صدى الشعب – كتبت د. دانييلا القرعان
خطاب جلالة الملك اتصف بالجرأة في الطرح، وأن الأردن لن يكون وطنًا بديلا ولن يقبل بالتهجير مطلقًا. حظي خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقدير وإشادة واسعة من مختلف الشخصيات الأردنية والدولية ومن قبل الزعماء، حيث اعتبروا أن جلالته قدّم رؤية حازمة وشاملة حول القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا المواقف الثابتة للأردن تجاه العدالة والحقوق الإنسانية.
كلمة جلالة الملك كلمة تاريخية وقوية، وهي توثق بفخر في سجل الأمم المتحدة. وجلالته أكد مجددًا دور الأردن المحوري في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مما يعزز مكانة الأردن كدولة فاعلة في المشهد الدولي. جلالة الملك أعلن بصراحة أن الأردن لن يكون الوطن البديل للشعب الفلسطيني، وهي رسالة واضحة لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. والأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، قادر على حماية أراضيه وهويته الوطنية، والأردن لا يزال السد المنيع في وجه أي محاولات لتغيير هوية المنطقة.
قوة كلمة جلالة الملك جاءت من ضمير ملك إنسان وشعب الأردن الوفي لقضيته المركزية، فلسطين، وجلالته كان واضحًا في رفضه للتهجير القسري، الذي وصفه بجريمة حرب، ودعا زعماء العالم للتحرك بجرأة لحماية الشعب الفلسطيني وفرض إنهاء الحرب.
ونؤكد مرة أخرى على الثبات الأردني في مواجهة التحديات، حيث أن كلمة جلالة الملك كانت رسالة واضحة بأن الأردن متمسك بثوابته الوطنية ولن يتنازل عن حقوقه، لقد أثبت جلالته مرة أخرى قدرته على القيادة بحكمة ورؤية بعيدة المدى. خطاب جلالة الملك عبّر بوضوح عن ضمير الأمة الأردنية وإحساسها بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، رسالته كانت صريحة: لن نقبل بالظلم أو التهجير القسري، وسنبقى داعمين لحقوق الفلسطينيين في كل المحافل الدولية.”
ونذكر هنا أهمية توقيت الخطاب، فخطاب جلالة الملك جاء في التوقيت المناسب، حيث وضع النقاط على الحروف بشأن ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والأردن لن يصمت أمام الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين، وسيبقى داعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني.”
التأثر الشديد بخطاب جلالة الملك وما قاله جلالته، أثلج صدري، خاصة عندما عبّر عن حزنه تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، كما أن تأكيده على عدم قبول أي صفقة على حساب القضية الفلسطينية أعاد لنا الثقة والاطمئنان بموقف الأردن الثابت، ووضع النقاط على الحروف، وكانت نظراته غاضبة وقال لن نسمح بتهجير الفلسطينين، ولن يكون هناك وطنا بديل.
نصف خطاب جلالة الملك بأنه أحد أقوى الخطابات التي تم توجيهها للأمم المتحدة، جلالته أظهر قوة وحكمة في التصدي للتحديات الإقليمية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. جلالته كان صوتًا للعقل والعدالة في وقت يعصف فيه العالم بالصراعات، هذا الخطاب لم يكن مجرد كلمات، بل رسالة عملية للعالم بأن الأردن لن يقف متفرجًا في ظل الأزمات، وسيظل قويًا وثابتًا في مواقفه.
خطاب جلالة الملك أكد مجددًا أن الأردن لن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين.
وخطاب جلالته كان قويًا وواضحًا، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والجرائم التي ترتكب بحقه من قبل إسرائيل، والتقصير الواضح في إمكانية وصول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أشار جلالته إلى أن الواجب الأخلاقي يحتم على المجتمع الدولي أن يتبنى آلية لحمايتهم في جميع الأراضي المحتلة، وتوفير الحماية للفلسطينيين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة. وأكد جلالته في خطابه على أن فكرة الأردن كوطن بديل لن تتحقق أبدًا، ولن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب، وأن التصعيد ليس من مصلحة أية دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. خطاب تاريخي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، وضع جلالته المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الأزمة الإنسانية في فلسطين. وخطاب جلالته اتسم بالشمولية والموضوعية، معتمدًا على إدراكه العميق للحقائق والمخاطر الراهنة، وقد عكس هذا الخطاب فهمًا دقيقًا للتطورات التاريخية للصراع والتحديات التي تواجه المنطقة، حيث سلط جلالته الضوء على الممارسات الإسرائيلية التي تتجاهل الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وما ينتج عن ذلك من تصعيد للتوترات التي تهدد السلام في المنطقة.
تأثير خطاب جلالته سيكون كبيرًا نظرًا لما يعبر عنه من فهم حقيقي للواقع المعقد، حيث يبرز المخاطر المرتبطة باستمرار الحرب على غزة وعدم احترام القوانين الدولية. وبالتالي، يُعد هذا الخطاب بمثابة إطار عمل ضروري للتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل واقعي وفعال، لقد بين جلالته وبكل موضوعية وشفافية حقيقة ما يجري اليوم من مآسي يعاني منها الشعب الفلسطيني، تتمثل بالقتل والجوع والتهجير والدمار في غزة والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، منبهًا جلالته إلى ضرورة التفات العالم لما يجري في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس، حيث يتعرض المدنيون فيها للقتل الذي طال حتى الأطفال والنساء، إضافة لتهجير إسرائيل لآلاف الفلسطينيين، وسط عجز الأمم المتحدة عن حماية كوادرها ومؤسساتها، وفي حرب يتعمد فيها الاحتلال الإسرائيلي استهداف الشعب الفلسطيني، وتنتهك فيها الوضع التاريخي القائم وبحماية ومشاركة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية نفسها. سيبقى الأردن شعبًا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس السند والداعم لأهلنا في فلسطين والقدس مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، يرفض فكرة تهجيرهم عن وطنهم التاريخي فلسطين العربية.
ونشيد بدعوة جلالة الملك من أجل الانضمام إلى الأردن في فرض بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، كجهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها، وأن لا تكون المساعدات الإنسانية أداة حرب أبدًا. جلالة الملك الذي يحظى باحترام الجميع وضع أمام العالم معاناة شعوب المنطقة ورغبتهم الحقيقية بالسلام العادل الذي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني، ورفضهم التام لحصانة الاحتلال وتصرف قادته باعتبارهم فوق القانون الدولي، والذي لن يخدم أي فرصه للسلام في المنطقة.