صدى الشعب – د.هلا رمضان المواجده
لم يكن خطاب العرش مجرد افتتاح لدورة جديدة، بل تجسيدًا لروح القيادة التي لا تبني نفسها على الطمأنينة، بل على القلق الواعي، والفهم العميق لمسؤولية الأمة. القيادة الحقيقية ليست غياب الخوف، بل القدرة على مواجهته، كما قال جلالته: «يقلق الملك لكنه لا يخاف إلا الله».
هذا القول يعيد تعريف مفهوم السلطة: قوة مبنية على الوعي والحكمة، ومسؤولية تتجاوز الذات إلى الشعب والوطن. القلق هنا ليس ضعفًا، بل منهج حكم يُترجم الرؤية إلى خطوات واقعية، ويحوّل التحديات إلى فرص، ويجعل الاستقرار نتاج حكم رشيد لا التمني الزائف.
في زمن تتراجع فيه الثوابت، بدا الأردن كما رسمه الملك: دولة وُلدت في العواصف، لكنها أبدعت فن البقاء بثبات عاقل، حيث العقل يقود القلب، والإرادة تحمي المسار. استدعاء اسم الله في الخطاب ليس طقسًا شكليًا، بل سقفًا يحمي الوطن حين تهتز الأرض، تأكيدًا على أن الوعي والثقة هما العمود الفقري للأمة.
أما قوله: «وفي ظهره أردني»، فهو أكثر من عبارة، إنه رمز العلاقة بين القيادة والشعب، علاقة تبنى على الثقة والوفاء والمسؤولية المشتركة، لا على الشعارات أو الصور الرمزية.
إن خطاب العرش يعلم أن الإصلاح طريق مستمر، وأن القلق حين يُدار بعقل يصبح فلسفة حكم، تمنح الوطن القدرة على مواجهة الزمن، وتزرع في شعبه قوة الصمود، عمق الانتماء، ووعيًا بمسؤولية المشاركة في صناعة القرار.
عضو المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني / العقبه






