صلاح: نسبة الفقر بالمحافظة بين الذكور27% وبين الأناث تتجاوز 38%
• تهالك شبكة الصرف الصحي سبب دمار البنية التحية
• المسؤولية المجتمعية غائبة والمستثمر الأردني لا يدعم البلدية
• مياه الصرف الصحي تختلط بالمياه الجوفية والشبكة عمرها تجاوز 40 عامًا
• القطاع الصحي في المدينة يفتقر للكوادر الطبية
• مداخل المدينة معتمة وخصصنا 150 ألف دينار من موازنة اللامركزية لإنارة مدخل المدينة
• نسعى لإنشاء مصنع للألبسة لتوفير 140 فرصة عمل
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
تعاني بلدية معان الكبرى من ترد كبير في أوضاع البنية التحتية وتأخر العطاءات ومشاكل الصرف الصحي الذي لم يعد يستوعب الزيادة السكانية الكبيرة خصوصاً في ظل موجة اللجوء السوري الذي أثر واسع على البنية التحتية، التي أصبحت بحاجة الى شبكات صرف صحي تخدم التوسع العمراني في مدينة معان .
وقال رئيس بلدية معان الدكتور ياسين صلاح في حوارية مع اسرة صحيفة “صدى الشعب” وأدارها الزميل رئيس هيئة التحرير الإعلامي حازم الخالدي، إن أحياء في مدينة معان يعتمدون على الحفر الامتصاصية , بسبب تهالك الشبكة الذي مضى عليها أكثر من 40 عاما وعمليات الصيانة التي تعتبر متواضعة مقارنة بحجم الكثافة السكانية والزيادة العمرانية التي تشهدها المدينة والتي ستكون بحاجة إلى شمول مناطق كبيرة بخدمة الصرف الصحي .
وأشار صلاح خلال اللقاء الذي تمحور حول واقع البلدية وتطلعاتها، إلى ظاهرة الفقر والبطالة والفراغ الذي يعانيه أبناء مدينة معان ووجوب إيجاد الحلول المناسبة من خلال إقامة مشاريع ومصانع تسهم في تشغيل أبناء المدينة من كلا الجنسين .
وفيما يتعلق بالاستثمارات المحلية داخل مدينة معان ، أكد صلاح أن القطاع الخاص لا يشجع على اقامة مشاريع ولا استثمارات ولا يقوم برفد المدينة بفرص التشغيل لفئة الشباب ودعم البلدية ، حيث سجلت محافظة معان أعلى معدل بطالة بنسبة بلغت 27% بين الذكور ، وبنسبة بلغت 38% بين الاناث ،
وبلغ معدل البطالة 28% بين حملة الشهادات الجامعية المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس بحسب صلاح .
* معان عاصمة اقتصادية
ويسعى صلاح إلى أن تكون مدينة معان بعد 10 سنوات عاصمة إقتصادية ونقطة تحول في واقعها الاقتصادي والتنموي باستغلال موقعها الاستراتيجي ، مؤكدًا أن المحافظة تمتلك الكثير من المزايا التي تؤهلها لتكون فاعلة في دعم الاقتصاد الوطني من خلال ثرواتها الطبيعية والأماكن السياحية والأثرية فيها علاوة على موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق دولي يربط الأردن بعدد من دول الجوار وقربها .
ويطمح لانشاء مصنع ملابس ضمن المدينة الاقتصادية ، لتوفير فرص عمل للاناث والذكور ، حيث سيساهم في تشغيل 140 من الاناث ،لتحريك عجلة الاقتصاد داخل المنطقة وتوفير الاعباء المعيشية وتخفيض من نسبة الفقر والبطالة .
وطالب صلاح , بضرورة توفير كوادر طبية مؤهلة ومراكز طبية ،وتحسين الواقع الصحي في معان من خلال عدد من المشاريع الصحية إلى جانب تطوير الخدمات في مستشفى معان الحكومي؛ مثل إنشاء بنك الدم وتوسعة قسم التوليد وإنشاء غرفة عناية مركزة إضافية ورفده بتخصصات طبية مختلفة من خلال اعتماد مبدأ شراء الخدمات لتوفير التخصصات النادرة والتواصل مع الخدمات الطبية الملكية للاستفادة من خدماتها في بعض التخصصات .
وخصص صلاح ما يقارب 150 ألف دينار من موازنة اللامركزية لانارة مدخل مدينة معان ، وأوضح إن مداخل مدينة معان ومنذ نحو عام تعاني من الظلام الدامس، ما يعرض حياة السائقين والمشاة للخطر، مؤكدا أن البلدية خاطبت وزارة الأشغال العامة عدة مرات بهذا الشأن لكون تلك الطرق والمداخل من اختصاص الوزارة .
وأضاف، أن الطريق الدولي النافذ خلال مدينة معان غير مضاء منذ عام، الأمر الذي تسبب بوقوع حوادث سير ودهس أودت بحياة مواطنين، مشيرا إلى أهمية إجراء صيانة لتلك الإنارة، لاسيما وأن الطريق الدولي يشهد حركة مرور نشطة على مدار الوقت .
مشروع سوق الخضار المركزي
وكشف صلاح، عن التوجه لانشاء مشروع سوق خضار مركزي في اقليم الجنوب ، حيث سيقوم المشروع بتوفير فرص عمل وتخفيف العبء على المواطنين ، مشيرا الى مشروع إعادة تدوير النفايات بأن هذا يستدعي من الحكومة وكافة الجهات والمجتمع تفعيل نظرية الاقتصاد الدائري من خلال تدريب المجتمع على إدارة نفاياته لتتماشى مع خطط إعادة تدوير النفايات بدلا من استخدام مكبّات النفايات والتي تكلف خزينة البلديات والدولة موارد مالية عالية، ولها عمر افتراضي يقدر من 15 إلى 20 سنة، بالإضافة لما تسببه هذه المكبات من مشاكل اجتماعية للمجتمع لعدم تقبلها من قبل المواطنين .
وأوضح أن النفايات القابلة لإعادة التدوير، هي الورق، والكرتون، والعلب المعدنية الخفيفة، وعبوات البلاستيك، ويتم ضغط بعضها وفرم الجزء الآخر، وبيعها لمصانع إعادة التدوير .
مشاريع خدمية وتنموية
وعرض صلاح ،أن البلدية ضمت حوض المرامل (11) إلى التنظيم الأمر الذي يحفز التوسع العمراني في المنطقة باتجاه جامعة الحسين بن طلال ويسهل عملية إيصال الخدمات لها ولقاطنيها.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ مشاريع للبنى التحتية من فتح وتعبيد وخلطة اسفلتية ساخنة لشوارع مدينة معان بقيمة 361255 دينارا، وبتمويل من وزارة الادارة المحلية، كما تم تنفيذ مشروع فتح وتعبيد لشوارع المقبرة الاسلامية بقيمة 43200 دينار، وبتمويل من مجلس محافظة معان، إلى جانب فتح وتعبيد شارع مدرسة أم الحكم بقيمة بلغت 33825 دينارا، وبتمويل من مجلس محافظة معان.
وأضاف أنه تم إجراء صيانة واعادة تأهيل وفتح وتعبيد لشارع خير الدين المعاني بقيمة بلغت 227240 دينارا، وبتمويل من البنك الدولي.
وقال إن البلدية قامت بإعادة تأهيل الجدار الاستنادي لوادي الشامية بقيمة بلغت 19469 دينارا، وانشاء جدار استنادي لوادي حي أبو بكر الصديق بقيمة بلغت 22883 دينارا، كما قامت بإعادة تأهيل وصيانة لحديقة خليل ابو عودة بقيمة بلغت 9563 دينارا، مشيرا الى أن تلك المشاريع تم تمويلها من مجلس محافظة معان.
وأضاف الدكتور صلاح، أن البلدية قامت بتوريد وتركيب معدات خاصة بتشغيل مصنع الطوب والبلاط بقيمة بلغت 89688 دينارا، وبتمويل من وزارة الادارة المحلية، كما دأبت بلدية معان لتطوير آليات النظافة، حيث قامت بشراء وتوريد كابسات نفايات عدد 2 سعة 8 متر مكعب بقيمة بلغت 204000 دينار قيد التنفيذ، الى جانب شراء وتوريد حاويات معدنية سعة 1100 لتر بقيمة 115000 دينار، وخزانات حديدية للمقبرة الاسلامية بقيمة 17000 دينار، كما قامت بلدية معان وبتمويل من مجلس المحافظة بشراء وتوريد وحدات انارة لمنطقة بساتين الشامية بقيمة بلغت 23992 دينارا، مشيرا إلى انها قامت بتركيب 6000 وحدة انارة في مدينة معان، كما قامت بزراعة 2000 شجرة حرجية بهدف تجميل المدينة.
وأشار الى انه تم توريد مبيدات بقيمة 11760 دينارا، وبتمويل من مجلس محافظة معان، كما تم افتتاح مركز صيانة ميكانيكية متكامل بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية مزود بأحدث الوسائل التكنولوجية لأسطولها من الآليات والمركبات،سعيا منها لتخفيض نفقات الصيانة الخارجية.
وقال إن البلدية أبرمت مجموعة من الاتفاقيات لبيع الطوب الاسمنتي والحاويات المعدنية من خلال خطوط انتاجها التي قامت بتشغيلها وتطويرها مع عدد من البلديات، وذلك في اطار السعي لزيادة وتعزيز حجم الايرادات المالية، كما تم استحداث قسم التحصيلات ليتسنى من خلال كوادر القسم تحصيل الذمم المتراكمة على المواطنين من خلال الأطر القانونية كالتسويات القانونية المتاحة.
ولفت الدكتور صلاح الى أن البلدية بدأت بالإعداد لتنفيذ مشروع حديقة سمو الأمير هاشم بن عبد الله الثاني، والذي سيمول من موازنة البلدية وسينفذ خلال 2024، كما أنهت دراسة عطاء الترقيعات لشارع فلسطين وعطاء تصريف مياه الأمطار لعدد من المواقع في المدينة والذي سينفذ مطلع هذا العام.
وأشار الى أن العمل جار ومن خلال مديرية التنظيم والتخطيط على تنظيم منطقة المحطة والمنطقة الحرفية وحي العمامرة وتحويل عدة شوارع من تصنيفها السكني الى تجاري لتشجيع الحركة التجارية في معان.
تأهيل قصر الملك المؤسس
وكشف صلاح ، أن أعمال مشروع إعادة تأهيل قصر المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بمحافظة معان “قصر الملك المؤسس”، الذين جرى تنفيذه في سياق المبادرات الملكية السامية، بهدف تطوير القصر إلى متحف وطني، يحاكي تاريخ الدولة الأردنية ونشأتها وتأسيسها ، بكلفة بلغت 3 ملايين دينار، ومنوها أن من المتوقع افتتاح القصر تزامنا مع اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني العرش.
وأقيم المشروع على مساحة 27 دونمًا، ويتكون من مباني ومعالم أثرية، كانت تشكل محطة سكة الحديد الحجازي لمدينة معان، حيث تم تحديث وترميم الموقع الذي سيحتوي على ثلاثة متاحف، إضافة إلى تجديد المباني القائمة، وإنشاء مبان جديدة وساحات خارجية ومبان خدمية وسياج خارجي، وتنسيق الموقع بصورة متكاملة، وفقاً للمخططات والمواصفات الموضوعة ، بحسب صلاح .
ويعد القصر، الذي اتخذه المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول، كمقر للدفاع الوطني أثناء تواجده في معان، تُحفة معمارية مميزة، حيث راعت التصاميم الجديدة للقصر، القيمة التاريخية والحضارية، ليصبح معلمًا وطنيًا يحوي بين أروقته؛ مقتنيات الملك المؤسس، وصوره وشواهد ووثائق تتعلق بالثورة العربية الكبرى، والأحداث التاريخية المهمة التي شهدها القصر .
وأضاف صلاح ،أن رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحسين البيئة العامة، والتوجه نحو الدور التنموي الشمولي؛ لا يمكن أن يتحقق دون تعزيز مشاركة المواطنين بتحديد أولوياتهم واحتياجاتهم، مؤكدا أن البلدية بدأت بالتركيز على مسألة رفع الوعي لدى المواطنين في القضايا التي تمس حياتهم وبيئتهم بشكل مباشر، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعد شريكا مهما لإنجاز تلك المهمات .
وأوضح الدكتور صلاح أن أبرز المحاور التي تشكل أولوية في المرحلة الحالية تتمثل في اعادة الهيكلة في البلدية ،ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها من التشوهات والاختلالات، وإبراز الصورة الحضارية للمدينة، إلى جانب إعادة هيكلة المشاريع المتعثرة مثل مشروع محطة تدوير النفايات ومصنع الكندرين والبلاط ومصنع الحاويات، وتمكينها من تحقيق أهدافها بالإنتاج وتوفير فرص العمل اللازمة .
وأشار إلى بعض الإشكاليات البيئية الراهنة التي تشكل تحدياً يجب التعامل معه بكل جدية، وإيجاد حلول بالتعاون مع المجتمع المحلي، حفاظا على البيئة والصحة العامة، ومنها؛ ظاهرة إلقاء الأنقاض على الطريق الدولي وداخل المناطق السكنية، الأمر الذي يتطلب معالجة كافة التشوهات البيئية وفق خطة محكمة، لافتا إلى أن البلدية ستقوم بزيادة الرقعة الخضراء في محيط المدينة، وصولا إلى التخفيف من التشوهات البيئية على مداخل المدينة.
وكشف عن توجه البلدية نحو إقامة مشروع للطاقة الشمسية على إحدى قطع الأراضي التابعة لها للتخفيف من تكلفة فاتورة الكهرباء التي تكلف البلدية نحو مليون دينار سنويا، مشيرا إلى أن البلدية بصدد تنفيذ مشاريع خلطات اسفلتية وأعمال صيانة عامة للشوارع والميادين داخل المدينة وفق الخطة المرسومة بما يسهم بتحسين البنية التحتية .
وأكد أهمية تطوير المنظومة الإعلامية للبلدية، من خلال إنشاء وحدة إعلامية متخصصة تتلقى التغذية الراجعة من قبل المجتمع المحلي في كافة القضايا والتحديات، من أجل العمل على تذليلها وتسهيل الإجراءات المقدمة للمواطنين.
مدينة معان وجهة سياحية
وتوقع الدكتور صلاح ، أن تكون مدينة معان بعد خمس سنوات وجهة سياحية لما تتميز به المحافظة من مساحة كبيرة وأغناها تاريخاً، إذ بنى فيها الأنباط مدينة البتراء، ثم قام غيرهم ممن سكنوا هذه المنطقة ببناء قلاع حصينة في الشوبك ومعان والمدورة وعنيزة، ولذلك يوجد بين جبالها وبواديها بقايا عدد كبير من المدن والقرى الأثرية. وشهدت أراضي المنطقة أيضاً العديد من الأحداث والمواقف التي ارتبطت ارتباطاً وثيقا بالعروبة والإسلام فقد كان فروة بن عمرو الجذامي (أمير معان) أول من اسلم واستشهد من أهل الشام. ويزور هذه المنطقة في الوقت الحالي الأشخاص محبي التاريخ والرياضات الصحراوية .
مدينة معان .. إرث تاريخي وديني وآفاق سياحية
ويقول الدكتور صلاح ، إن معان باتت مركزاً تجارياً للعرب على مدار الفصول وصولاً إلى اليمن ومصر، واعتبرت نقطة انطلاق للحجيج من مختلف الأصقاع .
والقلعة التي بناها السلطان سليمان القانوني العثماني ما زالت تحتفظ بعمارتها رغم مرور خمسمئة عام على تشييدها، ولم تمسّها سوى ترميمات بسيطة وأن أكثر ما يزينها القناطر الهندسية التي كانت سائدة بالعهد العثماني على مختلف مساحتها الواسعة ، بحسب صلاح .