباره عقبة في طريق منظومة التحديث السياسي التي أمر بها جلالة الملك، فالمؤسسات الوطنية ما زالت تفرز رجالا وطنيين تقدموا من مواقعهم الاجتماعية الفئوية الضيقة إلى مواقع وطنية جامعة في مختلف المجالات الثقافية والإعلامية والسياسية.
هذه الإطلالة مجرد إضاءة بسيطة ردا على بعض الأصوات التي تخرج بين الفينة والأخرى في محاولة يائسة لتقزيم المفهوم البنيوي للعشيرة الأردنية، ومحاولة هدم الأساس المتين المتماسك الذي يستند عليه المجتمع الأردني في مجابهة كافة التحديات ، فالمصدر الاول لقوة صانع القرار هي حالة التماسك والتمازج بين أبناء المجتمع الأردني الواحد، فالعشيرة كانت وما زالت الأساس الذي لا يتعارض مع دولة المؤسسات، بل يسندها ويرفدها برجال أوفياء مخلصين يثبتون في أحلك الظروف وأشد المواقف.
/باحث سياسي