بقلم الدكتورة أحلام ناصر
غزة، هذه القطعة الصغيرة من الأرض الفلسطينية، تظل مسرحًا لمشاعر متضاربة تتراوح بين نشوة النصر وألم الفقدان، يحملون معهم مرارة فقدانهم لأحبائهم ولممتلكاتهم، وذلك نتيجة للدمار الهائل الذي خلفه قصف المحتل، بينما يسيطر عليهم الخوف من مستقبل مجهول محفوف بمزيد من الفقدان والحزن بعد الهدنة، وتعبير عن معاناة لا تنتهي. هدنة قصف الاحتلال لشعب محاصر تلقَّتها الأرواح المظلومة في هذا القطاع الضيق، وبين أنقاض الدمار تعكس الوجوه المختلفة لهذا الشعبِ المحاصر في سجن صغير “غزة” حُرم سكانه من أبسط حوقهم الانسانية في حلمٍ بمستقبل آمن كما يتمتع به الانسان في بعضٍ من دولٍ يدعون الدفاع عن حقوق الانسانية.
نشوة النصر بين أنقاض المباني المهدمة والأوضاع الاقتصادية الصعبة، تبرزالإرادة الصلبة لأهل غزة. لقد جسدوا معنى الصمود والتحدي في وجه التحديات اليومية. هدنة الحرب أتاحت للشعب فرصة للتنفس، ولحظات قصيرة من الراحة. كان الفرح يتسلل إلى قلوبهم، لحظات قصيرة من الهدوء قد تحمل وعدًا بغد أفضل. ولكن في ظل هذه الهدنة، تظل غزة تحمل آلام الفقد والخسارة. الأًسر التي فقدت أحباءها، والأطفال الذين فقدوا أحلامهم، يرون العالم من زوايا الألم والحصرة والخوف من المستقبل. القصص المأساوية تتسلل من بين أنياب الحروب وتتراقص في الذاكرة، تذكيرًا بالحاجة إلى سلام دائم وإنسانية أكبر.
المعاناة مستمرة، هذه الهدنة لا تعني نهايتها بل وقفًا مؤقتًا لعمليات القصف الخاشم على السكان العزل، لا تحمل إلا القسوة الواقعة على هذا القطاع المحاصر، غزة، بمأساتها وألمها، تظل محاصرة بين الجدران “بدون جدران” والقيود الاقتصادية. ما خلفه القصف الصهيوني المحتل الظالم على البنية التحتية المتهالكة والخدمات الأساسية المتعثرة تظهر جلياً خلال فترة الهدنة، حيث يعاني السكان من نقص في المياه والكهرباء، مما يزيد من الصعوبات في حياتهم اليومية.
يستمر الشعب في البحث عن الحياة في ظل الحصار والإهمال الدولي. لقد أصبحت غزة مثالًا حيًا على قوة الإرادة والتصميم، وفي الوقت نفسه، تذكيرًا بأن كل إنسان يستحق حياة كريمة. إنهم يحملون على أكتافهم أحلامًا كبيرة يناضلون من أجل تحقيقها، وفي ذلك يكمن إرثهم المستمر من المقاومة والأمل. هكذا، تتواصل مشاعر الفرح والمعاناة في قلب غزة، حيث يظل الشعب ملتصقًا بأمل مشرق يرسم فيه مستقبلا أفضل.
في الختام، الحاجة الملحة للإغاثة وإعادة الإعمار تظل امرا حتميا. يعيش سكان غزة في هذه الفترة على حافة بين الأمل واليأس، مع أمل بأن تؤدي جهود المجتمع الدولي إلى تحقيق تحسينات جوهرية في الوضع الحالي وتوفير أساسيات الحياة لهم وامل في حل ٍ جذري ٍ انساني ٍ لقضيتهم العادلة.