صدى الشعب – ليندا المواجدة
شهد مجلس النواب الأردني اليوم جلسة مهيبة مع انطلاق أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة، والتي خُصصت لانتخاب رئيس المجلس وأعضاء المكتب الدائم، في مشهد برلماني يعكس حالة من التوافق النيابي والرغبة في العمل الجماعي للمرحلة المقبلة.
وفي مستهل الجلسة، أعلن فوز النائب مازن القاضي بالتزكية رئيسًا لمجلس النواب بعد عدم ترشح أي منافس له، في خطوة اعتُبرت تعبيرًا عن تفاهم نيابي واسع وثقة برلمانية بشخص القاضي لإدارة المجلس خلال الدورة الجديدة.
وفي كلمته عقب انتخابه، عبّر القاضي عن شكره لزملائه النواب على ثقتهم، مؤكدًا أنه ينظر إلى رئاسة المجلس كـ”تكليف ومسؤولية ثقيلة تجاه الأردن”، مشددًا على أهمية العمل الجماعي والارتقاء بالأداء الرقابي والتشريعي للمجلس، وتعزيز ثقة الأردنيين بمؤسستهم التشريعية.
وأكد القاضي في كلمته أن أولوياته تتمثل في العمل وفق التوجيهات الملكية السامية وخطاب العرش، وأن يكون المجلس صوت المواطن الحقيقي، لافتًا إلى ضرورة الشراكة والتكامل مع الحكومة بما يخدم المصلحة الوطنية، بعيدًا عن المناكفات أو الأجندات الخاصة.
كما أشاد بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وقيادته الحكيمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواقفه الصلبة في وجه العدوان على غزة، مشيرًا إلى أن الملك “كان الصوت الأصدق والأكثر تأثيرًا في الدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية”، وأن الأردن سيبقى قلب الأمة النابض والمدافع عن الحق الفلسطيني.
وتطرق القاضي في كلمته إلى عدد من الملفات الوطنية، مؤكدًا أهمية خدمة العلم كخطوة في بناء جيل وطني منتمٍ، وداعيًا إلى دور فاعل للأحزاب السياسية واللجان النيابية في تطوير الأداء التشريعي، وإلى تطوير الإعلام الوطني ليكون “إعلامًا حرًا ومسؤولًا يعكس ضمير الوطن وهويته ويبتعد عن التشويه والإثارة”.
خميس عطية نائبًا أول للرئيس بعد منافسة قوية مع فريحات
وفي انتخابات موقع النائب الأول لرئيس المجلس، فاز النائب خميس عطية بعد حصوله على 67 صوتًا مقابل 55 صوتًا لمنافسه النائب آية الله فريحات، فيما سُجّلت 14 ورقة ملغاة أو بيضاء، من أصل 136 نائبًا حضروا الجلسة، في حين غاب نائبان بعذر.
ويُنظر إلى فوز عطية على أنه تجسيد لثقة النواب بشخصه وخبرته الطويلة في العمل البرلماني، إذ يُعدّ من النواب المخضرمين الذين تولوا مناصب متعددة داخل المجلس عبر دورات سابقة، مما يعزز قدرته على دعم إدارة المجلس في مهامه التشريعية والرقابية.
الصرايرة نائبًا ثانيًا بالتزكية بعد انسحاب ربيحات
أما موقع النائب الثاني للرئيس، فتم حسمه بالتزكية لصالح النائب إبراهيم الصرايرة، عقب إعلان النائب عبد الرؤوف ربيحات انسحابه قبل بدء الاقتراع، قائلاً إن انسحابه جاء “إكرامًا لله، ولجلالة الملك، وللزملاء النواب”، في بادرة لاقت ترحيبًا واسعًا داخل القبة.
انتخاب مساعدي رئيس المجلس
كما شهدت الجلسة انتخاب مساعدي رئيس مجلس النواب، حيث فازت النائبتان هالة الجراح وميسون القوابعة بالمقعدين، وحصلت الجراح على 85 صوتًا، والقوابعة على 73 صوتًا، فيما حصل النائب مالك الطهراوي على 56 صوتًا. ويأتي هذا الاستحقاق ضمن إجراءات تكوين المكتب الدائم الكامل للمجلس، لضمان استمرارية العمل التشريعي والرقابي وفق خطة واضحة ومنسقة بين أعضاء المكتب الجديد.
مرحلة جديدة من العمل البرلماني
المشهد النيابي لهذا اليوم يعكس توجهًا عامًا نحو التهدئة والتفاهم بين الكتل، ورغبة في تعزيز صورة المجلس أمام الرأي العام، خصوصًا بعد خطاب العرش السامي الذي رسم ملامح المرحلة المقبلة ودعا إلى العمل والإنجاز ومواصلة الإصلاح بروح من المسؤولية الوطنية.
وبتشكيل المكتب الدائم الجديد، يبدأ مجلس النواب دورة جديدة من العمل الوطني، وسط آمال بأن تشهد تحسينًا في الأداء الرقابي والتشريعي، وترسيخًا للعلاقة التشاركية مع الحكومة بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس مجلس النواب مازن القاضي وأعضاء المكتب الدائم اعتذارهم عن استقبال التهاني، مؤكدين أن المرحلة المقبلة هي مرحلة عمل ومسؤولية تستوجب التفرغ لخدمة الوطن والمواطن، احترامًا لروح المسؤولية العامة والتزامًا بأداء الواجب النيابي كما أراد جلالة الملك في خطاب العرش السامي
